إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



مراحل المفاوضات في شأن الجلاء عن مصر
7 - مفاوضات سنة 1930 (النحاس - هندرسن) - تابع (1) محضر جلسة المؤتمر

"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 341 - 345"

          سيدى النحاس باشا - سادتى

          باسم حكومة صاحب الجلالة البريطانية أرحب بكم أجمل الترحيب.

          وإنى وطيد الأمل فى أن تعاوننا سيتوج بالنجاح الذى تقتضيه أهمية ما نتوخاه من غرض وما يتسع لنا من أفق من وراء هذا التعاون.


          وبعد أن أتم المستر هندرسن خطابه دعى السير برسى لورين فألقى ترجمته إلى اللغة الفرنسية وبعد انتهائه منها شكره المستر هندرسن ثم قام دولة النحاس باشا فألقى باللغة الفرنسية الخطاب الآتى نصه:

خطاب رئيس الوفد المصرى
ــــــــ

          "باسم زملائى واسمى أشكر لسعادتكم ما تفضلتم بتوجيهه إلينا من عبارات الترحيب وإن ما قوبلنا به من الحفاوة قد ترك فى نفوسنا أحسن الأثر. كما أن ما لقيناه من علائم الود الكثيرة يؤكد ويقوى تلك الرغبة فى التفاهم والاتفاق التى أملت على الحكومة البريطانية مقترحاتها، والتى يسرنى أن أشيد بها علنا فى هذا المكان. وكما لاحظتم سعادتكم قد أجابت مصر على هذا الاستعداد الحسن من جانب حكومة حضرة صاحب الجلالة البريطانية باستعداد حسن مثله. فمصر المتمسكة بحرياتها الدستورية أشد التمسك قد صرحت بلسان ممثليها الرسميين بعزمها الأكيد على الوصول إلى اتفاق صادق مع بريطانيا العظمى وهذا هو السبب الذى من أجله وجدنا هنا.

          فقد حضرنا موفدين من قبل الشعب المصرى للمناقشة فى مقترحات عرضت عليه، ولتقريب وجهات النظر والتوفيق بينها، وإزالة أوجه الغموض وسوء التفاهم، وإقامة العلاقات بين البلدين على قاعدتى المودة والثقة اللتين هما الأساس الوحيد لاتفاق شريف وطيد دائم. وإننا على يقين من النجاح فى مهمتنا والوصول إلى اتفاق يرضى الشعبين. ولقد أضيف إلى حسن الإرادة الواضحة من جانبنا وجانبكم عامل جديد من عوامل النجاح وهو أنى تعرفت بسعادتكم وبزملائكم وأتيح لى أن تكون لى بكم أجمل العلاقات الشخصية وأصدقها.

          ولم يثبط عزيمتنا فشل المفاوضات السابقة. فإن الرغبة فى التفاهم التى أبداها الشعبان غير مرة تدل دلالة أكيدة على ضرورته بحكم العقل والعاطفة والمصلحة معا.

          اسمحوا لى أن أعرب الآن عن تقديرنا لما نالنا من الشرف العظيم باستقبال جلالة الملك إيانا وما أولانا من الرعاية الفائقة بتفضله بالاهتمام بنا وبنجاح مهمتنا المشتركة.

<4>