إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


 


البيان الختامي

البيان الختامي

للدورة التاسعة والعشرين للمجلس الأعلى

لمجلس التعـاون لدول الخليج العربية

مسقط ـ سلطنة عُمان

1 ـ 2 محرم 1430هـ الموافق 29 ـ 30 ديسمبر 2008م

 

تلبية لدعوة كريمة من حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، سلطان عمان، عقد المجلس الأعلى دورته التاسعة والعشرين فى مسقط بسلطنة عمان يومي الاثنين والثلاثاء 1 - 2 محرم 1430هـ، الموافق 29- 30 ديسمبر 2008م، برئاسة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، سلطان عمان، رئيس الدورة الحالية للمجلس الأعلى، وبحضور أصحاب الجلالة والسمو:

صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة

صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين

خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية

صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير دولة قطر

صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت

وشارك فى الاجتماع معالي عبدالرحمن بن حمد العطية، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.

وهنأ المجلس حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم سلطان، عمان حفظه الله، على توليه رئاسة الدورة الحالية للمجلس الأعلى، مشيداً بما اشتملت عليه كلمة جلالته من مضامين سامية ورؤية هادفة، وحرص على تفعيل مسيرة التعاون بين دول المجلس في كافة المجالات، والدفع بها إلى مجالات أرحب وأوثق خلال الفترة القادمة، إن شاء الله.

كما عبّر المجلس عن تقديره للجهود الكبيرة التي بذلتها دولة قطر، بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير دولة قطر، حفظه الله، خلال رئاسة الدورة الماضية للمجلس الأعلى لمجلس التعاون، ودعم مسيرة التعاون المشترك في كافة المجالات.

وبارك المجلس الأعلى إنشاء المجلس التنسيقي السعودي /القطري المشترك، والمُعبِّر عن الحرص الكبير الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية، وحضرة صاحب السّمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير دولة قطر، حفظهما الله، لترسيخ العلاقات بين البلدين الشقيقين والارتقاء بها في كافة المجالات. كما نوَّه المجلس بالاتفاقيات التي توصل إليها الاجتماع الأول للمجلس التنسيقي المشترك، لتعزيز التعاون المُثمر بين البلدين في المجالات الاقتصادية والتجارية والصناعية والسياسية والأمنية والعسكرية والبيئية والصحية والثقافية والإعلامية.

وثمّن المجلس الأعلى الجهود الكبيرة التي بذلها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية، حفظه الله، لعقد "المؤتمر العالمي للحوار"، الذي عقد في مدريد، من أجل تفعيل الحوار بين الأديان والثقافات والمعاني السامية، التي رمزت إليها، والمبادرة الكريمة بالدعوة لعقد مؤتمر للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في الاجتماع عالي المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي حظيت باستجابة وتأييد ودعم وتفاعل وإجماع عالمي، هدفت إلى التنبيه بأهمية الحوار والدعوة الى احترام الإنسانية والحرص على بناء جسور للتلاقي بين الشعوب والحضارات، وتأصيل القيم الإنسانية والدينية المشتركة وتصحيح المفاهيم الخاطئة والمغرضة، التي تحاول النيل من القيم الإسلامية.

ورحب المجلس الأعلى بانعقاد القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية في دولة الكويت، مؤكداً على أهمية البعدين الاقتصادي والتنموي للقمة في تعزيز العلاقات العربية /العربية، وتفعيل العمل العربي المشترك.

وعبّر المجلس الأعلى عن تهانيه لفخامة الرئيس ميشيل سليمان، رئيس الجمهورية اللبنانية، بمناسبة انتخابه رئيساً للبنان الشقيق، وما تم إحرازه من وئام وتقدم على جميع الأصعدة، وفقاً لإطار "اتفاق الدوحة"، وعودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الشقيقين سوريا ولبنان. ويتطلع المجلس الأعلى الى مواصلة الحوار بين الأخوة اللبنانيين، لاستكمال كل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار والرخاء للشعب اللبناني الشقيق.

