بعد معاهدة سنة 1936
3 - قطع المفاوضات - (3) خطاب رئيس وفد مصر أمام مجلس الأمن في 10 سبتمبر 1947
"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 584 - 586"

خطاب رئيس مجلس الوزراء ورئيس وفد مصر لدى مجلس الأمن
في 10 سبتمبر سنة 1947 الساعة الثالثة مساء

(1)

        طلب رئيس المجلس مسيو جروميكو إلى حضرة صاحب الدولة رئيس وزراء مصر، إذا كان يريد أن يدلي برأيه في الاقتراح المقدم من ممثل الصين، فقال دولته:

        "لا يشك أحد في إخلاص ممثل الصين المحترم في أنه بذل غاية جهده للوصول إلى حل لهذه المسألة. ولقد أعرب من أول الأمر عن عطف صادق على مطالب مصر. على أنني أود أن أوضح بجلاء أنه مادامت القوات البريطانية المسلحة تظل مرابطة في الأراضي المصرية، فإني لا أرى أي أمل في أية مفاوضات مثمرة مع حكومة المملكة المتحدة. فإن مرابطة القوات الأجنبية المسلحة في أراضينا تضع مصر في مركز غير متكافئ في مناقشة أية نقطة من هذا النزاع. إذ أننا نكون بذلك تحت ضغط دائم ويستمر التهديد قائما أبدا.

        ولقد طلبت من المملكة المتحدة المرة بعد المرة أن تسحب جنودها، ولكنها لم تلب تلك الطلبات وهاكم السير ألكسندر كادوجان يبلغكم أن المملكة المتحدة لن تلبي تلك الطلبات، فلماذا؟ لا يسعني إلا أن أستنتج أن غرضهم من مرابطة قواتهم في أراضينا أن يضغطوا علينا في الوقت الحاضر وفى المستقبل. ونحن لم نتوجه إلى مجلس الأمن بطلب مساواتنا في السيادة، وتحريرنا من الضغط الذي نعيش فيه. إلا بعد أن فشلت مساعينا في تصحيح مركزنا عن طريق المفاوضات.

        إن البريطانيين لن يجلوا قواتهم بمحض رضاهم، ولن تنجح أية مفاوضات إلا إذا تحررنا، من هذا الضغط.

<1>