إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



( تابع ) بيان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي في العراق حول إعلان الرئيس السادات عزمه على زيارة إسرائيل
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية 1977، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 13، ط 1، ص 422 - 423 "

العربية. والسبب الأول والاهم في ذلك، هو هذه التنازلات المتتالية التي تقدمها الأنظمة العربية للعدو الصهيوني، ولسيدته الامبريالية، وهو هذه المواقف التي تنطوي على استعداد غير محدود للخضوع. مرحلة بعد أخرى، وخطوة بعد أخرى، لضغوطه وضغوط الامبريالية الأمير كيه. وما قاله الرئيس السادات، في الأسبوع الماضي، انما هو منحدر سحيق في هذه السياسة الخاطئة التي أضاعت مكتسبات حرب تشرين [ الأول ( أكتوبر ) ] المجيدة، وأدت إلى تفكك الموقف العربي وهزاله.

          ان أولئك الذين يحيطون هذه السياسات بصفات الحكمة والدهاء والمرونة، انما يخدعون الجماهير العربية، ويخدعون أنفسهم أيضا. لان الجماهير تعرف، حق المعرفة، ان هذه السياسات لم تحقق للأمه العربية اي نفع، وان أصحابها غير قادرين على اقناع الجماهير بأن سياساتهم هذه صائبة، أو تحقق الحد الأدنى من الهدف المنشود.

          ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي تحذر من مغبة الاستمرار في هذه السياسات. وتدعو الى اعادة النظر فيها بصورة جذرية ومخلصة وشاملة، والى انتهاج طريق التمسك الحازم بالحقوق العربية المشروعة، ومواجهة العدو بالامكانات العربية الحقيقية، العسكرية والاقتصادية والسياسية. بهذا وحده نستطيع إجبار العدو على الرضوخ. كما تحذر القيادة القومية من مغبة وضع تصريح الرئيس السادات موضع التنفيذ. فلو حدث ذلك، لكان كارثة قومية حقيقية. فالجماهير العربية، وكل قواها الخيرة، مطالبة بأن تحول دون هذه الخطوة.

          ان إعلان الرئيس أنور السادات هذا لا يعبر الا عن موقف شخصي. فهو بمثل هذا التصرف لا يمثل سوى نفسه، ولا يمكن للأمه العربية ان توافق على هذا التصرف، وعلى أية نتائج تترتب عليه. وعلى الأمة العربية - في حالة تنفيذ مثل هذه الخطوة - واجب التصدي لها، ونقض اي اتفاق أو تنازل يترتب عليه.

          فالامة تمتلك الحق التاريخي في نقض اي تصرف يلجأ إليه الحكام على مسؤوليتهم الخاصة، ولا يعبرون فيه عن ضمير الشعب وعن حقوقه وكرامته، فالحاكم يكون قادرا على التصرف عندما يكون ممثلا لضمير شعبه وحقوقه وكرامته، ولا يكون تصرفه إلا على مسؤوليته الفردية، عندما يكون التصرف باتجاه معاكس، وتاريخ الأمة العربية، القديم والحديث. وتاريخ الإنسانية حافل بالشواهد التي تؤكد هذه الحقيقة.

          ان الأمة العربية، التي اغتصبت أرضها وذبح عشرات الألوف من أبنائها، على يد المغتصبين الصهاينة، لا يمكن ان تقبل بهذه السياسات التي تمارس إزاء العدو الصهيوني، وإزاء احتلاله للأرض العربية . والحكام الذين يمارسون هذه السياسات لا يمثلون، في الواقع، الا أنفسهم ومجموعة صغيرة من اعوانهم، لا تمتلك حق تمثيل الأمة والتصرف بقضاياها الأساسية.

<2>