كما عبّر المجلس الأعلى عن تهانيه لفخامة الرئيس المنتخب باراك أوباما، بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، متمنياً لفخامته التوفيق. ويتطلع المجلس الأعلى الى أن تشهد فترة رئاسة فخامته عهداً جديداً من الأمن والرخاء للشعب الأمريكي الصديق، والإسهام في تحقيق الأمن والسلم الدوليين.

وتدارس المجلس الأعلى الأزمة المالية العالمية وتداعياتها وتأثيراتها الاقتصادية، ووجه اللجان الوزارية المختصة بتكثيف التنسيق بين الدول الأعضاء لاتخاذ التدابير الكفيلة للحد من آثارها السلبية على اقتصاديات دول المجلس.

كما وجه اللجنة الوزارية المعنية للعمل على كل ما من شأنه أن يسهم في استقرار أسعار النفط، بما يحقق التوازن المنشود والمصالح المشتركة للدول المنتجة والمستهلكة.

استعرض المجلس الأعلى توصيات وتقارير المتابعة المرفوعة من المجلس الوزاري، وما تحقق من إنجازات في مسيرة العمل المشترك، منذ الدورة الماضية للمجلس الأعلى في كافة المجالات. كما بحث المجلس الأعلى تطورات القضايا والأحداث السياسية والأمنية والاقتصادية إقليمياً ودولياً، في ضوء ما تشهده المنطقة والعالم من أحداث وتطورات متسارعة، واتخذ القرارات اللازمة بشأنها وذلك على النحو التالي:

أولاً: مجالات التعاون المشترك

في المجال الاقتصادي

اطلع المجلس الأعلى على التقارير المرفوعة له بشأن تنفيذ مقترح خادم الحرمين الشريفين، حول تسريع الأداء وإزالة العقبات التي تعترض مسيرة العمل المشترك، واعتمد الحلول المقترحة لذلك في المجالات الاقتصادية. ووجه الجهات المختصة واللجان العاملة في إطار مجلس التعاون بمعالجة تلك العقبات، في ضوء الحلول المقترحة، وبما يضمن إزالتها في موعد أقصاه نهاية سبتمبر 2009م، وبما يعزز التكامل الاقتصادي ويعمق المواطنة الاقتصادية لمواطني دول المجلس. كما اعتمد آلية لتنفيذ القرارات الصادرة عن المجلس الأعلى .

وتعزيزاً للتكامل الاقتصادي بين دول المجلس واستكمال مراحله، وتنفيذاً للبرنامج الزمني لإقامة الاتحاد النقدي وإصدار العملة الموحدة المقر من المجلس الأعلى في قمة مسقط في ديسمبر 2001م، اعتمد المجلس اتفاقية الاتحاد النقدي المتضمنة الأطر التشريعية والمؤسسية له. كما اعتمد النظام الأساسي للمجلس النقدي مؤكداً على سرعة المصادقة على الاتفاقية ليتم إنشاء المجلس النقدي، الذي سيتولى استكمال المتطلبات الفنية للاتحاد النقدي والتهيئة لتأسيس البنك المركزي وإصدار العملة الموحدة.

واستعرض المجلس سير العمل في السوق الخليجية المشتركة، واعتمد وثيقة السوق المتضمنة مبادئها ومتطلباتها وأهدافها وآليات تنفيذها والقرارات الصادرة بشأنها. وأكد على تطبيق ذلك وبما يحقق الاستفادة القصوى لمواطني دول المجلس من قيامها.

وناقش المجلس الأعلى مسيرة التكامل الاقتصادي بين دول المجلس، من خلال تقارير المتابعة المرفوعة له بشأن سير العمل في الاتحاد الجمركي، والسوق المشتركة، ومشروع الاتحاد النقدي، وإستراتيجية التنمية الشاملة بعيدة المدى 2000/2025م، ومشروع الربط المائي بين دول المجلس، ومشروع سكة حديد دول المجلس ودراسة الجدوى الاقتصادية لها، والبطاقة الذكية واستخداماتها، لما من شأنه تسهيل تنقل مواطني دول المجلس. واستمراراً للعمل على توحيد الأنظمة في الدول الأعضاء، اعتمد المجلس الأعلى قانون /نظـام/ البذور والتقاوي والشتلات، وأقر العمل به بصفة إلزامية.

