إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


             



إسهاماً كبيراً في إعادة الحياة إلى طبيعتها، بصورة نسبية. وتوسَّطت قوات الحماية، كذلك، في إبرام اتفاقية حظر القنص، وفي إبرام اتفاقية أخرى، في مارس 1994، تتعلق باستخدام الطرق، عبْر جبل إيجمان، في انتقال المدنيين، والمساعدات الإنسانية. وأحرز مكتب المنِّسق الخاص لسيراييفو، تقدماً ملموسا، عام 1994، في إعادة المرافق (المياه، والكهرباء، والغاز..إلخ)، وفي الأعمال الأخرى، المتعلِّقة بإعادة الحياة إلى طبيعتها.

  1. على أي حال، عادت قضية سيراييفو، في الأسابيع الحالية، كنقطة ضغط، من جانب صرب البوسنة، على الحكومة، وعلى المجتمع الدولي، تبرز من جديد إلى سطح الأحداث. فقد أغلقت  القوات الصربية طرق المطار، فأُغلق المطار، استطراداً، برفضها ضمان أمن الرحلات الجوية وسلامتها، وواصلت قصف المدينة، وأطلقت النار على طرق جبل إيجمان، وانتهكت اتفاقية حظر القنص، وأحكمت سيطرتها على الطرق المؤدية إلى المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية. أمّا الحكومة البوسنية، فقد انتهكت، هي الأخرى، اتفاقيتي حظر القنص، وجبل إيجمان، واستخدمت أفراد قوات الحماية درعاً لأنشطة، استفزازية وهجومية، وفرضت قيودا متزايدة على تحركات القوات. لقد استهدف الطرفان أفراد قوات الحماية، بصورة مباشرة، وأنزلا بها خسائر مميتة. وقد أثَّرت هذه الممارسات العدائية من الطرفين في عرقلة القدرة العملياتية لقوات الحماية، وقدرتها، الإمدادية والتموينية.
  2. لو قُدِّر لقوات الحماية، أن تكون في موقف، يمكِّنها، من جانب واحد، من إعادة استقرار الأوضاع في سيراييفو، ومن ذلك، على سبيل المثال، إعادة فتح الممرات، عبْر مطار سيراييفو وجبل إيجمان، واستخدام القوة لإزالة الحواجز غير القانونية، التي أقامها صرب البوسنة، في المدينة، لكان في ذلك سعادة بالغة. ولكن من دون تدعيمها، وإعادة تشكيلها في قوة قتالية، فلن تكون قادرة على المحافظة على بقاء الطرق مفتوحة. والشيء نفسه، ينطبق على مطار سيراييفو. فمن دون تعاون الأطراف وموافقتهم، يستلزم الأمر توفير قوات برية هائلة، لتمكين قوات الحماية من تأمين سلامة المطار.
  3. إنني على قناعة تامة، بأن أفضل وسيلة لتحقيق هذه الأهداف، بالنسبة إلى الأطراف، هي الموافقة على التجريد العسكري للمدينة. وقد بذل ممثلي الخاص أقصى جهده في التوصل إلى هذا الهدف، وشجَّعه على ذلك تأكيد مسؤولي الحكومة البوسنية المتكرر اهتمامهم بذلك. ومن الواضح أن السائد، في الوقت الحالي، لسوء الحظ، هو مناخ انعدام الثقة بين الأطراف، حتى تجاه بدء عملية التجريد العسكري للمدينة، خطوة خطوة.

<18>