إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



بعد معاهدة سنة 1936
3 - قطع المفاوضات - تابع (3) خطاب رئيس مجلس وزراء مصر أمام مجلس الأمن في 11 أغسطس 1947

"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 553 - 573"

        بريطانيا تقف في سبيل تقدمنا:

        ونحن من جانبنا لا نود أن نسترسل في الذكريات المريرة ومع ذلك فإن مثل هذا التشويه للحقائق يدعونا إلى الرد عليها وأني لأشعر أن واجب الإنصاف لبلادي وواجب الاحترام لمجلس الأمن يقتضي أن أصحح هذه الوقائع، إننا نقرر أن بريطانيا كانت حجر عثرة في سبيل استقلالنا وتقدمنا الوطني في المائة العام الأخيرة، ومع ذلك يريد ممثل بريطانيا المحترم أن نشكر صنيع المملكة المتحدة التي حررت مصر من السيادة العثمانية، على أن تبيعيتنا الإسمية للدولة العثمانية كانت ضآلة الشأن بحيث إن الجيوش المصرية بلغت مشارف القسطنطينية مرة عام 1833 وأخرى عام 1839 بعد أن أنزلت بجيوش السلطان هزائم منكرة، وكانت مصر وقتئذ في مركز يتيح لها الخلاص من السيادة العثمانية دون الاستعانة بالمملكة المتحدة ولم يحل بينها وبين الإسراع في تحقيق هذا الغرض إلا تدخل الدول بدافع من المملكة المتحدة، وإذا كانت المملكة المتحدة قد ساهمت بعد ذلك في فصم العلاقات الواهية التي كانت تربطنا بالدولة العثمانية فإنما استعاضت عن ذلك بتكبيلنا بأغلال من سيطرتها أفدح وأثقل.

        النهضة المصرية نهضة طبيعية:

        ويتجاهل ممثل المملكة المتحدة النهضة التي بزغت في مصر عام 1882 حين يفاخر بتقدم بلادنا في ظل الحكم البريطاني. وإني لأقرر في هذا المقام بأنه لو لم يحتل البريطانيون مصر لاستمر تقدمها الحديث في طريقه لا يعوقه عائق لقد واجهتنا أزمات سياسية واجتماعية ومالية نجمت عن استفحال العلل التي قد تصيب أية أمة. وكنا خليقين، شأن سائر الأمم، أن نتغلب على هذه الأزمات دون إرشاد بريطانيا وتوجيهها. وكان من الممكن أن ننهض بذلك على وجه أفضل مما كان، وبنفقة ولا شك أقل مما حملنا.

         الاستعمار يمنح السيادة !:

        ولقد أعلن ممثل بريطانيا في أسلوب استعماري بحت أن المملكة المتحدة قد منحت مصر سيادتها. وكيف تمنح بريطانيا مصر أية سيادة في حين أن مركزها في بلادنا كان على جانب من الحرج عظيم. ذلك أنها كانت تتذرع بتعلات مختلفة في تبرير استمرار احتلالها لمصر.

        تاريخ العلاقات البريطانية المصرية:

        يحتج السير ألكسندر كادوجان بأن احتلال بريطانيا لمصر عام 1882 كان له ما برره. ثم يسوق مبررات جديدة بعد أن وقعت الواقعة وتم احتلال البلاد. ويقول لمجلس الأمن إن الجيوش البريطانية إنما احتلت مصر بعد أن قامت فيها مذابح قتل فيها مسيحيون وأوروبيون.

<2>