إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



الضغط الصهيوني على السياسة الخارجية الأمريكية كما كشف عنه عضو الشيوخ فولبرايت
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 إلى 1969، وزارة الإرشاد القومي، ج 2، ص 1227 - 1230"

         إن الحكومة الإسرائيلية كان في إمكانها اتخاذ الإجراءات اللازمة بواسطة الأمم المتحدة وبالوسائل الدبلوماسية الأخرى لكي تفرض وجهات نظرها على حكومة الجمهورية العربية المتحدة عندما تمنع السفن الإسرائيلية من المرور وبالرغم من أن الإجراءات الرسمية التي تتخذها حكومة الولايات المتحدة فإننا نجد جماعات خاصة تتخذ إجراءات وأساليب ضغط هادفة إلى التدخل في الإجراءات الرسمية التي تتخذها حكومتنا في حقل السياسة الخارجية.

         إن هذه الاتحادات البحرية لا تبحث عن فائدة اقتصادية تتعلق بتحسين أجور العمل إنما تبحث عن فرض عمل سياسي في حقل له علاقة بالمفاوضات الدولية الحساسة.

         دعنا نفترض أن الجهود آلتي قام بها سكرتير الأمم المتحدة همرشولد بمساعدة الدوائر الأمريكية، وبمساعدة الحكومات الأخرى قد عملت على التوصل إلى نتيجة طيبة إلا أن المشكلة كما أتخيلها ناتجة عن تدخل بعض الجماعات الخاصة مثل هذه الاتحادات التي هدفها إحباط السياسة الخارجية الأمريكية مما يعكر صفو الأمن في بلدنا والاستقرار في الشرق الأوسط وفي سياق ملاحظاتي هذه تنبهت إلى حقيقة هامة ألا وهي أن وزارة الخارجية الأمريكية قد أبلغت هذه الاتحادات أن تصرفها يثير قلق هذه الأمة بالنسبة إلى سياستها الخارجية.

         إن اعتراضي على مثل هذه الأنواع من الأعمال اعتراض من الناحية المبدئية. وقد أقترح مستر دوجلاس وغيره تعديل الفقرة الثانية من ميثاق الأمن المشترك عام 1954 بإضافة ما يأتي عليه.

         أولا: إن الولايات المتحدة تشجع حرية الملاحة في الممرات الدولية وترحب بالتعاون الاقتصادي بين الأمم .

         آخرا: إن أهداف هذا الميثاق سلبية ويتعرض السلام العالمي للخطر عندما تقوم بعض الشعوب التي تتلقى المساعدات بموجب هذا الميثاق بحرب اقتصادية ضد شعوب أخرى تتلقى هي أيضا المساعدات بموجب الميثاق نفسه وأقصد إجراءات المقاطعة وإقفال الممرات المائية وقطع المساعدات الزراعية.

         واستطرد مستر فولبرايت قائلا: إنني آمل أنه لا يوجد عضو واحد من مجلس الشيوخ يعتقد أن تفتح قناة السويس أمام السفن الإسرائيلية وإنهاء المقاطعة العربية الاقتصادية ضد إسرائيل والمقصود في ذلك هو مضايقة العرب والتأثير على معتقداتهم بأن أية مشكلة تنتج عن الخلاف الإسرائيلي العربي فإن الولايات المتحدة لأسباب إجراءات سياسية داخلية تقف بجانب الإسرائيليين. إن هذا الاعتقاد العربي يعتبر أكبر عبء يجب على الدبلوماسية الأمريكية أن تتحمله في الشرق الأوسط.

         وبالنسبة للفقرة التي تقول إن أغراض ميثاق الأمن المشترك سلبية مما يعرض سلام العالم للخطر عندما تقوم الشعوب التي تتلقى المساعدات بموجب هذا الميثاق فإنه من الخطأ وصفه بهذه الصورة: لماذا كان هذا محصورا في الشعوب التي تتلقى المساعدات؟ هل يمكن ترقية أغراض هذا الميثاق؟ وهل من الممكن رفع الخطر عن السلام العالمي إذا كانت الشعوب التي تقوم بالحرب الاقتصادية لا تتلقى المساعدات أو العكس هو الصحيح؟.

         وينص الملحق على أنه يجب تطبيق ميثاق الأمم المتحدة المشترك والقانون العام رقم 480 كوسيلة لإرغام ج. ع. م بفتح قناة السويس أمام السفن الإسرائيلية.

<2>