إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / السِّير الذاتية للشخصيات الواردة في كتاب "مقاتل من الصحراء" / السِّير الذاتية للشخصيات، في الاتحاد السوفيتي









ماو تسي تونج Mao Tse-tung

سيرة ذاتية

نيكولاي ألكسندروفيتش رومانوف (نيقولا الثاني)

Nikolay Aleksandrovich (Nicholas II)

(1868 ـ 1918)[1]

آخر قياصرة روسيا، (1895 ـ 1917)

 

 

ولد نيكولاي في مايو 1868، في سان بطرسبرج Saint Petersburg، وتربي على الاعتقاد بأن القيصر يجب أن يتمتع بسلطة مطلقة، ولكنه لم يكن يملك الموهبة والقوة اللازمتين لقائد سياسي قوي. خلف أباه القيصر ألكسندر الثالث Alexander III. بدأ حكمه في فترة نمو صناعي وثقافي. فقد تطورت صناعات الفحم الحجري والنفط والنسيج والحديد بسرعة. وازدهر الأدب والعلوم وغيرها من فروع المعرفة. ولكن واجهت نيكولاي مشكلات مزمنة لم يستطع حلها. فقد أدت رغبته في زيادة قوة روسيا في الشرق الأقصى إلى الحرب الروسية ـ اليابانية عام (1904ـ1905)، التي هزمت فيها روسيا.

أضعفت الهزيمة العسكرية سلطة حكومة نيكولاي واندلعت الثورة بين فئات عديدة من الشعب عام (1905م)، وطالب العمال والفلاحون بالإصلاحات. واستجابة لذلك وافق نيكولاي مرغماً على إنشاء جمعية منتخبة تسمى (الدوما Duma)، كما وعد بمنح المواطنين حقوقهم الشخصية.

بدأت حكومة نيكولاي في تنفيذ عدد من الإصلاحات المهمة، خلال الفترة (1906 ـ 1914) فوسعت الحكومة قاعدة التعليم العام، وشجعت الملكية الفردية للأرض بين الفلاحين، ووفرت للعمال بعض التأمينات ضد المرض والحوادث. وحاربت روسيا ضد ألمانيا في الحرب العالمية الأولى (1914 ـ 1918)، وتكبدت خسائر فادحة. وأصبح نيكولاي قائداً أعلى، مما جعله يبدو مسؤولاً مسؤولية مباشرة عن الفشل العسكريّ.

أصبحت زوجته الإمبراطورة ألكسندرا فيودوروفنا Alexandra Fyodrovna، الألمانية المولد، ذات نفوذ سياسي كبير. وأثناء انشغال القيصر نيكولاي في إدارة شؤون الحرب، قامت بعزل عدد كبير من الوزراء، وعينت بدلاً منهم من يدينون لها بالولاء، وانتشرت شائعات في روسيا مؤداها أن القيصر وزوجته يفاوضان الألمان سراً. وأن الخونة يسيطرون على الحكومة، وقد تسربت هذه الإشاعة بسرعة غريبة إلى جميع أنحاء روسيا حتى بلغت كل فلاح، بل كل تلميذ. وقد كان موقف العائلة المالكة مهدداً في ذلك الحين، وتقاطرت اللعنات على رأس الإمبراطورة من جميع أطراف المملكة، بتهمة ميلها، بل تعبدها للراهب راسبوتين، الذي كان في نظرها قديساً عظيماً، وكان هذا الاعتقاد الهستيري هو المعول الذي هدم عرش أسرة رومانوف وقضى عليه إلى الأبد.

وتسببت هذه المشكلات، مع نقص الأغذية والوقود، في إشعال ثورةٍ جديدةٍ، في بداية عام (1917)، مما أرغم نيكولاى على التنازل عن العرش في 15 مارس 1917. وفي 21 مارس 1917، قُبض على الإمبراطورة، والقيصر. وبعد خمسة أشهر، ذاقوا خلالها شتى صنوف العذاب البدني والنفسي، في سجن تسارسكو، أمرت الحكومة المؤقتة بنقل القيصر وعائلته (زوجته وبناتهما الأربع، وابنه الوحيد الأمير أليكس) إلى توبلسك. نزلت العائلة في منتصف الليل، ليقلوا القطار المعد لنقلهم، لكن القطار لم يقم إلا في السادسة صباحاً، لأن العمال اعتصموا حين علموا أن القيصر سيُنقل من تسارسكو، خشية أن يكون في نقله مكيدة. وصل القطار إلى مدينة تيومن، حيث كانت باخرة في انتظارهم. ووصلت العائلة إلى توبلسك في التاسع عشر من أغسطس، واضطرت إلى البقاء أسبوعاً كاملاً على ظهر الباخرة، حتى يُجهز مسكن لهم.

