إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



( تابع ) الجمهورية العربية المتحدة
" المشاريع الوحدوية العربية 1913 - 1989، يوسف خوري، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 2، 1990، ص 336 - 377 "

شامل مع سائر الأقطار العربية وهو يريد أيضا الاتحاد مع  العراق لانه كما قال دولة السيد خالد العظم ان العراق يمثل  الصدارة في هذا العالم العربي، ولئن كنا مختلفين في  سياستنا في الظرف الحاضر، ولئن كنا مختلفين في تفسير  الأخطار التي تحيط بهذه البلاد، فهم يقولون ان الخطر  الشيوعي هو الخطر الأول، ونحن نقول بأن الخطر الصهيوني  هو الخطر الأول، ولئن كنا مختلفين في طريقة تصريف هذه  الأخطار فاننا نختلف في الطريق السياسي الذي يجب ان  نسير فيه، فهم من أجل ان يندفعوا ضد الشيوعية يريدون  ان يتحدوا مع الغربيين ونحن نتبع سياسة الحياد الإيجابي،  ولكن السياسة هي أمور طارئة، فقد تتبدل في ظرف من  الظروف وقد تتحول تبعا للأوضاع الدولية، وتبعا للحوادث  والأحداث التي تمر. ولكن المسائل الأساسية العميقة هي  التي تبقى وهي المسائل الجوهرية الخالدة التي يعتنقها  الشعب في صميمه، ألا وهي رغبته في ان تكون هناك وحدة  عربية كاملة شاملة لجميع الأقطار العربية، اننا ندرك ان  الصعوبات التي يمكن ان تقوم حيال هذا الأمر، وندرك أيضا  الأوضاع الاقتصادية - ولسوء الحظ انها جاءت في بدء  انطلاقنا متنافرة بعضها مع بعض - أقول ندرك الأوضاع  الاقتصادية، وان الصناعات القائمة في سوريا تشبه  الصناعات القائمة في مصر، فنحن ندرك كل ذلك ولكننا من  أجل هذا الاتحاد، ومن أجل هذا الشيء بالذات ولاننا في بدء  الطريق نريد ان نقضي على هذه الصعوبات التي ستكون عقبة في الظروف الحالية، لاننا سننطلق في التصنيع وسننطلق في توفير القوى الصناعية وغيرها. وعلينا ان نوجد كيانا  منسجما لا يمكن ان تؤثر هذه الصعوبات فيه وسنتغلب عليها فلا يمكن ان يؤثر في سواعد أبناء هذا الشعب فنحفظ  ثرواتنا ورؤوس أموالنا من ان تذهب هدرا، ونحن ان لم  نبادر إلى هذه الخطوات الاتحادية، وإذا انطلقت هذه المناهج  المختلفة بعضها عن بعض فانا في يوم من الأيام يتعذر علينا  ان نصل إلى نتائج ايجابية في قضية الوحدة العربية التي  هي أمنية أمانينا. ان الجامعة العربية كان عليها ان تلعب  دوراً هاماً في تنسيق وتنهيج وانسجام وتكامل الشؤون الاقتصادية، ولكنها لسوء الحظ لم تفعل شيئا من ذلك، واقتصر الأمر لديها على تدابير تتعلق بالتجارة من حيث  تخفيف الرسوم الجمركية على بعض المنتجات الصناعية وإعفاء المنتجات الزراعية منها، ولكن هذا الأمر لا يمكن ان يكون ذا فائدة عظيمة، وكان عليها ان تقف موقفا آخر وتعمل عملا هاما وكبيرا في هذه الناحية ليأتي الكيان الاقتصادي منسجما ومتكاملاً بعضه مع بعض، اننا نعلم اننا أمة تتمتع

<7>