إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



(تابع) الدورة غير العادية التاسعة لمجلس وزراء منظمة الوحدة الأفريقية في دار السلام، 7- 10 أبريل 1975
المصدر: " قرارات وتوصيات وبيانات منظمة الوحدة الأفريقية 1963-1983، وزارة الخارجية، جمهورية مصر العربية، ط 1985، ص 325- 331 "

         21 - ولقد حذرت منظمة الوحدة الأفريقية مرارا من أن نظام الفصل العنصري يشكل تهديدا كبيرا للسلام والأمن الدوليين وهذا التهديد يتخذ أبعادا أشد خطورة مع شعور نظام الفصل العنصري بافتقاد الأمن، فرغم مزاعم فورستر في نهاية العام الماضي بأنه بعد مضي فترة ستة شهور سيدهش العالم للتغييرات التي ستجرى من داخل جمهورية الفصل العنصري. فقد تحول الموقف إلى ما هو أسوأ كما تدل على ذلك محاكمة عدد كبير من الطلبة وتثبيت ودعم البانتوستانات والزيادة الكبيرة في الميزانية العسكرية في جنوب أفريقيا ومن الواضح أن نظام فورستر ليست على وشك التخلي عن نظرية الفصل العنصري، والحقيقة أن التدابير التي اتخذها فورستر أريد بها تعزيز أمن نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.

         22 - إن مسئولية منظمة الوحدة الأفريقية واضحة في مواجهة هذا التصميم الشديد من جانب نظام الفصل العنصري على الإبقاء على سيادة نظامها الأبيض. فيجب علينا أن ننبذ وندعو باقي دول العالم إلى أن تنبذ دولة جنوب أفريقيا بتنظيمها الحالي ويجب أن تستمر أفريقيا الحرة في مقاطعة جنوب أفريقيا اقتصاديا وسياسيا وثقافيا ويجب أن تعمل منظمة الوحدة الأفريقية والأمم المتحدة معا على توسيع نطاق هذه المقاطعة ويجب باختصار أن نعمل على عزل نظام الحكم في جنوب أفريقيا عزلا تاما فليس هناك مبرر على الإطلاق لتغيير هذه السياسة طالما إن سياسة الفصل العنصري ما زالت باقية.

         23 - فإذا ما قرر قادة نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا التخلي عن سياستهم العنصرية فعليهم أن يقوموا عندئذ بإجراء المناقشات مع حركات تحرير جنوب أفريقيا وعلى هذا النظام أن يقوم على الفور ودون أي شرط بالإفراج عن الزعماء الوطنيين نيلسون ماندللا وإطلاق سراح روبرت سوبوكوى وكذلك مئات الزعماء الوطنيين الآخرين الذين يقاسون اليوم في سجون جنوب أفريقيا أو بسبب تحديد إقامتهم.

         24 - إن مجلس وزراء منظمة الوحدة الأفريقية يؤكد في دورته غير العادية التاسعة يؤكد بقوة رفض أفريقيا الحرة التام لنظام الفصل العنصري وكل ما يتفرع عنه بما في ذلك ما يطلق عليه زعما المستوطنات المستقلة في جنوب أفريقيا ويجب على الدول الأفريقية المستقلة ألا تدعو الزعماء الصوريين لما يطلق عليه اسم المستوطنات ويؤكد المجلس أهمية بقاء جميع الدول الأفريقية المستقلة متحدة بقوة في سياسة عزل جنوب أفريقيا ونبذ نظامها القائم على الفصل العنصري ويعرب المجلس من جديد عن مساندته لحركات التحرير الوطنية في جنوب أفريقيا في نضالها بمختلف صوره كما يدعو إلى تعزيز الجهود الدولية بالتعاون مع الحكومات والمنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية للقضاء على الفصل العنصري.

         25 - لقد ظهرت في جنوب أفريقيا فرص وتحديات لم يسبق لها مثيل على أثر انهيار الاستعمار البرتغالي الذي دام خمسمائة عام وأن منظمة الوحدة الأفريقية لتصر على تعزيز هذه الفرص للتعجيل باليوم الذي يصبح فيه كل شبر من الأرض الأفريقية محررا من السيطرة الاستعمارية والعنصرية وإن مجلس الوزراء إذ يدرك أن جنوب أفريقيا يشكل العقبة الرئيسية الأخيرة أمام سيطرة أفريقيا نحو التحرر، ويؤكد من جديد تصميمه الذي لا يلين على تحقيق الحرية والاستقلال لزيمبابوي وناميبيا وعلى القضاء التام على الفصل والتمييز العنصري في جنوب أفريقيا.

         26 - أن مجلس الوزراء في دورته التاسعة غير العادية إذ يدرك أهمية الإسهام الذي قدمه الأصدقاء الأفريقيين ومؤيدوهم في مختلف أنحاء العالم إلى أفريقيا في سعيها إلى تحرير القارة يوجه لهم نداء حارا يناشدهم فيه بإلحاح مواصلة تقديم مزيد من الدعم لصالح حركة التضامن ومن أجل حرية زيمبابوي وناميبيا ومن أجل وضع حد لنظام الفصل العنصري غير الإنساني في جنوب أفريقيا.


<7>