إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



بعد معاهدة سنة 1936
3 - قطع المفاوضات - (3) خطاب رئيس وفد مصر أمام مجلس الأمن في 26 أغسطس 1947

"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 578 - 579"

خطاب رئيس وفد مصر أمام مجلس الأمن
في 26 أغسطس سنة 1947


سيدي الرئيس

        أدليت في الأسبوع الماضي إلى مجلس الأمن بملاحظاتي على مشروع القرار الذي قدمه ممثل البرازيل المحترم، وعلى التعديلات التي أدخلها ممثلا البلجيك والصين المحترمين، ومنذ ذلك الحين قدم ممثل أستراليا المحترم تعديلا جديدا أستميحكم لحظة من وقتكم للتعليق عليه:

        التعديل الأسترالي:

        إن التعديل الأسترالي يشوه معالم المشروع البرازيلي الذي سبق أن أبديت اعتراضي عليه لأن مقتضى هذا التعديل استشارة السودانيين أنفسهم في المفاوضات المباشرة المقترح استئنافها والتي تتناول مستقبل السودان.

         وأعتقد أنني قد أوضحت لمجلس الأمن موقف الحكومة المصرية من هذا الأمر، فإنها تؤيد كل التأييد التشاور بين السودانيين والمصريين، وقد قلت في 11 أغسطس إننا نرى أن العلاقات بين السكان الذين يقطنون شطري وادي النيل مسألة داخلية بل أهلية. فما كان لنا أن نساوم مع الدخيل في هذا المضمار. ولو كان من شأن تلك المساومة الظفر ببعض أمانينا الوطنية. فلن نهدر علي السودانيين مستقبلهم، ولن ندع المسألة رهنا بأهواء السياسة الاستعمارية، بل إن الأمر سيعالجه المصريون والسودانيون على أن يتحدث هؤلاء عن أنفسهم، لا أن يتحدث عنهم لسان حكومة أجنبية في لندن النائية. وعندي أنه لدى المصريين والسودانيين على السواء من الأسباب ما يسوغ التقدير بأن هذه المسألة ستحل على وجه يكفل رضاءهم المتبادل.

        تقرير مستقبل السودان:

         وأعتقد أنني قد أوضحت بجلاء في هذا البيان رغبتنا في تقرير مستقبل السودان بالتشاور مع السودانيين أحرارا في إرادتهم لا مع البريطانيين ولا مع السودانيين مقيدين بالاحتلال البريطاني.

         ليس لحكومة المملكة المتحدة دخل في الموضوع. ولن نبحثه معها. وإني لعلى يقين من أنه متى أصبح السودانيون أحرارا في الإعراب عن آرائهم فإنهم والمصريين خليقون بالوصول إلى حل يرتضيه الطرفان ويكون متفقا مع مبادئ الميثاق الديموقراطية.

<1>