وفي ظل المسيرة المباركة، التي يقودها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين، يشيد المجلس الأعلى بالرؤية الاقتصادية لمملكة البحرين، التي تضع تصوراً بعيد المدى للمسارات المستقبلية لاقتصادها الوطني تمتد حتى عام 2030م. ويتطلع أن تسهم هذه الرؤية، التي تعتبر برنامجاً اقتصادياً متكاملاً، في تحديث الاقتصاد البحريني وتعزيز الإنتاجية والابتكار والنمو الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، وتدفع به إلى التنافسية العالمية في إطار تعزيز العمل الاقتصادي والاجتماعي والثقافي المشترك بين دول المجلس .

وفيما يتعلق بالمفاوضات مع الدول والمجموعات الاقتصادية : رحب المجلس الأعلى بالتوقيع على اتفاقية التجارة الحرة بين دول المجلس وجمهورية سنغافورة، وأعرب عن تطلعه الى الانتهاء من المفاوضات لإبرام اتفاقيات تجارة حرة مع الدول والمجموعات الصديقة، التي يتم التفاوض معها، والتوقيع على هذه الاتفاقيات في أسرع وقت ممكن. وعبر المجلس عن أسفه لعدم تجاوب الاتحاد الأوروبي مع المقترحات التي قدمتها دول المجلس لإنهاء مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين الجانبين، ما أدى إلى تعليق دول المجلس لهذه المفاوضات.

وفي مجال التنسيق والتعاون الأمني

عبر المجلس الأعلى عن ارتياحه لمسار التنسيق والتعاون الأمني بين الدول الأعضاء، واعتمد الإستراتيجية الأمنية الشاملة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بعد تحديثها وتطويرها. كما اعتمد المجلس الأعلى النظام الأساسي لمركز المعلومات الجنائية لمكافحة المخدرات لمجلس التعاون لدول الخليج العربية المقرر إنشاؤه في دولة قطر.

وفي مجال مكافحة الإرهاب والقرصنة البحرية

أكد المجلس الأعلى على مواقف دول المجلس الثابتة، التي تنبذ الإرهاب بمختلف أشكاله وصوره وأي كان مصدره.

وفي هذا الإطار أشاد المجلس الأعلى بيقظة وكفاءة أجهزة الأمن البحرينية، وما حققته من نجاح متميز من خلال العملية الأمنية الاستباقية التي أحبطت بها مخططاً إرهابياً آثماً استهدف استقرار البلاد وأمن وسلامة المواطنين، مؤكدين مساندتهم لمملكة البحرين ودعمها، وتأييد كل ما تتخذه من إجراءات لصون الأمن والاستقرار والرخاء الذي تنعم به البلاد، داعين إلى تعزيز التعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب، من خلال تكثيف تبادل المعلومات وعدم السماح باستغلال أراضي الدول في التحضير أو التخطيط أو التحريض على ارتكاب أنشطة إرهابية، والتعاون في مجال تسليم العناصر الموجودة في الخارج المتورطة في أنشطة إرهابية .

كما عبر المجلس عن قلقه من تنامي وازدياد عمليات القرصنة البحرية في الممرات المائية الدولية في خليج عدن والبحر الأحمر، والتي تقوم بها عناصر صومالية غير مسؤولة، داعياً إلى تنسيق وتعاون إقليمي ودولي لمواجهتها بمختلف الوسائل الكفيلة بالقضاء عليها، في إطار قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1851 الصادر بتاريخ 16 ديسمبر 2008م .

وفي مجال الشؤون العسكرية

اطلع المجلس على ما رفعه مجلس الدفاع المشترك بشأن مراحل تطوير قوات درع الجزيرة المشتركة، وفقاً لقرارات المجلس الأعلى في دوراته السابقة، وكذلك مدى التنسيق والتعاون القائم بين دول المجلس في كل ما من شأنه تعزيز وتطوير الدفاع المشترك بين الدول الأعضاء، وبارك المجلس الأعلى ما تم إنجازه، ووجه باستكمال ما يتعلق به من خطوات وإجراءات في هذا الصدد.

