إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


             



ومن البداية، كان من الواضح أن اللجوء إلى القوة الجوية، للتصدي لتلك الانتهاكات، يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة، تتعرَّض لها قوات الحماية ككل.

  1. خلال العام الأول من الاتفاقية، كانت قوات صرب البوسنة، من حين إلى آخر، تستولي على  الأسلحة الثقيلة، من "نقاط تجميع الأسلحة"، الخاضعة لرقابة الأمم المتحدة. وقد تمكنَّت قوات الحماية من الاعتماد على المفاوضات، من أجل استعادة تلك الأسلحة الثقيلة، باستثناء حادثة واحدة، في 5 أغسطس 1994، تطلبت استخداما محدودا للقوة الجوية. ومع ذلك، فقد تسبب الفشل المتواصل في إحراز أي تقدم دبلوماسي، إلى جانب ما حدث، في مارس 1995، من انهيار لـ"اتفاقية وقف الاعتداءات "، المبرمة في 31 ديسمبر 1994، باتساع نطاق القتال، من منطقة بيهاتش (Bihac)، إلى وسط البوسنة، وتوزلا (Tuzla)، ليمتد إلى سيراييفو، بعد ذلك. وشدَّدت قوات صرب البوسنة ضغطها على المدينة، من خلال شن الغارات المتواصلة على القوافل، واختطاف عربات الأمم المتحدة، وإغلاق المطار أمام الطيران المدني والمساعدات الإنسانية، إضافة إلى أعمال القنص، وإطلاق النار من الأسلحة الثقيلة على طريق جبل إجمان (Igman). وكانت القوات الحكومية مسؤولة، كذلك، عن عدد من الحوادث.
  2. تصاعدت حدّة القتال وكثافته، حول المدينة، عقب انتهاء مدة العمل بـ "اتفاقية وقف الاعتداءات "، في الأول من مايو 1995، على الرغم من الجهود المتواصلة، التي بذلها ممثلي الخاص، لتجديد هذه الاتفاقية. كما تعرَّض أفراد قوات الحماية لنيران القناصة، في عدد من الأحيان. وأدَّت محاولات صرب البوسنة منع استخدام طريق جبل إيجمان، إلى شنهم هجوماً، بالهاونات، في 7 مايو 1995، أسفر عن سقوط عشرة قتلى وثلاثين جريحا، من العسكريين والمدنيين. ودفع هذا الحادث، وما تلاه من تصاعد حدّة القتال في سيراييفو، في اليوم التالي، وهو أعنف الأيام العصيبة، التي عاشتها سيراييفو، منذ فبراير 1994، ممثلي الخاص إلى تأكيد ضرورة استخدام القوة الجوية. وقد انتقد بعض الدول الأعضاء قرار عدم استخدام القوة الجوية. وفي 16 مايو 1995، دارت اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية والقوات الصربية، حول المعالم الحاكمة، التي تسيطر على كلٍّ من المدينة والطريق المؤدي إلى بال (Pale)، الذي  يسيطر عليه الصرب.وأدّى هذا القتال المتصاعد، إلى تزايد استخدام الأسلحة الثقيلة من كلا الطرفين، وتزايد عدد الضحايا بين المدنيين وقوات الحماية، وتطلّب مزيداً من القوات، لإحكام السيطرة على المنطقة العازلة. وعلى الرغم من النجاح المحدود لقوات الحماية، في إعادة الاستقرار، إلاّ أن التوتر لم يهدأ.

<3>