إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



مؤتمر فلسطين -(تابع) كلمة عبد الرحمن عزام باشا الأمين العام لجامعة الدول العربية بتاريخ 12 سبتمبر 1946
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الإرشاد القومي، ج 1، ص 737 - 838"    

       فلو فرضنا أن العرب قبلوا العمل برأيه لأدى ذلك الى رضاهم بسلخ جزء من بلادهم ثم قبول ادخال 100,000 يهودى وبعد ذلك السماح بتدفق اليهود الى البلاد وقتما وكيفما يشاءون. واستمر عزام باشا فى خطابه فقال، ان اليهود الذين يرسلون الآن الى فلسطين من أوروبا جنود منتقون مجندون خصيصا للقتال: فمن مصلحة البلاد اذن أن يوقف تيار هذه الهجرة نعم حري بمصلحة البلاد أن يوضع حد لهذا التجنيد و أن يوقف تدفق هؤلاء الجنود اليها لأن فلسطين فى أشد الاحتياج الى الأمن والسلام.

       والحقيقة هى أن هذا المشروع دبر لأغراض سياسية محضة وليس بقصد اصلاح ادارة البلاد فهو لو طبق لما أفلح فى تهدئة خواطر الارهابيين حتى ولو كان ذلك هو المقصود لأن اليهود يركضون وراء انشاء وطن قومى يضم ليس تل أبيب أو منطقة معينة فى فلسطين فحسب بل فلسطين بأجمعها وبعد ذلك شرق الأردن أيضا وليس ثمة وسيلة لوضع حد لجشعهم.

       ولن يصلح المشروع أيضا لاستتباب الأمن فى البلاد لأنه لا سبيل مطلقا لكبح جماح الارهابيين بممالأتهم.

       واذا نظرنا الى هذا المشروع من جهة عملية محضة لانتهى بنا كذلك الى منطقة يهودية يكون العرب فيها أقلية مآلها لا شك للطرد، وأخرى عربية يقطنها بدورها أقلية يهودية من الصعب التوصل الى طريقة للتعامل معها.

       وختم عزام باشا خطابه بقوله: ان اعتراضات العرب على المشروع هى اعتراضات مبنية على أسس عملية مما يثبت أن المشروع لم يكن وليد الرغبة فى الاصلاح الادارى بل هو مصدر خطر على ذلك البلد الصغير مهددا استتباب الامن فيه ومعرضا كيانه الاقتصادى للدمار، لذلك يعترض العرب عليه ويرفضونه بالاجماع.


<2>