وفي مجال شؤون الإنسان والبيئة

ناقش المجلس الأعلى عدداً من موضوعات العمل المشترك في مجال الإنسان والبيئة، حيث وافق على المقترحات الخاصة بتنفيذ برامج العمل لزيادة فرص توظيف العمالة الوطنية. كما اعتمد الإستراتيجية الثقافية لدول المجلس، مؤكداً على وضع البرامج والنشاطات التنفيذية لبنودها.

كما اعتمد المجلس الأعلى الأنظمة التالية :

1. الدليل الاسترشادي لوحدة أعمال ونظم البناء.

2. الدليل الاسترشادي للمحافظة على التراث العمراني.

3. النظام الاسترشادي للآثار.

وقد رحب المجلس الأعلى بما ورد في خطاب صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين، حفظه الله، بمناسبة عيد الجلوس والعيد الوطني، بالشروع في قانون أحكام الأسرة، تأكيداً لرعاية المرأة الخليجية ودورها في تنمية المجتمع.

وفي مجال التعاون الإعلامي

استعرض المجلس الأعلى مسيرة التعاون الإعلامي بين دول المجلس، وعبر عن ارتياحه لما تم تحقيقه في مسيرة العمل الإعلامي المشترك.

كما اطلع المجلس الأعلى على الخطوات التي تمت لمتابعة تنفيذ قرار المجلس الأعلى، حول المبادرة التي تضمنتها الرسـالة الموجهة إلى حضـرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير دولة قطر، حفظه الله، رئيس الدورة الثامنة والعشرين للمجلس الأعلى، وعلى التوصيات التي توصل إليها منتـدى الفضائيات والتحدي القيمي والأخلاقي الذي يواجه الشباب الخليجي، وعبر عن تقديره وامتنانه للجهود التي بذلها المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في دولة قطر لإقامة المنتدى. وقرر المجلس الأعلى إحالة نتائج المنتدى الى الأجهزة والمؤسسات والهيئات المختصة في الدول الأعضاء.

وفي مجال عمل الهيئة الاستشارية للمجلس الأعلى لمجلس التعاون : اطلع المجلس الأعلى على مرئيات الهيئة الاستشارية بشأن موضوع ظاهرة التضخم وارتفاع الأسعار وآثارها الاجتماعية على المواطنين وعلى اقتصاديات دول مجلس التعاون، وموضوع مشكلة الباحثين عن عمل: أسبابها وآثارها وعلاجها. وقرر اعتمادها وإحالتها الى اللجان الوزارية المختصة لوضع الآليات اللازمة لتنفيذها.

كما كلف المجلس الأعلى الهيئة الاستشارية بدراسة الموضوعين التاليين :

1. الأزمة المالية العالمية، وتأثيراتها على دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والتدابير التي يمكن اتخاذها.

2. الأمن الغذائي والمائي لدول مجلس التعاون.

كما أشاد المجلس الأعلى بالجهود التي تبذلها الهيئة الاستشارية للمجلس الأعلى، وبما ترفعه لمقام المجلس الأعلى من رؤى هادفة لتعزيز مسيرة التعاون المباركة في كافة المجالات.

وبارك المجلس الأعلى ما توصل إليه الاجتماع الدوري الثاني لأصحاب المعالي والسعادة رؤساء مجالس الشورى والنواب والوطني والأمة، بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، مشيداً بالجهود التي تبذلها هذه المجالس وبالمرئيات التي رفعتها لمقام المجلس الأعلى، والهادفة إلى تعزيز العمل المشترك والاستقرار والرخاء لدول وشعوب مجلس التعاون.

وفي مجال التعاون مع الجمهورية اليمنية

تدارس المجلس الأعلى مسارات التعاون بشأن تمويل المشاريع التنموية، والتقدم الذي تم إحرازه خلال عام 2008م. وأشاد بالتعاون المتنامي بين مجلس التعاون والجمهورية اليمنية الشقيقة. واعتمد المجلس الأعلى انضمام الجمهورية اليمنية الى هيئة التقييس لدول مجلس التعاون، ومنظمة الخليج للاستشارات الصناعية، وهيئة المحاسبة والمراجعة لدول المجلس، وإلى جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج. ووجه المجلس الأعلى باتخاذ الإجراءات القانونية والإدارية اللازمة في هذا الشأن، وأن تكون لها نفس حقوق وواجبات دول مجلس التعاون في تلك المنظمات.

