إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



بعد معاهدة سنة 1936
3 - قطع المفاوضات - تابع (3) خطاب رئيس وفد مصر أمام مجلس الأمن في 28 أغسطس 1947

"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 579 - 584"

         ليست مصر هى التى تهدد السلم:

         إنى واثق أن مجلس الأمن قد أقتنع الآن بأن مصر ليست هـى التى تهدد السلم. وإنما هى بريطانيا نفسها، بل لعل بريطانيا تود أن تقول بأن غزوها لمصر ليس هو الذى يهدد السلم وإنما مقاومتنا نحن لهذا الغزو هى التى تهدده. لقد سمعنا مثل هذا الدفع أثناء الحرب حين نسب النازيون تبعة تدمير وارسو وروتردام إلى ذينك البلدين. لأنهما قاوما الغزو النازى. وهذا الدفع هو مجرد رواية أخرى لخرافة أيسوب القديمة عن الذئب والحمل.

         النزاع يتطلب الفصل فورا:

         ويشير الميثاق إلى أوجه النزاع التى من شأنها استمرار تهديد السلم والأمن الدوليين. وهذه المنازعات تتطلب الفصل فيها، لا إقامة الدليل على وقوع صدام فى الماضى أو مجرد الحدس والتخمين بما قد يقع فى المستقبل. إنها تتطلب تقديرا دقيقا سليما للظروف التى تكتنف النزاع القائم وهو ما لم يحاول مجلس الأمن القيام به حتى الآن، على أن مثل هذا التقدير للظروف ومثل هذا الفصل فى الموضوع يدخل فى نطاق تصرفكم فسواء أوصيتم أو دعوتم الطرفين إلى أية تسوية فإن قبولكم الاختصاص بذلك يعنى أن ثمة نزاع من النوع الذى تشير إليه المادة 33 من الميثاق.

         أمل مصر:

         وإنى أود بوصفى ممثل دولة عضو فى هيئة الأمم المتحدة وكانت عضوا فى مجلس الأمن عاما من الزمان أن أعرب عن أملى فى أن لا يضع مجلس الأمن نفسه فى موقف الحرج بأن يقرر أن هذا النزاع من شأن استمراره تهديد السلم. ثم لا يتخذ خطوة إيجابية إنشائية للأخذ بناصر مصر التى تقف أمامكم فريسة لغزو دولة استعمارية عاتية.

         لقد هال سير ألكسندر كادوجان تأييد ممثل سوريا المطلق لقضيتنا حتى لقد أشار إليه بأنه مضعف لهيبة مجلس الأمن، كأنما يرى أن هيبة المجلس تتوقف على تأييده للامتيازات المغتصبة وعلى موافقته على العدوان والغزو البريطانى.

         وإنى بوصفى ممثل دولة صغيرة أود أن أعزز هيبة مجلس الأمن. أود أن أعززها بأن أحفزكم على الأخذ بعكس ذلك وبأن أطلب إليكم أن تؤيدوا مطلب أمة صغيرة تريد من أمة قوية أن تحترم مبدأ مساواتها لها فى السيادة.

         وبأن أطلب إليكم أن تخلصوا مصر من آثار وجود القوات البريطانية فى أراضينا وأن تهيئوا لنا مكاننا الحق بمقتضى الميثاق.

<4>