إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


             



ي. المناطق العازلة

  1. عقب حادثي القصف الخطيرين، في سيراييفو، في فبراير 1994، أرسلتُ خطاباً إلى السكرتير العام لحلف شمال الأطلسي، أطلب فيه الحصول على قرار، في أقرب وقت ممكن، من مجلس حلف شمال الأطلسي، يفوض إلى قائد القيادة الجنوبية للحلف، توجيه ضربات جوية ضد مواقع المدفعية أو الهاون، في سيراييفو وحولها، التي قررت قوات الحماية مسؤوليتها (أي مسؤولية هذه المواقع) عن شن هجمات ضد أهداف مدنية، داخل المدينة. وقد قرر مجلس حلف شمال الأطلسي، في 9 فبراير 1994، إنشاء "منطقة خالية من الأسلحة الثقيلة"، نصف قطرها 20 كم، حول سيراييفو، باستثناء مدينة بال. في 18 أبريل 1994، وإزاء انهيار الوضع انهياراً بالغاً، في جورازدي، أرسلتُ طلباً مماثلا إلى السكرتير العام لحلف شمال الأطلسي، أطلب منه الحصول على قـرار من جـانب مجلس حلف شمال الأطلسي، فيما يتعلق بالمناطق الخمس الآمنة الأخرى، وهرب توزلا، وزيبا، وجورازدي، وبيهاتش، وسربرنيتشا. وجـاء قرار مجلـس حلف شمـال الأطلسي، المتعلق بجورازدي أكـثر تعقيداً، كمـا أوضحتُ ذلك تفصيـلاً، في تقريري، بتاريخ 19 مـايو 1994، الـرقم (S/1994/600). فقد نص القرار على إنشاء منطقتين حول جورازدي: منطقة عازلة كاملة، نصف قطرها 3 كم، ومنطقة عازلة عسكرية، نصف قطرها 20 كم، داخل البوسنة والهرسك. ولم يُشر إلى مناطق عازلة، حول سائر المناطق الآمنة الأخرى.
  2. أبديت ترحيبي بالقرارين، اللّذين أصدرهما مجلس حلف شمال الأطلسي، لتوافقهما مع الفقرة العاشرة من قرار مجلس الأمن، الرقم 836 (1993)، المتعلق بدعم قوات الحماية في أداء تفويضها، فيما يتعلَّق بالمناطق الآمنة. على أي حال، كان ثمة غموض في استخدام القوة الجوية، في شأن المناطق العازلة، حول سيراييفو وجورازدي. فمن جهة، لم تشر قرارات مجلس الأمن، المتعلقة بالمناطق الآمنة، إلى المناطق العازلة، كما لم تحدِّد لها نظاماً خاصاً. ومن جهة أخرى، نصت قرارات مجلس حلف شمال الأطلسي، على أن أنظمة أسلحة معينة، ستتعرض للهجمات الجولة بطائرات الحلف، إذا وجدت داخل منطقة الـ 20 كم، بعد تاريخ محدَّد. وفي كلٍّ من هذه الأماكن، فإن الأسلحة المحدَّدة، إمّا تُسحب، أو تُوضع في نقاط مخصصة لتجميع أسلحة، في تواريخ محدَّدة، طبقاً لاتفاقيات توصَّل إليها الأطراف. وبينما تحقّق النجاح المبدئي في إقامة المناطق العازلة، تحت تهديد القصف بطائرات حلف شمال الأطلسي، فإن الإذعان لهذه القرارات والاتفاقيات، كان من الصعب الحفاظ عليه، بسبب اتساع مساحة المنطقة، التي يجب تغطيتها، ووعورة تضاريسها. فإذا ما اختار أي جانب ألاّ يذعن للاتفاقيات الموقّعة، فإنه من السهل عليه إخفاء أسلحة في هذه المناطق، أو إدخال أسلحة جديدة إليها.
  3. يمكن إيجاز تفويض قوات الحماية، في شأن المناطق العازلة، فيما يلي:

<19>