ثانياً: في الجانب السياسي

القضية الفلسطينية وعملية السلام في الشرق الأوسط

تدارس القاده الاحداث المؤلمة الجارية في قطاع غزة، وما يجري من تدمير تمارسه آلة القتل العسكرية الإسرائيلية دون أي وازع من ضمير أو اعتبارات إنسانية أو قوانين الشرعية الدولية. وقرر القادة إجراء اتصالات عاجلة بالدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن للقيام بتولي المجتمع الدولي مسؤولياته.

وعبر المجلس الأعلى عن بالغ قلقه وعظيم استيائه من العدوان الإسرائيلي السافر ضد الشعب الفلسطيني، وما ترتب عليه من سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى وتدمير للممتلكات وترويع للآمنين، دون أي وازع من ضمير أو مراعاة لأي من المبادئ الأخلاقية، أو الاعتبارات الإنسانية أو قوانين الشرعية الدولية.

وأدان المجلس بشدة هذا العدوان الإسرائيلي الغاشم، ويحمِّل إسرائيل المسؤولية الكبرى في الدفع بالأمور إلى هذا المستوى الخطير، نتيجة لسياساتها المتعنتة وممارساتها اللاإنسانية ضد الشعب الفلسطيني.

وطالب المجلس إسرائيل بالكف عن ممارسة غطرسة القوة، والتنكيل بأبناء الشعب الفلسطيني الأعزل، وفك الحصار الجائر المفروض على جميع الأراضي الفلسطينية، بما فيها قطاع غزة .

ودعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته كاملة، والتحرك الفوري لوقف المجازر والاعتداءات التي تمارسها آلة القتل الإسرائيلية ، وتوفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني.

وأكد المجلس أن الوحدة الوطنية الفلسطينية، هي الحصن والدرع الواقي، الذي يحمي الشعب الفلسطيني، داعياً كافة الفصائل الفلسطينية إلى لمّ الشمل وتوحيد الكلمة في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها القضية الفلسطينية، ضماناً لوحدة أراضيه واستعادة حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية.

كما استعرض المجلس الأعلى تدهور عملية السلام في الشرق الأوسط نتيجة استمرار نهج الحكومة الإسرائيلية في فرض حصارها الخانق على الشعب الفلسطيني، وخاصة في قطاع غزة، والإمعان في تحدي قرارات الشرعية الدولية والتوسع في بناء المستوطنات وابتلاع المزيد من الأراضي ببناء الجدار العازل، وأعمال الحفريات الإسرائيلية المستمرة، التي من شأنها تهديد المسجد الأقصى وتغيير المعالم العربية والإسلامية في مدينة القدس.

وطالب المجلس الأعلى إسرائيل بالانسحاب الكامل، من كافة الأراضي العربية المحتلة في فلسطين ومن مرتفعات الجولان السوري المحتل إلى خط الرابع من حزيران (يونيو) 1967 وما تبقى من الأراضي اللبنانية المحتلة في جنوب لبنان، وفقاً لقراري مجلس الأمن (425) و (426).

وفي هذا الإطار أعرب المجلس الأعلى عن أمله في أن يولي فخامة الرئيس المنتخب باراك أوباما القضية الفلسطينية، وعملية السلام في الشرق الأوسط، أولوية قصوى في السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية، وبما يؤدي الى الوفاء بالالتزامات والوعود بإقامة دولة فلسطينية، قابلة للحياة تعيش في أمن وسلام الى جانب دولة إسرائيل، والعمل على التوصل الى سلام دائم وعادل وشامل في منطقة الشرق الأوسط. وأكد المجلس الأعلى على أهمية مضامين الخطاب الذي وجهه إلى فخامته صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل، الرئيس الحالي للمجلس الوزاري لجامعة الدول العربية، ومعالي عمرو موسى، الأمين العام للجامعة، الذي أوضح الموقف العربي من تطورات النزاع العربي الإسرائيلي، وأكد استعداد العرب لإقامة سلام دائم وعادل وشامل، طبقاً لمبدأ الأرض مقابل السلام وقرارات الشرعية الدولية ولمبادرة السلام العربية ومتطلباتها.

