إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



  1. أثبتت الخبرات الناتجة من هذه الأحداث، أن ثمة صعوبات كبرى، تواجه استخدام القوة الجوية لإسناد عملية حفظ السلام. ومن ثم، يجب أن نضع في حسباننا المعاني، السياسية والأمنية، الأوسع، عندما نقرر اتخاذ إجراء كهذا. إن استخدام القوة ضد طرف واحد فقط، سواء بصورة مباشرة، أو من خلال ترتيبات إقليمية، سيقلب، رأساً على عقب، نظرة ذلك الطرف إلى مفهوم حياد قوات الحماية، وعدم انحيازها. وهذا معناه تعريض أفراد قوات الحماية للخطر، وكذلك أفراد المؤسسات الأخرى، التابعة للأمم المتحدة، بسبب تصنيف قوات الحماية طرفاً في الحرب، عندئذٍ. ولأن أفراد الأمم المتحدة ينتشرون في أماكن متفرقة، فإنهم سيصبحون، وعلى نطاق واسع، عرضة لتعويقهم عن أداء عملهم، أو لاحتجازهم، أو لأشكال أخرى من الأخطار، كما حدث في ثلاث مناسبات مختلفة (اُنظر الفقرة السابقة). ويمكن أن يأتي رد فعل الطرف المعني في صورة رفض المشاركة في الحوار والتفاوض، عندما يكون ذلك مطلوباً. لذلك، فإن قرار استخدام القوة الجوية، يتطلب دراسة متأنية لكافة التداعيات المحتملة، ولا يمكن أن يعتمد على معايير مسبقة، أو آلية. إضافة إلى ذلك، فإن وجود قيادات منفصلة، للقوات على الأرض، وللقوات في الجو، يضاعف من حجم الأخطار؛ إذ إن الإجراءات، التي تتخذها أي قيادة منهما، قد تؤدي إلى تداعيات، غير متوقعة من قبل القيادة الأخرى. وهذا يوضح أهمية إجراءات التنسيق بين قوات الحماية، وقوات حلف شمال الأطلسي.
  2. وقد وافق جميع قادة قوات الحماية على وجهات النظر السابقة، في شأن استخدام القوة الجوية، بل استخدام القوة عموماً. أمّا حكومات الدول المشاركة بقواتها، والتي أيَّدت، في البداية، أو كانت، على الأقل، مستعدة لقبول استخدام القوة الجوية، فقد عبَّرت، الآن، عن تحفظات شديدة في هذا الخصوص، في ظل التفويض لقوات الحماية. كما عبَّر بعض أعضاء مجلس الأمن عن معارضتهم لاستخدام القوة، كذلك.

رابعا: الدور المستقبلي لقوات الحماية، التابعة للأمم المتحدة

  1. إن التحليل السابق يثير سؤالاً أساسياً، هو، أتضطلع قوات الحماية "بعملية حفظ السلام "، وفقا للمبادئ والممارسات، المحددة، والمتعارف عليها في مثل هذه العمليات، أم أنها تضطلع "بعملية إرغام، بالقوة " ؟
  2. إن تفويض قوات الحماية، في الوقت الحاضر، حسبما تنص قرارات الأمم المتحدة، هو "حفظ السلام" بصورة كاملة. ولكنه يتضمَّن عناصر "إرغام، بالقوة". والمفهوم، في كثير من المناطق، أن الوضع الخطير في البوسنة والهرسك، يرجع إلى فشل قوات الحماية في فرض إرادة

<23>