كان ذلك المنزل سكناً لحاكم المقاطعة، قبل ذلك. وكان يطل على الشارع العمومي، وكان مكون من طابقين، أقام القيصر وعائلته في الطابق العلوي والحاشية في الطابق السفلي. كان خلف البيت بُستان واسع محجوب عن الشارع، فأصبح المتنزه الوحيد للقيصر وعائلته. وفي هذا البستان كان الإمبراطور يشتغل بقطع الأخشاب من الصباح إلى المساء، وقد بنى فيه كوخاً جميلاً، كانت تلجأ إليه العائلة، في بحر النهار. أما أهالي المدينة، فكانوا يتشوقون إلى رؤية أفراد العائلة المالكة، فإذا مر أحدهم بجانب البيت حنى رأسه احتراماً. وجدت الإمبراطورة عزاءً عظيماً لم تحصل عليه في سجن تسارسكو، وذلك أن سُمح لها ولبناتها بالذهاب إلى الكنيسة. لكن هذا العزاء لم يطل، لأن الأب فازلياف تجاسر ذات مرة وذكر القيصر أثناء القداس، فحُرمت العائلة من دخول الكنيسة.

أوفدت الحكومة الروسية وفداً خاصاً لمراقبة الإمبراطور وعائلته، برئاسة بانكراتوف، الذي قضى خمسة عشرة سنة في السجن في روسيا، وعشرين سنة منفياً في سيبيريا. وعلى الرغم من أنه كان من الفوضويين المشهورين في روسيا، إلاّ أنّه أظهر شفقةً وعطفاً على ولي العهد المريض وشقيقاته البنات، بخلاف رفيقه نيكولسكي، الذي كان فظاً، يجد لذة في التعذيب، خاصة الأمير ألكسي، حتى أنه لم يسمح للخادم، ذات مرة، بمناولته الدواء، بل أخذ الزجاجة وكسرها، عند مدخل الغرفة. ومنذ ذلك الحين، دخلت العائلة المالكة في طورٍ جديدٍ من المعاملات البذيئة التي سحقت عواطفها وكبريائها.

في أواخر مارس 1918، اشتد المرض على الطفل فلازم الفراش. وفي ذلك الوقت الحرج، أرسلت اللجنة التنفيذية المركزية في موسكو، بعثةً سرية بقيادة يكوفلف، لإحضار القيصر إلى روسيا. شعرت الإمبراطورة بالغرض من الرحلة، وهو التوقيع على معاهدة برست ليتفسك، مع ألمانيا. فأصرت على الذهاب معه قائلة: "سأذهب معه. فلن يمضي وحده معاهدة مع الألمان. ماذا يقول حلفاؤنا عنا لو سمعوا بذلك؟". وصحبته هي واثنتان من بناتها والطبيب الخاص وبعض الحاشية، وبقيت بنتان مع ألكسي للاعتناء به.

استقلوا مركبات غاية في الخشونة إلى تيومن، ليستقلوا منها القطار إلى موسكو. وكانت تلك المسافة محفوفة بالمشاق والمتاعب، لوعورة الطريق، مما أرغمهم على النزول مراراً، والسير على الأقدام. كان الجنود الحمر قد أعدوا العدة في محطة ايكاترنبورج لتوقيف القطار والقبض على العائلة. وشعر يكوفلف بالمؤامرة، فأمر سائق القطار بالعودة إلى محطة اومسك، ليأخذ خطاً آخر إلى موسكو. لكن الجنود الحمر في ايكاترنبورج أدركوا الحيلة، وألقى الحرس الأحمر القبض على القيصر وحاشيته في محطة اومسك. وبكت الإمبراطورة لأول مرة منذ خروجها من روسيا الأوروبية، وشعرت أن خطراً حقيقيا يتهدد حياتها وحياة زوجها وأولادها، لا سيما ولدها الوحيد طريح الفراش.