اطلع حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير دولة قطر، حفظه الله، رئيس الدورة الثامنة والعشرين للمجلس الأعلى، أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس، على الزيارة الأخيرة التي قام بها سموه إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والتي أسهمت في التأكيد على أهمية الحوار الهادف لبناء الثقة وتعزيز العلاقات بين دول المجلس وإيران في كافة المجالات، وبما يخدم الأمن والاستقرار في المنطقة.

وفيما يتعلق باستمرار احتلال جمهورية إيران الاسلامية للجزر الثلاث: طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة، والتأكيد على مواقفه الثابتة والمعروفه، والتي أكدت عليها كافة البيانات السابقة من خلال التالي:

- دعم حق السيادة لدولة الامارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، وعلى المياه الإقليمية والإقليم الجوي والجرف القاري والمنطقة الاقتصادية الخالصه للجزر الثلاث باعتبارها جزءاً لا يتجزء من دولة الإمارات العربية المتحدة .

- التعبير عن الأسف لعدم إحراز الاتصالات مع جمهورية إيران الإسلامية أية نتائج إيجابية، من شأنها التوصل الى حل قضية الجزر الثلاث، بما يسهم في تعزيز أمن واستقرار المنطقة.

- النظر في كافة الوسائل السلمية، التي تؤدي إلى إعادة حق دولة الإمارات العربية المتحدة في جزرها الثلاث.

- دعوة جمهورية إيران الإسلامية للاستجابة لمساعي دولة الإمارات العربية المتحدة لحل القضية عن طريق المفاوضات مباشرة، أو اللجوء الى محكمة.

وفيما يتعلق بالملف النووي الإيراني

* أكد المجلس الأعلى لمجلس التعاون، مجدداً، انطلاقاً من ثوابت مواقف دوله على أهمية الالتزام بمبادئ الشرعية الدولية. وجدد المجلس موقفه الداعي إلى حل هذه الأزمة بالطرق الدبلوماسية. ورحب المجلس الأعلى بالمشاورات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والدول الغربية. وعبر عن أمله في أن يتم التوصل إلى تسوية دبلوماسية، وبما يعزز الاستقرار الإقليمي والدولي.

* جدد المجلس المطالبة بجعل منطقة الشرق الأوسط، بما فيها منطقة الخليج، خالية من الأسلحة النووية ومن كافة أسلحة الدمار الشامل، مع الإقرار بحق دول المنطقة في امتلاك تقنية نووية للاستخدامات السلمية، وفي إطار الاتفاقيات الدولية ذات الصلة.

وفي الشأن العراقي

أكد المجلس الأعلى على مواقفه الثابتة بشأن احترام وحدة العراق، وسيادته، واستقلاله، وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، والحفاظ على هويته العربية والإسلامية.

كما أكد على أن تحقيق الأمن والاستقرار يتطلب الإسراع في تحقيق المصالحة الوطنية العراقية لإنجاح العملية السياسية الشاملة، والتي يجب أن تستوعب جميع أبناء الشعب العراقي دون استثناء أو تمييز.

حث الأمم المتحدة، والجهات الأخرى ذات العلاقة، على الاستمرار في جهودها لإنهاء موضوعي إعادة الأرشيف الوطني لدولة الكويت، والتعرف على مصير من تبقى من الأسرى والمفقودين، من مواطني دولة الكويت، وغيرهم من مواطني الدول الأخرى.

وفي الشأن اللبناني

رحب المجلس الأعلى بدخول لبنان الشقيق مرحلة سياسية جديدة لاستكمال بنود "اتفاق الدوحة"، الذي تم التوصل إليه برعاية كريمة من حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير دولة قطر، وتهيئة الأجواء لإجراء الانتخابات العامة، البرلمانية، في العام القادم. وأشاد المجلس الأعلى بما حققته القيادة السياسية، وكافة الأطراف اللبنانية، في معالجة الوضع الأمني في لبنان، الأمر الذي هيأ مناخاً إيجابياً للحوار والمصالحة بين الأخوة اللبنانيين. وعودة الاستقرار والرخاء لربوع لبنان الشقيق.

