إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



( تابع ) الجمهورية العربية المتحدة
" المشاريع الوحدوية العربية 1913 - 1989، يوسف خوري، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 2، 1990، ص 336 - 377 "

السيد حسين مريود - سيدي الرئيس، زملائي الأكارم إذا  كان شعب سوريا العربي قد سجل في تاريخه الحديث  صفحات رائعة من النضال والتضحية فان الصفحة التي  يسجلها هذا اليوم هي انصع تلك الصفحات وابقاها على  الدهر فهي تعبر تعبيراً صادقاً وعميقاً عن إيمان هذا الشعب  برسالته التي لم يتخل عنها لحظة واحدة على الرغم من المحن  والظروف العصيبة الصعبة وعلى الرغم من كل ما مر به من  صعوبات ومحن فقد بقي هذا الشعب مؤمنا بهذه الرسالة  إلى ان كتب لها النصر أخيراً. وإذا كان لنا ان نسجل في هذه  المناسبة لكل من عمل في هذا السبيل وان نذكر لكل حقه فمن  واجبنا ان نذكر الدور العظيم الذي لعبته مصر، مصر الحرة  في هذا السبيل، نحن لا نشك مطلقا بان هذه الخطوة العظيمة هي فاتحة مستقبل عظيم زاهر للأمة العربية وهي نتيجة  الوثبة التحررية التي قامت على سواعد رجال الثورة في مصر  التي غذاها الشعب المصري بدمه وبكل غال في حياته ووجوده  وكيانه.

أيها السادة، ان ارادة الشعوب العربية في الوحدة والاتحاد  لا تقف عند حد وانما المهم ان نستطيع التغلب على  الصعوبات وعلى العراقيل والأشواك التي سيضعها  الاستعمار في طريقنا، لا يكفي ان نعلن هنا اننا نريد الاتحاد  ونرغب به فهذا شيء قد أعلن مرارا وتكرارا وقد سبقتنا  الشعوب العربية في اعلانه وفي الإيمان به، وانما يجب ان  نعمل فعلا على تحقيق هذا الاتحاد وان نتخذ الخطوات  اللازمة للقضاء على الأشواك التي يضمها الاستعمار في هذا  الطريق.

أيها السادة، لقد شككت في هذه الحكومة كحكومة قومية  بالمعنى الذي أقصده في هذه الكلمة، ولقد خيل اليّ في البدء  انها ليست سوى تجمع أحزاب، ومع ذلك فقد منحتها الثقة  لأجل الفكرة ( الحكومة القومية ) ولكنني الآن وبعد ان  استجابت هذه الحكومة لارادة الشعوب العربية وبعد ان  وقفت موقفا تتجلى فيه المعاني القومية فانني اشعر بانها  حكومة قومية. وانها تستحق تلك الثقة التي وضعناها بها.

أيها السادة، لو لم تتحرر مصر ولو لم تمارس سوريا سيادتها بشكل واسع لما استطعنا الآن ان نسير في هذه الخطوة  المباركة وان الهدف الذي سنصل إليه في اتجاهنا هذا هو في  الواقع متوقف إلى حد بعيد على مقدار السياسة الحرة التي  نسير بها، فان استطعنا ان نسير دون خوف أو وجل فاننا  سنصل - ان شاء الله - إلى أسمى أنواع الوحدة وإذا كان  التاريخ يعيد نفسه فمن واجبنا ان نغتبط جدا بهذه الخطوة،  انها والحق يقال خطوة ليس لها في التاريخ مثيل وقد يكون

<9>