إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) خطاب تيودور هرتزل فى المؤتمر الصهيونى الأول فى بال
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلي عام 1949، وزارة الارشاد القومي، ج 1، ص 97 - 100"

المفاوضات أهمية مسبقة. والدخول فى مباحثات مطولة اليوم بخصوص الشكل الشرعى الذى ستتخذه الاتفاقية فى النهاية سوف يكون بداية عقيمة. ولكن هناك شىء واحد ينبغى الالتزام به دون تزحزح واعنى به: ان الاتفاق ينبغى أن يقوم على الحقوق وليس على التسامح. حقا أن عندنا الخبرة الكافية للتسامح التى يمكن أن نسحب منها فى أي وقت.

         ومن ثم فان المنهج المعقول الوحيد للعمل الذى يمكن لحركتنا أن تسلكه هو العمل للحصول عن ضمانات شرعية عامة. ان نتائج الاستعمار بالصورة التى تم بها حتى الآن لمرضية تماما فى حدود امكانياتها. فقد أكدت صلاحية اليهود للعمل الزراعى، تلك الصلاحية التى كثيرا ما كانت موضع شك. لقد أقامت هذا البرهان لكل الأوقات لكن الاستعمار فى شكله الحالى ليس هو الحل ولا يمكن أن يكون الحل للمشكلة اليهودية. وينبغى أن نعترف دون تحفظ انها فشلت فى اثارة كثير من العطف. لماذا؟ ذلك لأن اليهود يعرفون كيف يحسبون، فى الحقيقة فقد اثبتوا انهم يعرفون كيف يحسبون جيدا. وهكذا فاننا اذا افترضنا ان هناك تسعة ملايين يهودى فى العالم وان فى الامكان استعمار عشرة ملايين* يهودى لفلسطين كل عام، فان المشكلة اليهودية سوف تتطلب تسعمائة عام لحلهما. وسوف يبدو هذا غير عملى ومن جهة أخرى فانكم تعلمون أن الاعتماد على عشرة آلاف مستوطن فى العام فى ظل الظروف القائمة لأمر خرافى. ولا شك أن الحكومة التركية سوف تعيد القيود القديمة فى الحال، واننا بالنسبة لهذه النقط فاعتراضنا ضئيل. فاذا كان أحد يعتقد أن فى استطاعة اليهود التسلل الى أرض آباءهم فانه اما يخدع نفسه أو يخدع الآخرين. وليس هناك مكان يتكشف فيه مقدم اليهود بسرعة كما هو الحال بالنسبة للوطن التاريخى لهذا الجنس (الجنس اليهودى). ولن يكون من مصلحتنا الذهاب هناك قبل الأوان. ان هجرة اليهود ستبدأ انعاشا للأرض الفقيرة، بل وفى الحقيقة فهى انعاش للامبراطورية العثمانية بأكملها، والى جانب ذلك فان صاحب العظمة السلطان له خبرات رائعة مع رعاياه من اليهود، وكان هو بدوره عاهلا رفيقا بهم. وهكذا فان الأحوال القائمة تشير الى نتائج ناجحة شريطة أن يعالج الموضوع كله بذكاء وسلاسة. ان المساعدات المالية التى يمكن لليهود أن يقدموها لتركيا ليست بالشىء اليسير وسوف تعمل على القضاء على كثير من الأمراض الداخلية التى تعانى منها البلد الآن. فاذا ما حلت مشكلة الشرق الأدنى بصورة جزئية الى جانب حل المشكلة اليهودية فانها ستعود بالفائدة المؤكدة لجميع الشعوب المتحضرة. ان مقدم اليهود سوف ينجم عنه تحسن فى موقف المسيحيين فى الشرق.

         ولكن ليس من أجل هذا المظهر وحده سوف تعتمد الصهيونية على عطف الامم. انكم تعلمون ان المشكلة اليهودية قد أصبحت تعنى فى بعض الأقاليم مصيبة وكارثة للحكومة. فاذا ما هى أخذت جانب اليهود فانها ستواجه بسخط الجماهير، واذا ما هي وقفت ضد اليهود فانها ستنزل على رأسها عواقب اقتصادية كبيرة ذلك نظرا لنفوذ اليهود الفريد على الأعمال فى العالم. اننا قد نجد أمثلة على هذا الأخير فى روسيا. لكن اذا ما وقفت الحكومة موقفا محايدا، فان اليهود سيجدون أنفسهم قد تعروا عن حماية النظام القائم ومندفعين الى أحضان الثوريين. وتشير الصهيونية الى الطريق للخروج من هذه المصاعب العديدة الفريدة .. ان الصهيونية ببساطة هى


* هكذا وردت في النص.

<3>