( تابع ) دعوة العراق للاتحاد العربي - مشروع الدكتور فاضل الجمالي، رئيس الوزراء العراقي، المقدم إلى مجلس جامعة الدول العربية، بالإضافة إلى المؤتمرين الصحفيين لشرح المشروع
" المشاريع الوحدوية العربية 1913 - 1989، يوسف خوري، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 2، 1990 ص 264 - 269 "

من العالم. المواضيع التي تلوكها الألسن وتتناولها الصحف والاذاعات، والتي تمسنا مباشرة هي ثلاثة: أولها - موضوع الاتحاد بين البلاد العربية، ولا أريد ان أدخل معكم بتفصيل حول هذا الموضوع لاننا سبق ان اجتمعنا لهذا الغرض وأوضحت لكم مقاصد العراق بكل جلاء وأبديت لكم بأننا لم تكن لدينا أية غايات خاصة أو مشاريع اتحادية معينة نريد أن نفرضها على أية جهة من الجهات، وقلت إذ ذاك أن دعوتنا للاتحاد ليست جديدة ولا تختص بها هذه الوزارة، ولن تقف هذه الدعوة عند هذا الحد، قلت إن دعوتنا هي دعوة منبعثة عن عقيدة وهي دعوة الحكومات العراقية المتعاقبة ودعوة هذه الحكومة، وأنا متأكد من أنها ستكون دعوة كل الحكومات التي ستليها إلى أن يتحقق الاتحاد.

ولقد بينت في الاجتماع السابق الحجج التي كانت تقام عند ذكر الاتحاد أو ضد القيام بمشروع الاتحاد وفندت في حينه كل واحدة من تلك الحجج، والآن أود ان اتطرق إلى حجج جديد بعضها، والبعض الآخر منها قديم، انما أود ان أرد عليها من جديد. هناك ما نشر مؤخرا على لسان أحد المسؤولين المصريين من ان الاتحاد لا يمكن ان يقوم مع اختلاف نظم الحكم بين البلاد العربية. الرد على هذا بسيط جدا وهو ان بلاد أوروبا الغربية ومن جملتها دول " البنلوكس " على الأخص تقوم بمشاريع اتحادية متنوعة، ولو نظرنا إلى أنظمة الحكم في غربي أوروبا لوجدناها متنوعة، فهولندا ملكية كما تعرفون، وبلجيكا ملكية ولكن فرنسا جمهورية وكذلك ايطاليا، فحين نسمع هذه البلاد المختلفة اللغات والعناصر والمنشأ تتكلم عن اقتصاديات موحدة، تتكلم عن توحيد صناعة الفولاذ مشروع شومان - وحين نسمعها تتكلم عن الجيش الأوروبي الموحد، وعن اتحاد أوروبي هل خطر ببال هذه الدول ان تنوع أنظمة الحكم سيقف عائقا في سبيل الاتحاد؟ اظنكم تشاركونني في أن هذه الحجة مردودة. والحجة الثانية التي تكررت وهي ليست بنت اليوم هي ان بعض الدول العربية مرتبطة بمعاهدات وان هذه المعاهدات تجعل من الصعب ان يتحد بلد مرتبط بمعاهدات مع بلد غير مرتبط بمعاهدة.

ارد على هذه الحجة أيضا، تعرفون ان البلاد المرتبطة بمعاهدات هي: العراق ومعاهدته أوشكت ان تنتهي والأردن والمملكة العربية السعودية وليبيا. ومصر الغت المعاهدة من جانبها وإذا كانت الاتحادات بين بلد ذي معاهدة من الأمور المستحيلة فهل هناك صعوبة في القيام بالاتحادات بين البلاد غير المرتبطة بمعاهدات؟ ثم هل المعاهدات كانت قد وقفت حجر عثرة في سبيل تكوين الجامعة العربية؟ ألم تكن الجامعة قد أسست على افتراض ان كل عضو فيها مستقل

<9>