إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



بعد معاهدة سنة 1936
3 - قطع المفاوضات - (3) خطاب رئيس وفد مصر أمام مجلس الأمن في 28 أغسطس 1947

"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 579 - 584"

خطاب رئيس وفد مصر أمام مجلس الأمن
في يوم 28 أغسطس سنة 1947


        سيدي الرئيس:

        أصر ممثل المملكة المتحدة المحترم على محاولة جعل معاهدة سنة 1936 في مقدمة الاعتبارات التي تقوم عليها هـذه القضية متجاهلا طبيعة مجلس الأمن ومتغاضيا عن رسالته العظمى لصيانة السلم

        بريطانيا تحاول إخفاء الأسباب الأساسية للنزاع:

        وقد حاول أن يخفي الأسباب الأساسية لهذا النزاع في ضباب الحجج القانونية، بل إنه ذهب إلى أبعد من ذلك. فطلب إليكم التنازل عن تبعتكم الأولى بالانحياز إلى وجهة النظر القانونية التي يستطيع رجل الشارع. كما يستطيع الخبير السياسي أن يرى أنها لا توفر حلا للمسائل التي عرضتها مصر عليكم.

        البريطانيون سوف يخرجون من مصر:

        وإني على يقين أن ليس ثمة شك يخامركم فيما يضمره المستقبل لمصر. فأنتم تعلمون كما أعلم، أن البريطانيين سوف يخرجون من بلادي. وتعلمون أنهم لا بد مدركون يوما أن صالحهم يملي عليهم هذا الإجراء. وأنهم سيرون في النهاية أن خمسة وستين عاما من الفشل لا يمكن أن تطول إلى غير نهاية. وأن ليس ثمة ما يفيدونه من التعلق بأهداب الآمال، حيال شعور السخط العميق الذي أثاروه في صدور أهل وادي النيل. ولكن الامتيازات التي استمتعوا بها طويلا تزيدهم إغراء. ومن العسير التسليم بالهزيمة الأدبية. ولا يتحرك الغزاة الاستعماريون طواعية واختيارا إلا بعد فوات الأوان. وإن صحائف التاريخ لتعج بالمآسي التي تحملها الجنس الإنساني من جراء ذلك. ولن تجد وثيقة قانونية توقف سير التاريخ ومجراه.

        معاهدة 1936 فقدت حيويتها:

        لقد فقدت معاهدة سنة 1936 في فترة الإحدى عشرة سنة الوجيزة قوتها وحيويتها. فقد أخرستها الحوادث، ولم يعد صداها إلا كصدى الأشباح، وظلت حتى اليوم على أنها أثر من آثار أيام القرصنة التي يجهد العالم في نسيانها. ولم يبق فيها اليوم إلا ما يهدد السلام.

<1>