أُحضرت بقية الأسرة من توبلسك الى ايكاترنبورج، ولحقوا بالعائلة في بيت اباتياف، الذي بناه تاجر روسي ودعاه باسمه. وكان مؤلفاً من طابقين، وتحيط به حديقة صغيرة، وكان مواجهاً لكنيسة الصعود. وقد خصصت ثلاث غرف من هذا البيت للعائلة المالكة وحاشيتها، فسكن القيصر والإمبراطورة وولدهما في غرفة، بعيدة عن مدخل البيت، وخُصصت غرفة بجانبها لبناتهما. وقُسمت الغرفة الثالثة بين الطبيب وبقية الخدم والحاشية. ولم تختلف المعاملة عن سابقتها في السفالة والنذالة، وخاصة مع بنات القيصر. وصدرت الأوامر بأن لا يسمح للعائلة بالخروج عن جدران البيت، الذي طُلي زجاج نوافذه، حتى لا يُرى شيئٌ بداخله وصُوبت إليه المدافع من كل جهة، إلا ربع ساعة في اليوم. رق الحرس لحال الأسرة، فاستُبدلوا بآخرين، لا تعرف الشفقة طريقاً إلى صدورهم، بقيادة يوروفسكي.

في الخامس عشر من يوليه 1918، أصدر يوروفسكي أوامره بأن لا يسمح للراهبات، اللاتي كن يأتين من الكنيسة للإمبراطورة وبناتها، بإحضار شيء إلى المسجونين. وفي الساعة السابعة من ذلك اليوم، أمر يوروفسكي رفيقه مدفيدوف بجمع جميع المسدسات التي مع الحرس، ويأتي بها إلى غرفته. ثم أطلعه على قصده الجهنمي، وهو الفتك بالعائلة جميعاً. وفي منتصف الليل، رُفع الستار الدموي عن الفصل الأول من تلك المجزرة البشرية المخيفة. كانت العائلة المالكة مستغرقة في النوم، فدخل يوروفسكي وأيقظهم جميعاً، وأخبرهم بأن الثوار على مقربة من المدينة وقد ينشب القتال بعد ساعات، والأفضل أن ينتقلوا إلى مكانٍ أكثر أماناً. شكره القيصر على الاهتمام به وبعائلته. واستعد الجميع للسفر، وخرجوا من غرفهم، يتقدمهم يوروفسكي، وخلْفه القيصر والإمبراطورة وأولادهما (كانت إحدى البنات تحمل أخاها المريض على صدرها)، فالطبيب الخاص، ثم الطاهي والخدم، الذين كان من الممكن نجاتهم لولا الأمانة والإخلاص الذين أظهروهما لأسيادهم.

نزل يوروفسكي في سلم ضيق إلى أن وصل إلى الطابق السفلي، فدخل إلى إحدى الغرف، وأمر العائلة بالانتظار. وفجأة، ظهر في الباب وبيده ورقة صغيرة، ووراءه خادم يحمل نوراً خافتاً، ودخل وراءهما اثنا عشرة جندياً. وتقدم يوروفسكي إلى وسط الغرفة، وأخذ يقرأ ما في تلك الورقة بصوتٍ عالٍ، متظاهراً بأنه يستعين على قرائتها بنورِ الفانوس، على الرغم من أنه هو الذي أعدها منذ ساعة واحدة، مع رفاقه، وكان أهم ما فيها: "لقد اجتهد أقرباؤكم أن يخلصوكم فلم يفلحوا، ولذلك فقد اضطررنا أن نعدمكم الآن جميعاً". ورسمت الإمبراطورة علامة الصليب على وجهها، وفعل مثل ذلك بناتها، ثم ركع الجميع على الأرض، إلا القيصر، فقد ظل واقفاً، وأراد أن يمد يده لا إلى الله ليطلب المغفرة والصفح، بل إلى أخيه الإنسان يوروفسكي، ليطلب الرحمة والعفو، إن لم يكن عن نفسه، فعلى الأقل عن ولده الوحيد المريض، وبناته البريئات. خشي يوروفكسي أن تلمس الشفقة قلب أحدٍ من جنوده، فرفع يده، في الحال، وسدد طلقةً إلى رأس القيصر، فأصاب مقتلاً من رأسه، فسقط الإمبراطور بلا حراك. وكانت تلك الرصاصة إشارة إلى بقية الجنود، ففرغوا مسدساتهم فوراً في صدور ورؤوس بقية العائلة، ولم تستغرق مجزرتهم أكثر من دقيقتين. سقط الجميع دون أن ينطقوا بكلمة، إلا تاتايانا الجميلة، أصابها جرحٌ بليغ، ولكنها لم تسقط، فهجمت على قاتلها مدفوعة بما في صدرها من نبض الحياة، فاتتها رصاصة عمياء رمتها في مكانها. كانت الجثث تسبح في بحر من الدماء، وكانت سيارة الشحن الكبيرة تنتظر في الخارج لنقل تلك الجثث إلى حيث تقرر إخفاؤها.

