إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



اتفاقية التضامن العربي بين الأردن والسعودية وسورية ومصر
المصدر: " المشاريع الوحدوية العربية 1913 - 1989، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 2، 1990، ص 302 - 309 ".

واللجنة إذ ترفع تقريرها لمقامكم توصي المجلس الكريم بالموافقة على رأيها ودمتم.
دمشق في 21 / 3 / 1957

لقد ردد المجلس الكريم ارادة الأمة الاجماعية وقرر قبل سنة تقريباً باجماع منقطع النظير وبقلوب مليئة بالحماس والابتهاج الاتحاد مع مصر الشقيقة الكبرى فتجاوبت ارادة الأمة وارادة ممثليها مع رغبة الحكومة التي أدخلت في برنامجها الوزاري وفي بياناتها مشروع الاتحاد. ولا اعتقد أبداً ان هذا المشروع العظيم هو من البضاعات الممكن ادخالها لسوق الثقة المعروف ولذلك ارجو الحكومة المحترمة ان تبين لهذا المجلس الكريم الخطوات التي خطتها لتحقيق هذا الاتحاد وما تنوي عمله بهذا الخصوص لا سيما وان الأردن الشقيق يتأهب للدخول في هذا الاتحاد حسب برنامج حكومته وبيانات رئيس وزرائه.

إذا حالت الأحداث الأخيرة دون تنفيذ ما تم من الاجراءات والمقررات فترة من الزمن فقد أصبح من المتوجب بعد خروج القوى المعادية من أراضي مصر السير في طريق تنفيذ هذا المشروع الحيوي منبع القوة والمجد والنصر.

هنالك من يقول ان نتريث باقامة هذا الاتحاد لكي لا نثير غضب الأعداء الذين يتربصون بنا الدوائر ويتحينون الفرص للانقضاض علينا.

واني أريد ان أجيب بكلمة مختصرة على هذا الكلام ان مجرد وقوفنا على استعدادهم للنيل منا يكفي ليدفعنا بمنتهى السرعة لتحري وسائل القوة والمنعة وأولها الاتحاد.

من المحقق ان إسرائيل وحلفاءها يعملون بالليل والنهار ليس فقط للحيلولة دون الاتحاد بل لاتخاذ كل وسيلة لاحباط كل عمل فيه تقويتنا وسلامتنا.

وفي الحقيقة ان موقفنا خطير جداً إذ ان نهضتنا التي قام بها المرحوم الملك حسين والتي قدمنا طيلة أربع سنين ضحايا زكية، بنيت على المكر والخداع في أساسها يكفي ان نتذكر دائما ان بريطانيا خدعتنا أبشع خداع شهده التاريخ حينما قدمت لنا باسمها وباسم حلفائها باليد الواحدة عهود اعترافها باستقلال العرب ووحدتهم بينما باليد الأخرى وراء ظهرها حملت مشروع تجزئة الوطن العربي وصك الوطن القومي الصهيوني.

هذه هي السياسة التي استمرت عليها بريطانيا منذ ذلك الحين .. وهذه التجزئة التي نراها في الوطن العربي هي أثر تلك اليد الماكرة. هذه اليد لم تزل تلعب بالظاهر والخفاء فلنعجل إذاً لإزالة آثار التجزئة بتوحيد وطننا وتقوية كياننا.

<9>