إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



الضغط الصهيوني على السياسة الخارجية الأمريكية كما كشف عنه عضو مجلس الشيوخ فولبرايت
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 إلى 1969، وزارة الإرشاد القومي، ج 2، ص 1227 - 1230"

        لنفرض أن المساعدات التي تتلقاها الجمهورية العربية المتحدة قد قطعت ولنفرض أن قناة السويس بقيت مقفلة في وجه السفن الإسرائيلية فهل يساعد ذلك على تدعيم أغراض ميثاق الأمن المشترك أو يساعد على دعم السلام العالمي؟ بالعكس إن هذا سيثير سخط العرب مما يدفعهم إلى طلب المساعدة الاقتصادية من الاتحاد السوفيتي.

منطق غريب:
         وأخيرا نأتي إلى نهاية منطوق هذه الفقرة حيث تنص على أنه يجب تطبيق هذه المبادئ بموجب تصميم الرئيس وعليه أن يقدم تقريرا عن الإجراءات التي تتخذها الحكومة.

        وتابع فولبرايت جداله قائلا: سيدي الرئيس لقد أقر مجلس الشيوخ في الليلة الماضية هذا التعديل بأغلبية ساحقة وهو في جوهره يقضي باستعمال الضغط السياسي من قبل الولايات المتحدة لإخماد هذا الخلاف العربي الإسرائيلي كما يخول هذا التعديل الرئيسي تطبيق ميثاق الأمن المشترك كوسيلة لإرغام ج. ع. م لفتح قناة السويس أمام السفن الإسرائيلية.

        والسبب الرئيسي في إقرار هذا التعديل ليس نابعا من مصلحة الولايات المتحدة بل هو ناتج عن الضغط الذي تمارسه بعض الجماعات داخل الولايات المتحدة التي تحاول أن تزج بالسياسة الداخلية الأمريكية في الخلاف العربي الإسرائيلي.

        إن هذا التعديل لا يساعد في الواقع على فتح قناة السويس أمام السفن الإسرائيلية بل العكس هو الصحيح فإنه يعمل على عرقلة الإنجازات المرجوة التي وجدت قبولا لدى الأوساط الرسمية في الأمم المتحدة ولدى حكومتنا أيضا.

        إن هذا التعديل وهذا الضغط الاقتصادي للامتناع عن تفريغ السفينة العربية في نيويورك يعتبر جزءا من كارثة تخالف مبادئ دستورنا.

        إن هذا الوضع الدولي الحساس الذي يسود الآن في هذا العالم يجعل 180 مليون أمريكي يجدون أن سياستهم الخارجية أصبحت توجه من قبل اتحاد بحري غير مسئول أو من قبل الضغط الذي تمارسه بعض الأقليات.

        إن الرئيس لا يستطيع أن يتحكم في سياستنا في الشرق الأوسط تحت هذه الظروف وتلك السياسة التي تقع تحت ضغط جماعة من الأقليات ولكن المشكلة التي أريد أن أتحدث عنها تفصيلا أوسع من ذلك إنها مشكلة تطور الجماعات المنتظمة في هذه الأمة التي تجلب للحياة السياسية الأمريكية عداء الشعوب المتنازعة وإثارتها ضدها. وهذا أحد الأمور التي تجنبها أجدادنا عندما أوجدوا هذه الأمة وكما رأينا نجاح إحدى الجماعات في إدخال التبعية إلى ميثاق الأمن المشترك نرى أيضا جماعات أخرى تحذو حذوها.

سيدي الرئيس
        لقد رحبت هذه الأمة بالملايين من المهاجرين الذين قدموا من الخارج وكنا نفخر بذلك وكان ذلك في القرن التاسع عشر ومعنى ذلك أنه استوطن هذه البلاد أمم ذات معتقدات مختلفة في اللون والجنس وأصبح هؤلاء المهاجرين مواطنين أمريكيين صالحين حتى أصبحت ديانتهم ومعتقداتهم شيئا ثانويا.

<3>