إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



 

ج.

تنمية الاتجاه نحو السلام وتشجيعه، من خلال التفاوض في وقف إطلاق النار، والاتفاق على ترتيبات أخرى، كلما أمكن، وتقديم المساندة إلى الإجراءات، التي تستهدف إقرار حل سياسي شامل.

وقد حققت القوات نجاحاً ملحوظاً، إلى درجة كبيرة، في تنفيذ هذه الأهداف. ولكن هذه الأهداف ليست هي غاية في حدّ ذاتها، ولكنها تحاول أن تهيئ ظروفاً، تمكِّن صانعي السلام من التفاوض حول الحل الشامل.

  1. إن استعداد الأطراف لقبول قوات الحماية، والقيود التي تحاول أن تفرضها على تصرفاتهم، يعتمد على مدى إدراكهم لدورها في الوصول إلى هدف، هو في مصلحتهم. وتواجه قوات الحماية، في هذا الصدد، مشكلتين:

الأولى: أنه لا يبدو أن أيّاً من الطرفين، قد توصَّل إلى النتيجة الأكيدة، أن أمامه فرصة لتحقيق أهدافه على مائدة المفاوضات، أفضل منها في ميدان القتال. والنتيجة، أن جهود قوات الحماية في تخفيف حدّة الصراع، يمكن أن ينظر إليها الأطراف، على أنها ليست مساعدة لهم، وإنما عائق أمامهم.

والثانية: إن الجهود الدولية للتوسط إلى حل، من طريق التفاوض، تبدو قد وصلت إلى مرحلة الجمود. فعلى سبيل المثال، مرّ أكثر من 16 شهراً، منذ آخر حلقة من المفاوضات، حضرها الأطراف البوسنيون كافة.ولن تكون ثمة جدوى من أي من الخيارات المذكورة لاحقاً، لتعديل التفويض إلى قوات الحماية، ليوافق الحقائق على الأرض، ما لم يكن هناك توجّه حقيقي نحو التوصل إلى حل من طريق التفاوض، في المستقبل القريب. واستطراداً، يصبح أمراً ملحّا، أن قرارات مجلس الأمن، في خصوص مستقبل قوات الحماية، يجب أن يصحبها دعم، وتكثيف للعملية السلمية، من خلال مبادرة جديدة، وفي شكل جديد. ولعل المجلس، كذلك، يرغب في أن يبدأ مراجعة دورية للتقدم في المفاوضات، وفي مشاركات قوات الحماية.

  1. في تلك الأثناء، يبقى نشر قوات، الحماية، في وضع الحرب، بعد أكثر من ثلاث سنوات، من دون أن يكون هناك سلام، تحافظ عليه. ويزيد الوضع تعقيداً من حقيقة أن تفويض حفظ السلام إليها، والذي لا يمكن إنجازه، من دون تعاون الأطراف المتنازعين، قد اتسع، تدريجاً، ليشمل عناصر الإرغام، بالقوة، مما نتج منه النظرة إليها على أنها أحد أطراف الصراع. إن تفويض المناطق الآمنة إلى قوات الحماية، على سبيل المثال، يستدعي أن تتعاون وتتفاوض، يومياً، مع طرف، قد تطلب، في ظروف معينة، توجيه ضربات جوية إليه. وبالمثل، فرضت الأمم المتحدة قرارات حظر على طرف من الأطراف. ولكنها، في الوقت نفسه، أرسلت قوة، اضطرت إلى العمل

<26>