إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) خطاب جون فوستر دالاس وزير خارجية أمريكا في مجلس الشئون الخارجية
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 إلى 1969، وزارة الإرشاد القومي، ج 2، ص 1165 - 1169"

للبلدان التي يهمها القيام بجهد في سبيل إزالة الخلافات البسيطة التي مازالت قائمة.

        ولقد تمت فعلا - كما ترون - البداية بأن أزحنا العقبات التي تقف في طريق أماني شعوب منطقة الشرق الأوسط .. وأملي - وهو الأمل الذي سأتحدث عنه الآن - أن يكون الوقت قد حان لأن نجد النفع في التفكير في منحي المزيد من الخطوات نحو الاستقرار والهدوء والتقدم في الشرق الأوسط.

        ما هي المشكلات الرئيسية الباقية؟ إنها تلك التي لم تحلها اتفاقات الهدنة التي عقدت في عام 1949 وأنهت القتال بين الإسرائيليين والعرب وقبل أن أتعرض لهذه المشاكل على وجه التحديد، أود أن أثني ثناء عاطرا على ما قامت به الأمم المتحدة في سبيل المحافظة على الهدوء وخدمة الإنسانية في تلك المنطقة. وعلى الرغم من هذه الجهود التي لا غنى عنها لاتزال هناك ثلاث مشكلات تحتاج بشكل بارز إلى حل.

        فالمشكلة الأولى هي مأساة التسعمائة ألف لاجئ الذين كانوا يعيشون من قبل في الإقليم الذي تحتله الآن إسرائيل.

        والمشكلة الثانية هي ذلك الدثار من الخوف الذي يخيم فوق الشعبين العربي والإسرائيلي على السواء.. فالدول العربية تخشى أن تسعى إسرائيل بوسائل العنف إلى التوسع على حسابها. ويخشى الإسرائيليون أن يحشد العرب بالتدريج قوات متفوقة يستخدمونها لإلقائهم في البحر. كما أن الإسرائيليون يعانون الآن من التدابير الاقتصادية التي اتخذت ضدهم.

        والمشكلة الثالثة هي عدم وجود حدود ثابتة دائمة بين إسرائيل وجاراتها من الدول العربية وهناك مشاكل أخرى هامة، ولكنه إذا أمكن معالجة هذه المشاكل الرئيسية الثلاث أصبح الطريق ممهدا لحل المشاكل الأخرى.

        ويبدو أن هذه المشاكل الثلاث قابلة للحل ولا ريب في أن الحاجة تدعو إلى ذلك.

        إن المصادمات التي تقع على الحدود تودي بالأرواح أسبوعيا تقريبا وتضرم جذوة روح من البغضاء هي الآن خطيرة بالفعل.

        ولقد كانت الآلام التي يعانيها اللاجئون العرب تفوق حد الاحتمال والمخاوف التي تعتمل في كلا الجانبين تعرقل إلى حد كبير التقدم الاقتصادي والاجتماعي، كما أن الزعماء المسئولين يجدون من العسير عليهم أن يوجهوا كل اهتمامهم ونشاطهم إلى المهمة الإيجابية.. مهمة خلق ظروف نمو سليم.

        والموقف على خطورته الراهنة قد يتطور إلى أسوأ إذا لم يطرأ عليه التحسن، فإن الشر يقود إلى شر آخر، والسبب والنتيجة أمران من العسير التمييز بينهما، فإذا ساء الجو أمكن أن يحجب الحكم السليم فيظهر في مظهر الحسن ما ينطوي على الخطر.

        والواقع أن كلا الفريقين يقاسي كثيرا من الموقف الحالي، كما أن كليهما يتلهف إلى ما يقدر أن يكون حلا عادلا، منصفا للمشكلة. على أنه لم يكن في استطاعة أي منهما الاهتداء إلى ذلك السبيل.

<2>