إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / منشآت مدنية وعسكرية / وست بوينت WEST POINT، الأكاديمية العسكرية الأمريكية United States Military Academy ، الولايات المتحدة الأمريكية




موقع الأكاديمية
التدريب على الكمائن
التدريب على تسلق الجبال
اليوم الأول، لالتحاق المستجدين
الرماية بالمدفعية
حفل التخرج





مقدمة

مقدمة

ربما لا يوجد مكان في القارة الأمريكية يحتل مكانة في قلوب الأمريكيين، مثل تلك التي تحتلها وست بوينت. فهذا المكان، فضلاً عن موقعه الجغرافي الخلاب والمتميز، يمثل مزيجاً من التاريخ والتراث الأمريكي وشاهداً على نماذج العطاء والفداء في سبيل الوطن. (اُنظر صورة موقع الأكاديمية)

فأثناء الثورة الأمريكية، كانت قلعة وست بوينت تمثل محور التحرك الاستراتيجي لسكان المستعمرات، في القارة الأمريكية، بقيادة القائد جورج واشنطن، ومنها انطلقت الدعوة إلى الثورة والاستقلال عن التاج البريطاني. كما كانت وست بوينت، في تلك الأثناء، بؤرة الأحداث ومحط الأنظار ومركز البناء والعطاء.

ولم تكتفِ وست بوينت بذلك الدور التاريخي، إبّان الثورة الأمريكية، بل امتد نشاطها واستمر عطاؤها، بعد تأسيس الأكاديمية العسكرية الأمريكية، في وست بوينت، عام 1802. ففي هذا السياق، قدمت الأكاديمية العسكرية الأمريكية نخبة من أبز القادة العسكريين والسياسيين ورواد الصناعة، الذين شاركوا في بناء الولايات المتحدة الأمريكية ونهضتها الحديثة.

ولا تزال الأكاديمية تؤدي الدور المنوط بها، من تعليم طلاب الولايات المتحدة وتدريبهم وبث روح الانتماء، ممثلة معين لا ينضب في تخريج ضباط الحاضر وقادة المستقبل. وتتبنى الأكاديمية العسكرية الأمريكية مفهوم "الفرد الكامل"، لذا، تُدَرِّس العلوم المختلفة التي يحتاج إليها خريج الأكاديمية في حياته العسكرية، مع العمل على وجود درجات تخصص دراسية تماثل التخصصات الأكاديمية في الجامعات المدنية.

ويُعد منهاج الدراسة في الأكاديمية، أكبر تحدٍ لعقلية الطالب، ومقدرته على استيعاب مختلف العلوم العسكرية والتقنية الحديثة. ويدرس الطالب في الأكاديمية مبادئ العلوم المختلفة، فضلاً عن عديدٍ من البرامج الدراسية والبدنية والرياضية، التي تعمل على بناء قوة الطالب الجسمانية، وزيادة صلابته وثقته بنفسه. كما توجد أربعة برامج تخصصية هندسية، هي: برنامج الهندسة المدنية، وبرنامج الهندسة الكهربائية، وبرنامج الهندسة الميكانيكية، وبرنامج الإدارة الهندسية، وجميعها معتمدة من "مجلس اعتماد الهندسية والتكنولوجيا" بأمريكا، كما أن الدراسة بالأكاديمية مُعَتَمَدَة من "اتحاد كليات ومدارس الولايات الوسطى". ويتلقى الطالب، أثناء سنوات دراسته، التي تمتد إلى أربع سنوات، تدريباتٍ عسكرية شاقة وخبرات قيادية، تؤهله لتحمل مسؤوليته، كضابطٍ عامل بالجيش الأمريكي. ويمثل المستوى الراقي، من النظام والولاء، خير إعداد لخريج الأكاديمية، لتبني مفهوم "الواجب، الأمانة، الوطن".

الالتحاق بوست بوينت، يعني في الوقت نفسه، الانخراط في السلك العسكري، إذ يتخرج الطالب من الأكاديمية، بدرجة ملازم ثانٍ، ويخدم في الجيش النظامي الأمريكي، مدة لا تقل عن خمس سنوات. وأثناء الخدمة، يكتسب الضابط ميزتين قلما تتوافرا في أي مهنة أخرى، هما التحمل المبكر للمسئولية؛ إذ يجد الضابط نفسه مسؤولاً عن الجنود، وعن أموال وأجهزة غاية في التقدم، منذ اليوم الأول لتخرجه. أما الميزة الثانية، فتتمثل في تنوع المهام والأعمال، التي يؤديها الضابط، أثناء خدمته، فضلاً عن خدمته في غير مكان خارج الولايات المتحدة الأمريكية، بما يتيح له اكتساب خبرات معرفية جديدة، نتيجة التعامل مع ثقافات وبيئات مختلفة.