أصبح يوروفسكي كالمجنون لا يدري ماذا يفعل، وأخيراً أمر جنوده بنقلهم إلى الشاحنة التي كانت تنتظر في الخارج، ملفوفين في أغطيتهم. واستقلوا السيارة في الثالثة صباحاً إلى غابٍ واسعٍ كثيف، يبعد 12 ميلاً، عن ايكاترنبورج، وأنزلوا الجثث في حفرة واسعة، يعرفها الفلاحون باسم منجم أساتسكي. ثم تقدم يوروفسكي ورفاقه، فجردوا الأجسام من الثياب، وجمعوا كومة كبيرة من الحطب والقش. ثم سكبوا حامض الكبريت على الوجوه حتى تتشوه، وصفائح البترول على الجثث، وأشعلوا فيها النار، فحلق لهيبها في السماء. وأضحى جميع أفراد الأسرة رماداً، وجاء القتلة وفي مقدمتهم يوروفسكي ينظرون في الرماد، فأبصر يوروفسكي جمجمةً، لحظ أن في جانبها الأيمن جرحاً عميقاً (الجرح الذي أصاب القيصر في اليابان)، فعرف أنها للإمبراطور، فتناول فأساً غليظة، وسحقها سحقاً، كي لا يبق أثرٌ على الجريمة، ثم جاءوا بالثياب فاحرقوها جميعاً، بعد أن سرقوا بعض الجواهر التي وجودها في بطانة بعض أثواب البنات.

وبذلك سقطت إحدى الأسر الحاكمة العريقة في أوروبا، التي ظلت قروناً عديدة تحكم مساحات واسعة من الأرض، وأسدل الستار على هذه الجريمة.

وبعد ثمانين عاماً من النكران، استيقظ "الضمير" الروسي ليعطي رومانوف وأفراد عائلته حقهم ويكشف عن هوية الذين أعدموهم. واستغرق التحليل العلمي لتشخيص رفات العائلة المالكة سنوات طويلة، وشارك فيه أخصائيون من دولٍ عدة، حتى تأكد مائة في المائة تقريباً، حسب شهادة اللجنة الحكومية المختصة، أن ذلك الرفات يعود إلى القيصر وعائلته[2].

ونُقل الرفات بالطائرة إلى سان بطرسبرج يوم الجمعة 17 يوليه 1998، حيث جرت مراسم التشييع. وللمرة الأولى في تاريخ مدافن القياصرة الروس الذين خُصص لكل منهم ناووس رخامي منفرد، جرى الدفن هذه المرة في ناووس مشترك من طبقتين، السفلي للطبيب والخادم والطاهي والمربية، فيما وُضعت في الطبقة العليا توابيت القيصر والإمبراطورة وبناتهما الثلاث. ولم يُعثر بعد على رفات ابنه الوحيد الأمير ألكسي وابنته الرابعة الأميرة ماريا[3].

وعلى تابوت القيصر، وُضع سيفه وحده من دون التاج والصولجان، لأنه تنازل عن العرش قبيل الثورة البلشفية. وبمصاحبة إطلاق المدفعية أُغلق الناووس ووضع شاهد القبر فوقه. وأمضى أقرباء القيصر وحدهم ساعةً، أمام قبره، ثم دخل الرئيس بوريس يلتسن وسائر المدعوين كاتدرائية بطرس وبولس وعددهم حوالي ألفين. وكان بينهم الأكاديمي ديمتري ليخاتشوف والملحق مستيسلاف روسترو بوفيتش وممثلو جميع الأسر المالكة في أوروبا، وقدم يلتسن شخصياً وقرينته التعازي للأمير نيكولاي رومانوفيتش رومانوف، أكبر أبناء الأسرة القيصرية. واعتباراً من اليوم التالي السبت 18 يوليه 1998، فُتح باب الزيارة لسائر المواطنين[4]. وبعد الدفن مضى الحاضرون إلى قاعة، جُهزت فيها مائدة لحوالي 400 شخص بأطباق روسية تقليدية، لكن من دون لحوم وكافيار[5].

