إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



( تابع ) دعوة العراق للاتحاد العربي - مشروع الدكتور فاضل الجمالي، رئيس الوزراء العراقي، المقدم إلى مجلس جامعة الدول العربية، بالإضافة إلى المؤتمرين الصحفيين لشرح المشروع
" المشاريع الوحدوية العربية 1913 - 1989، يوسف خوري، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 2، 1990 ص 264 - 269 "

إلى اللجنة السياسية ان جاءني وزير خارجية لبنان وهنأني على المشروع والشكل العملي التدريجي الذي وضعته فيه، فطيرت الوكالة الفرنسية خبرا مفاده ان وزير خارجية لبنان خرج من الجلسة محتجا على المشروع العراقي وأنه اختلف مع رئيس وزرائه وسيستقل أول طائرة راجعا إلى بيروت، وفي اليوم الثاني أصدر الوزير بيانا قال فيه ان هذا دس استعماري مفضوح.

لقد قلت من قبل ان الصهيونيين يصرفون ملايين الدولارات لإيقاع الاختلاف بين الحكومات العربية نفسها.

واني لسعيد جدا من الشعور الذي لمسته في البلاد العربية نحو هذه الدعوة وفي رأيي انها دعوة لتعبير شعور العراق نحو الاتحاد، وكما قلت اني لست الوحيد بهذا الشعور وإنما قمت بالتعبير عن مشاعركم، وقد يكون هذا التعبير ركيكا كما أشارت إليه إحدى الصحف هذا اليوم - الاثنين - ولكنه تعبير مخلص، وانا ما ادعيت بأنني من اساطين البلاغة.

يحلو الآن للبعض ان يقولوا ان الدعوة العراقية للاتحاد قد فشلت. ان مقياس النجاح والفشل في ذلك يعود للأشخاص، فإذا فكر احدنا بأن الدعوة يجب ان تتحقق بين عشية وضحاها فانها فاشلة وهذا غير صحيح، وهي ناجحة بنظر الذين يؤمنون بالتدريج.

ان الاتصالات يجب ان تجري بين الدول العربية لتحقيق الاتحاد، الاتحاد ليس شهوة سياسية وانما هو ضرورة لبقاء الأمة العربية. انا اعرف ان بعض البلاد العربية لها أوضاعها السياسية الراهنة ولها مشاكلها وأمامها عقبات تعيقها عن السير، ولكن هذا لن يقعدنا عن مواصلة السعي لازالتها.

وهنا أكرر ما قلته في القاهرة بأن أمام العرب كفاح طويل يتكون من أمرين متلازمين وهما: التحرير والتوحيد، واننا لن ندخر وسعا في سبيل تحقيق التحرير والتوحيد للبلاد العربية.

هذا ما يتعلق بالاتحاد، وهذا ما وددت أن اقوله لكم، وأرجو ان تعملوا على مؤازرة هذه الفكرة.

- 38 د -

[ عقد فخامة الدكتور محمد فاضل الجمالي مؤتمرا صحفيا في ديوان مجلس الوزراء مساء الأربعاء الموافق 24 شباط 1954 وادلى بالبيانات التالية ]:

اخواني قبل كل شيء أرحب بكم ويسرني ان اجتمع بكم مرة أخرى وأود في حديثي معكم ان اتطرق إلى مواضيع الساعة في العالم العربي لاني لا أود ان تحاك الإشاعات وتدس الدسائس حولنا بدون ان نكون متفاهمين كأبناء وطن واحد يهمهم خير العروبة والإسلام والمنعة والسلام في هذا القسم

<8>