إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



مؤتمر فلسطين - (تابع) كلمة فارس بك الخوري  (رئيس وفد الجمهورية السورية) بتاريخ 12 سبتمبر 1946  
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الإرشاد القومي، ج 1 ص 844 - 847"

       وهذا الانتداب غير الشرعى الذى سعى الى أقامة وطن قومى لليهود فى فلسطين هو سبب الموقف الذى يعد كارثة والذى نتجت عنه الأزمة الحالية التى أصبحت عاملا أساسيا ليس فى حقوق العرب الحيوية فحسب وأنما فى مستقبل العلاقات الودية مع بعض الدول العظمى الذى يهمنا أن نستبقى معهم أشد الروابط وأوثقها فى ميدان التعاون العالمى.

       وهذه الاخطاء التى ارتكبت فى الماضى القريب يجب العمل على اصلاحها والانصراف عن أساليب الظلم والتعسف ويجب التمسك بأهداب مبادئ الديمقراطية والحرية والسامية كما ينص عليها ميثاق هيئة الأمم المتحدة هذه الاخطاء وهذا الظلم لا يمكن بشكل ما أن يصيرا قاعدة لاتفاق دائم للمسألة الفلسطينية.

       ثم أن وعد بلفور يناقض وعود مكماهون التى تعد بمنح الاستقلال للبلاد العربية بما فيها فلسطين هذا بينما يناقض الانتداب المادة 22 من اتفاقية جامعة الأمم التى تنص على قواعد الانتداب، ولذا كان وعد بلفور والانتداب غير شرعيين.

       ان بعض المسئولين يدعون أن تصريح بلفور وعد شرف يجب أن يحقق وقد يكون هذا حقا لو أن فلسطين كانت ملكا خالصا للورد بلفور أو أرضا خالية تملكها الحكومة. ولكن ليست هذه هى الحالة، أن فلسطين تزدحم بشعب أمة عظيمة تشغل منطقة على غاية من الأهمية فى العالم ولها تاريخ رائع.

       أن مثل هذه الوعود التى تهب أملاك الغير لا قيمة لها.

       ولقد انتزعت فلسطين كنتيجة للانتداب وتصريح بلفور من أمها سوريا التى كانت دائما جزءا متمما لها وكانت ستظل كذلك لولا الانتداب وتصريح بلفور.

       ان ذكريات الحملات الأليمة التى شنها الصليبيون لا تزال ماثلة حية فى الاذهان ولقد ظل نقاد العصور التالية يحملون عليها بعنف، ومما يدعو الى أشد الأسف أن يشرع من جديد فى حملة صليبية يهودية فى القرن العشرين تداس فيها كل المبادئ الانسانية. هذا، برغم وجود هيئة الأمم المتحدة. وستكون كارثة أعظم اذا قامت الدول العظمى التى يعتقد أنها الدعايات الكبرى للديمقراطية وحقوق الانسان بمناصرة هذه الحملة الصليبية اليهودية الجديدة.

       إن الوطن القومى الذى يسعى اليه الصهيونيون بكل جهدهم لن يسمح به العرب بشكل ما وأن الأسباب التى يعرضها المدافعون عن مطامح الصهيونية يعوزها القدرة على الاقناع، فان اضطهاد اليهود فى أوروبا لا يبرر فرضهم على عرب فلسطين فهم غير مسئولين عن هذا الاضطهاد الواقع على اليهود ومن العدالة والصواب لو أرغمنا أولئك الذين خلقوا المشكلة باضطهادهم لليهود أن يتولوا هم حل هذه المسألة، فمن المعروف أن النازية والفاشية كانتا تضطهدان اليهود أثناء سلطانهما وقوتهما. ولكن النازية والفاشية لم يعد لهما الآن بقاء فى أوربا. والسيطرة الآن هناك للديمقراطية فلماذا اذن لا يعود اللاجئون اليهود الى أوطانهم الأولى ويحيون فى أمن فى ظل النظام الديمقراطى؟ لماذا يفضلون الذهاب الى فلسطين فيخلقون هذا الاضطراب الجهنمي؟.

<3>