إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) خطاب جون فوستر دالاس وزير خارجية أمريكا في مجلس الشئون الخارجية
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 إلى 1969، وزارة الإرشاد القومي، ج 2، ص 1165 - 1169"

         قد يمكن هذا الموقف أصدقاء الطرفين من أن يسهموا في سبيل الصالح العام. وواقع الأمر أن هذا حق بوجه خاص لأن المنطقة في حد ذاتها قد لا تكون مالكة لكافة العناصر التي تحتاج إليها تهيئة ظرف كامل مبكر للأمن والرخاء.

         ولقد والت الولايات المتحدة - كصديقة لكل من العرب والإسرائيليين - الموقف تفكيرا عميقا متسما بالقلق. ولقد وصلت إلى بعض الاستنتاجات التي قد تساعد - إذا ما خرجت إلى حيز التنفيذ - الرجال ذوي النوايا الحميدة داخل المنطقة على القيام بجهد إنشائي جديد. وأنا أطرق هذا الأمر بتخويل من الرئيس أيزنهـاور.

1 -

إن وضع نهاية لمأساة اللاجئين الذين يبلغون تسعمائة ألف يتطلب تمكين هؤلاء القوم الذين لا حامي لهم من استئناف حياة كريمة محترمة، وذلك عن طريق إعادة إسكانهم، وإعادتهم إلى أوطانهم في الحدود الممكنة عمليا ولتحقيق هذه الغاية، هناك حاجة إلى تهيئة المزيد من الأرض القابلة للزراعة حيث يستطيع اللاجئون أن يجدوا المسكن الدائم وأن يكسبوا رزقهم عن طريق عملهم الخاص.

          ومن حسن الطالع أن ثمة مشروعات عملية لاستثمار المياه تستطيع أن تجعل هذا الأمر ممكنا.

          وتعويض إسرائيل للاجئين أمر مستحق، على أنه من الممكن أن تكون إسرائيل غير قادرة - دون معونة الغير- على أن تقدم التعويضات الكافية وإذا كان الأمر كذلك فقد يعقد قرض دولي لتمكينها من دفع التعويضات المستحقة لمثل هذا الغرض والخليقة بأن تمكن الكثير من اللاجئين من إيجاد طريقة حياة أفضل لأنفسهم.

          وفي هذه الحالة سيوصي الرئيس أيزنهاور بمساهمة الولايات المتحدة مساهمة كبيرة في مثل هذا القرض كما أنه سيوصي بأن تسهم الولايات المتحدة في تحقيق مشروعات الري واستثمار المياه الخليقة بأن تسهل - عن طريق مباشر أو غير مباشر - إعادة توطين اللاجئين.

          وسوف تكون تلك المشروعات بالطبع أكثر من مجرد معونة لإعادة توطين اللاجئين. فمن شأنها أن تمكن شعوب هذه المنطقة من التمتع بحياة أفضل ثم إن حل مشكلة اللاجئين يساعد على القضاء على الحوادث المتكررة التي ابتليت ونكبت بها القرى الواقعة على جانبي الحدود.

2 -

أما المشكلة الأساسية الثانية التي أشرت إليها فهي مشكلة الفزع، فإن هذا الفزع من الضخامة بحيث لا تكاد دول المنطقة وحدها تستطيع أن تحل محل هذا الفزع شعورا بالاطمئنان.

         فلا يمكن أن يتحقق الأمن في هذه المنطقة - شأنها في ذلك شأن كثير من المناطق الأخرى - إلا باتخاذ تدابير جماعية لها من القوة ما يردع العدوان.

         لقد فوضني الرئيس أيزنهاور أن أقول إنه إذا أتيحت حلول للمشاكل الأخرى المتعلقة بالموضوع فإنه سيوصي عندئذ بأن تشترك الولايات المتحدة في ارتباطات تعاهدية رسمية لمنع أو ردع أية محاولة من أي من الجانبين لأن يعدل الحدود بين إسرائيل وجاراتها الدول العربية بالقوة، وآمل أن تكون

<3>