وعلى الرغم من أن الدراسة في وست بوينت تؤهل الخريجين، بصفة أساسية، للخدمة في الجيش الأمريكي، إلا أن اتساع مجالات الدراسة وتنوعها، والتدريبات العملية على تحمل المسؤولية والقيادة، تُعدّ من العوامل، التي تفسر تخرج عديدٍ من القادة المدنيين والأجيال البارزة، الذين صنعوا أمريكا وساهموا في نهضتها الحديثة، من الأكاديمية العسكرية في وست بوينت. وتضم هذه القائمة رئيسين للولايات المتحدة الأمريكية، هما: أُلسيس جرانت Ulysses Grant، ودوايت آيزنهاور Dwight Eisenhower. وتضم القائمة، كذلك، سفراء ومحافظين للولايات، وأعضاء مجالس نيابية، ومعلمين وتنفيذيين وقضاه.

إضافة إلى ذلك، فإن هناك من خريجي الأكاديمية الأوائل، من دفعته روح المغامرة والجرأة إلى البحث واكتشاف مناطق شاسعة مجهولة في الغرب الأمريكي، الأمر الذي فتح الطريق أمام المستوطنين الأوائل، لتعميرها والاستقرار فيها، ومن هؤلاء المغامرين: النقيب بنيامين بونفيل Benjamin Bonnveille، الذي اكتشف البحيرة المالحة العظمى Great Salt Lake، وأنهار: الأخضر Green، والثعبان Snake، وسلمونSalmon ، والحجر الأصفرYellow Stone. ومجموعة الرائد لونج Long، التي اكتشفت أنهار: بلاتي Platte، وأركانساس Arkansas، والكندادي Candadian. وآخرون قاموا بعمليات مسح لاستكشاف منطقة البحيرات العظمى، واستكشاف نهر الميسيسيبي.

وحديثاً، كان من خريجي وست بوينت من أسهم في غزو الفضاء، أمثال إدوين ألدرين Edwin Aldrin، الذي يعد ثاني رجل تطأ قدمه سطح القمر. وكان منهم، كذلك، من برز في مجال الأعمال، مثل فرانك بورمان Frank Borman، الرئيس السابق لمجلس إدارة الخطوط الجوية الشرقية Eastern Airlines.

وقد كان إنشاء الأكاديمية العسكرية الأمريكية، وتأسيسها، في بداية الأمر، استجابةً للحاجة الماسة إلى مهندسين متخصصين، بعد الثورة الأمريكية والاستقلال. وظلت الأكاديمية تؤدي دور الصدارة، على مستوى القارة الأمريكية، لعقودٍ عديدة، في مجال الهندسة الإنشائية، كأول مدرسة هندسة مدنية في أمريكا.

فقد نجح مهندسو وست بوينت في تصميم وبناء مئات خطوط السكك الحديدية، والترع، والطرق، والموانئ، ومحطات الطاقة، وصهاريج المياه، وعديدٍ من المنشآت الأخرى. واليوم يُعزى الفضل إلى سلاح المهندسين، في إنشاء ما يربو على 200 ألف ميلٍ من المجاري والقنوات المائية وقناة بنما Panama Canal، وطريق ألاسكا Alaska السريع، إضافة إلى نحو خمسين محطة لتوليد الطاقة الكهربائية، ومئات المشاريع المتعلقة بالتحكم في الفيضانات.

ولا تقتصر مساهمات الأكاديمية العسكرية في خدمة المجتمع الأمريكي، على المجال العسكري والمنشآت المدنية، بل تمتد لتشمل قطاعاتٍ أخرى، تتمثل في الابتكارات الطبية الحديثة، والصحة العامة، والفضاء، وتقنية الطيران، والنقل، والتنقية الحديثة، والاتصالات، والتعليم، والمساعدات الإنسانية في حالات الكوارث والطوارئ.

ومع تطور دور الأكاديمية العسكرية في خدمة المجتمع الأمريكي، تطورت المناهج التعليمية والدراسية، لتشمل نطاقاً أوسع، ومجالاً أشمل، من مبادئ العلوم المختلفة، التي يحتاج إليها خريجو الأكاديمية.