مراحل المفاوضات في شأن الجلاء عن مصر
7 - مفاوضات سنة 1930 (النحاس - هندرسن) - تابع (1) محضر جلسة المؤتمر
"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 341 - 345"

         فنحن جميعا نتمثل فى ذهننا تلك المحاولات. وأعتقد أننا جميعا متفقون فى تقدير العواقب السيئة التى أفضى إليها إخفاقها الذى لم يكن من ورائه إلا تأخير الاتفاق والتسوية التى يمليها العقل والعواطف والمصالح المتبادلة كشرط أساسى لرفاهية أمتنا.

         وإنى آبى اليوم أن أتوقع إخفاقا.

         وأعتقد أن رئيس الوزارة المصرية وزملاءه أتوا يتفاوضون معنا بمثل هذه الروح.

         أما عن الأغراض التى نتوخاها فأن حكومة حضرة صاحب الجلالة البريطانية قد بينت موقفها.

         ففى شهر أغسطس من العام الماضى عرضت حكومة حضرة صاحب الجلالة البريطانية على الأمة المصرية مقترحات مشبعة.

بعواطف الصداقة وبرغبة التوفيق.

         وقد ظل هذا العرض أمام الأمتين المصرية والبريطانية مدى الأشهر السبعة الأخيرة.

         وقد لاحظت حكومة حضرة صاحب الجلالة البريطانية بارتياح عظيم أن روح الصداقة والرغبة الطيبة اللتين أملتا هذا العرض. قد قدرتا أكمل تقدير. وكان لهما صداهما فى مصر.

         ولقد أحيطت الحكومة علما بنوع خاص بالتصريحات الودية التى فاه بها رئيس الوزارة المصرية.

         ولقد تمت انتخابات برلمانية.

         وعلى أثر هذه الانتخابات عهد بالحكم الى الحزب الذى ترأسونه دولتكم.

         ونحن نرحب بكم يا سيدى كممثل لأغلبية الشعب المصرى الكبرى.

         ولقد طلبتم باسم الحكومة المصرية من البرلمان المصرى توكيلا فى الحضور إلى لندرا ومفاوضتنا فى المقترحات فأجابكم البرلمان إلى طلبكم.

         واليوم نفتتح هذه المفاوضات علنا وبصفة رسمية فى هذه القاعدة التى شهدت كما تذكرون من سنوات قليلة إمضاء معاهدة لوكارنو.

         وسيكون من وراء مجهوداتنا إذا صدق ظنى أن نوثق الصلات بين بريطانيا العظمى ومصر على أساس من الصداقة الدائمة والتحالف.

         وفوق ذلك يحق لمصر بصفة كونها دولة حرة مستقلة ذات سيادة أن يكون لها من الشأن بين الأمم ما يتناسب مع عظمتها الماضية وتقدمها الحديث.

<3>