وفي هذا الإطار، رحب المجلس بالخطوة التاريخية، التي اتخذتها كل من سوريا ولبنان، بإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين الشقيقين.

وفي الشأن السوداني

عبر المجلس الأعلى عن الأسف لاستمرار المعاناة الإنسانية في إقليم دارفور، مشيداً بالجهود التي تبذلها الحكومة السودانية لمعالجة الأزمة وتعاونها مع الجهود التي تبذل لحل مشكلة دارفور. كما عبر عن تضامنه مع جمهورية السودان وعدم القبول بالموقف غير المتوازن للمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية.

وفي هذا الإطار ثمن المجلس الأعلى الجهود التي تبذلها اللجنة الوزارية العربية الإفريقية، برئاسة دولة قطر، لترتيب ورعاية محادثات السلام المتوقع إجراؤُها في الدوحة بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة. ويتطلع إلى نجاح هذه المفاوضات، وبأن يتحقق التوافق السوداني المأمول.

وفي الشأن الصومالي

عبر المجلس الأعلى عن أسفه لاستمرار تدهور الأوضاع في الصومال. وجدد دعوته لكافة الأطراف الصومالية لوقف العنف والتخلي عن كافة العمليات، التي تضع العراقيل في طريق جهود المصالحة الوطنية. وفي هذا السياق أكد المجلس دعمه للاتفاق الذي تم التوصل إليه في جيبوتي بتاريخ 9 يونيه 2008م.

وحث كافة الأطراف الصومالية على الالتزام بالاتفاقات والتعهدات، التي تم توقيعها في مدينة جدة، بالمملكة العربية السعودية، برعاية خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والهادفة الى وضع حد للمعاناة الإنسانية وتوفير الأمن والاستقرار والرخاء لأبناء الشعب الصومالي الشقيق.

وعبر المجلس الأعلى عن بالغ تقديره، وامتنانه للجهود الكبيرة، الصادقة والمخلصة، التي بذلها حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير دولة قطر، حفظه الله، رئيس الدورة الماضية للمجلس الأعلى، وحكومته الرشيدة، خلال فترة رئاسته للدورة الثامنة والعشرين للمجلس الأعلى، وما أولاه من حرص ومتابعة لتنفيذ قرارات المجلس الأعلى، وما تحقق من خطوات، وإنجازات مهمة، دفعت بمسيرة التعاون المشتركة الى مراحل أكثر تقدماً، ومجالات أرحب، والى المزيد من الرخاء لشعوب دول مجلس التعاون.

وفي الختام عبر المجلس الأعلى عن بالغ تقديره وامتنانه لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، سلطان عُمان، حفظه الله ورعاه، رئيس الدورة الحالية للمجلس الأعلى، ولحكومته الرشيدة وشعب عمان العزيز، للحفاوة وكرم الضيافة ومشاعر الأخوة الصادقة التي قوبل بها أخوانه أصحاب الجلالة والسمو قادة مجلس التعاون. كما نوّه القادة بما أولاه حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد، سلطان عمان، لهذا الاجتماع من اهتمام بالغ ورعاية كريمة وإدارة حكيمة، كان لها أكبر الأثر في التوصل الى نتائج وقرارات مهمة مُعبرين عن ثقتهم بأن سلطنة عمان، ومن خلال ترؤسها لهذه الدورة، ستدفع بمسيرة المجلس المباركة لتحقيق المزيد من الإنجازات والمضي بها إلى مجالات أوسع وأشمل، في ظل التطورات المحلية والإقليمية والدولية المتسارعة، وبما يحقق المحافظة على الأمن والاستقرار والرخاء لشعوب دول مجلس التعاون والمنطقة.

ورحب المجلس الأعلى بالدعوة الكريمة من صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، حفظه الله، لعقد الدورة الثلاثين، إن شاء الله، في دولة الكويت عام 2009م.

 

صدر في مسقط

سلطنة عمان

يوم الثلاثاء 2 محرم 1430هـ

الموافق 30 ديسمبر 2008م0