إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
  

545 ـ ابن النفيس (1210م- 1288م):

هو علاء الدين علي بن أبي حزم، كنيته أبوالحسن، ولد في دمشق عام 1210م ودرس فيها الطب على مشاهيره، ثم ارتحل إلى القاهرة حيث زاول المهنة في داره التي أعدّها لتستقبل المرضى، ودّرس كتب الرازي وابن سينا وجالينوس. ثم اختاره السلطان بيبرس طبيباً خاصاً له وعميداً لأطباء البيمارستان الناصري، الذي أسسه السلطان صلاح الدين. وانتقل من ثم عميداً لأطباء المستشفى المنصوري الذي أسسه السلطان قلاوون، وبقي يدرس ويبحث ويؤلف إلى أن وافته المنية في القاهرة 1288م، ولأنه لم يكن متزوجاً، فقد أوصى بثروته وأملاكه العديدة إلى البيمارستان المنصوري.

ذخيرة ابن النفيس الطبية يسرتها له دراسة معمقة للطب في دمشق، وممارسة عريضة له، فضلاً عن تدريسه في القاهرة. وقد وظف كل ذلك في تجاربه ومؤلفاته، فكانت إنجازاته المميزة. وكان ابن النفيس يخضع أبحاثه لمنهج علمي واضح. فقد درس أعمال من سبقه من العلماء والأطباء قبل أن يحكم على غير السليم منها، ويعتمد على الجديد لبناء نظريات جديدة. وقد أهتم بالظواهر والعوامل المؤثرة في جسم الإنسان أكثر من اهتمامه بالطب العلاجي، ويعتبر عالماً محققاً بل رائداً في علم وظائف الأعضاء. مع تسجيل إنجازاته، التي سبق بها عصره، وبقيت وحيدة في الصدارة حتى اليوم.

ومن أهم أبحاث ابن النفيس، ما كتبه عن الدورة الدموية الجزئية (الصغرى) في مؤلفة: "شرح تشريح القانون" لابن سينا، قال: "إن القلب له بطنان فقط، إحداهما مملوء من الدم هو الأيمن، والآخر مملوء من الروح (الدم المنقّى بعد مزجه بالهواء) وهو الأيسر، ولا منفذ بين هذه البطنين البتة. والتشريح يكذب ما قالوه، والحاجز بين البطين أشد كثافة من غيره. فإن نفوذ الدم إلى البطن الأيسر إنما هو من الرئة بعد تسخنه، وتصعيده من البطن الأيمن كما قررناه". هذه المقولة ناقضت كل من سبق من أراء لأبقراط، الذي اعتقد أن الدم يسير في الأوردة فقط والهواء يسير في الشرايين، كذلك ناقضت آراء جالينوس، الذي لم يزد كثيراً على معلومات أبقراط، مع أنه أشار إلى عدم وجود منفذ بين تجوفي القلب، مع ظنه أن الدم ينتقل من التجويف الأيمن إلى الأيسر عبر منافذ خفية، وكان ابن النفيس وحده من عارض أراء من سبقه. وحين وصف هارفي Harvey العالم الإنجليزي، عام 1628 الدورة الدموية، مدعمة بالبراهين، اعتقد العالم أنه الأول الذي اكتشف هذا الأمر الخطير، لكن العثور على مؤلف ابن النفيس يؤكد أسبقيته في هذا الاكتشاف بقرون عديدة، وسُجل الفضل الأول له باعتراف علماء الغرب والشرق معاً.

وعارض ابن النفيس ابن سينا في موضوع غذاء القلب، فقال: "وجعله الدم الذي في البطن الأيمن منه يتغذى القلب لا يصلح البتة. فإن غذاء القلب هو من الدم المنبث فية من العروق المشبتة في جرمه".

أهتم ابن النفيس بتشريح القلب والحنجرة، وكتب أبحاثاً حول النبض والتنفس، كما كانت له أبحاث في أمراض العين تختص بتشريحها، ودرس عملية الأبصار، ثم تحدث عن أسباب أمراضها، وقواعد صناعة الكحل لمداواتها.

ولابن النفيس كتاب مهم آخر هو: "الموجز في الطب" يوجز فيه كتاب "القانون" لابن سييناء، رتبه على أربعة فنون:

  1. في قواعد أجزاء الطب العلمية والعملية، بقول كلي.
  2. في الأدوية والأغذية المفردة والمركبة.
  3. في الأمراض المختصة بعضو دون عضو.
  4. في الأمراض التي تختص بعضو دون آخر وأسبابها، وعلاماتها، ومعالجتها.

وقد اهتم ابن النفيس بعلوم أخرى غير الطب، كالفقه والحديث والفلسفة، ألف فيها أيضاً، ودرسها، خاصة الفقه. وله في ذلك: "الرسالة الكاملة في السيرة النبوية" و"كتاب فاضل بن ناطق"، مجاراة لكتاب ابن طفيل: حي بن يقظان.

من مؤلفاته:

ـ شرح قانون ابن سينا.

ـ شرح تشريح القانون.

ـ الموجز في الطب.

ـ شرح تقدمة المعروفة لإبقراط.

ـ شرح مسائل حنين بن اسحق.

ـ المهذب في الكحل المجرّب.

ـ المختار من الأغذية.

ـ شرح فصول أبقراط.