وقد دعا الرئيس بوريس يلتسن عند بدء مراسم الدفن إلى "إنهاء القرن الحالي الذي كان دموياً بالنسبة إلى روسيا بالتوبة" وأضاف يلتسن بعد انحنائه أمام النعوش أن "الذكرى الثمانين لإعدام آخر القياصرة وأفراد عائلته يوم تاريخي". واستطرد قائلاً : "أن أعواماً طويلة من الصمت لازمت هذه الجريمة الوحشية. أنها الصفات الأكثر عيباً في تاريخنا. أننا بإعادة دفن جثث هؤلاء الأبرياء نسعى إلى دفع ثمن الخطيئة المروعة التي ارتكبت بقتلهم"[6]. وقال أيضاً: "أن صفحاتٍ مجيدة كثيرة في تاريخ الوطن ترتبط باسم أسرة رومانوف. وأن التنكيل بآخر قيصر منهم في مدينة يكاترينبورج غدا إحدى صفحات العار المشين في تاريخنا". وأضاف: "أننا نكفر عن ذنوب آبائنا ونحن نهيل التراب على ضحايا لا جريمة لهم. وأن مسؤولية هذه الجريمة البشعة تقع على من اقترفها ومن اختلق مبرراتها وظل يكررها عشرات السنين. إننا جميعاً مذنبون ونحن جميعاً مسؤولون أمام التاريخ وأمام ذاكرة الشعب[7].

ثم قال يلتسن أن "الأمر يتعلق بالعدالة الإنسانية وبرمز وحدة الشعب ودفع ثمن أخطائه، لأننا جميعاً نتحمل المسؤولية. ويجب علينا القيام بواجباتنا باسم الأجيال الحالية والمستقبلية. وزاد يلتسن قائلا: "أنني أنحني أمام ضحايا هذه الجريمة البشعة". وختم قائلاً "لم يكن باستطاعتي إلاّ المشاركة، فيجب أن أكون حاضراً كرجلٍ وكرئيس"[8].

وعلى الرغم من الجدل الدائر، لم تفتقر عودة رفات نيكولاي الثاني إلى العاصمة القيصرية سابقاً إلى مشاعر التأثر. فقد تجمع أكثر من ستين من أفراد عائلة رومانوف الذين يقيمون جميعاً في الخارج، لهذه المناسبة والتقوا مجدداً مع وطنهم الأم مع أن الكثير منهم لم يعد يتكلم لغة بلدة. وركع كثيرون منهم راسمين شارة الصليب لدى مرور نعش القيصر في حين غلب بعضهم الآخر التأثر الكبير عندما بدأت الجوقات الدينية الروسية تراتيلها في كاتدرائية بطرس وبولس[9]. وقال رئيس عائلة رومانوف نيكولاي رومانوفيتش "الآن يمكننا أن ننسى الماضي وأن ننظر إلى المستقبل"[10].

وقد تفاوتت مشاعر المئات من سكان سانت بطرسبرج الذين تجمعوا على طول الطريق لمشاهدة الموكب.

 



[1] الموسوعة العربية العالمية، ط2، 1999، ج25، ص502 ـ موسوعة السياسة، ج6، ص608.

[2] مجلة الوسط، العدد الرقم 339، الصادر في 27 يوليه 1998، ص 30.

[3] مجلة الوسط، العدد الرقم 339، الصادر في 27 يوليه 1998، ص 30.

[4] مجلة الوسط، العدد الرقم 339، الصادر في 27 يوليه 1998، ص 30، إعادة الاعتبار إلى نيكولاي الثاني.

[5] مجلة الوسط، العدد الرقم 339، الصادر في 27 يوليه 1998، ص 30.

[6]  جريدة الحياة، عدد يوم السبت 18 يوليه 1998.

[7] مجلة الوسط، العدد الرقم 339، بتاريخ 27 يوليه 1998، ص 30.

[8]  جريدة الحياة، عدد يوم السبت 18 يوليه 1998.

[9]  جريدة الحياة، عدد يوم السبت 18 يوليه 1998.

[10] جريدة الحياة، عدد يوم السبت 18 يوليه 1998.