إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) خطاب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية (الشقيري) في اجتماع لجنة الممثلين الشخصيين للملوك والرؤساء العرب
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 إلى 1969، وزارة الارشاد القومي، ج 2، ص 1443- 1474"

كانت موجودة فى الأمم المتحدة حتى سنة 1947، هذا منطق اسرائيل، أما بعد ذلك فقد أصبح فى شرقى البحر المتوسط دولتان، اسرائيل فى الغرب وقد أخذت رقعة من فلسطين، والأردن فى الشرق، وقد ضمت اليها ما بقى من أرض فلسطين وشعب فلسطين.. وتذهب اسرائيل الى مدى أبعد فتقول ان الفلسطينيين ذابوا فى الأردن وأصبحوا مواطنين أردنيين منهم وزراء ونواب، ولذلك فقد ذاب الشعب الفلسطينى، وان الأرض الفلسطينية قسمت وانه لا توجد قضية اسمها قضية فلسطين، لأن القضية لابد لها من أرض وشعب، فالأرض نهبت بين الأردن واسرائيل، والشعب ذاب وأصبح الفلسطينيون مواطنين أردنيين، واذن لا يوجد فى العالم الدولى شيء اسمه فلسطين.

          ومن هنا تأتى الخطورة، التى أريد أن أحذر منها كل مسئول عربى فى أن يتكلم عن القضية الفلسطينية من غير أن يكون على حذر وانتباه من كل كلمة تصدر عنه لأن لها مدلولا كبيرا على الصعيد الفلسطينى والعربى والدولى. ويحزننى أن يصدر هذا الكلام من الملك حسين بعد ثلاثة مؤتمرات للقمة وبعد قيام القيادة العربية الموحدة وقيام منظمة التحرير الفلسطينية، والتزام الملوك والرؤساء أن يعملوا على تحرير فلسطين. فهل الكلام عن المعسكرات والمخيمات ليس خطوة الى الأمام فى سبيل تحرير فلسطين؟ انه خطوة الى الوراء حتما.

          أنتقل بعد هذا سيدى الرئيس وحضرات الاخوان الى ملاحظة لأعزز هذه النقطة.. طبعا نحن شعب فلسطين شعب واحد، أعلنا ونادينا بالوحدة قبل أن يخرج هذا النداء من جهات عربية متعددة، أعلنا ذلك في سنة 1919 فى مظاهرات الشعب الفلسطينى، وكانت تدعو الى الوحدة، وهناك صورة تاريخية موجودة فى معرض دمشق أرجو كل من يزور هذا المعرض الاطلاع على هذه الصورة التاريخية لمظاهرة كبرى فى القدس لشعب فلسطين، شعارها "فلسطين جزء من سوريا الجنوبية، وفلسطين مستقلة ضمن اطار الوحدة العربية.."

          وأنا عندما أتحدث عن الفلسطينيين والأردنيين لا أهدف من وراء هذا الى تفريق بين المواطنين، فأنا أعتبر أن الشعب فى الأردن كله شعب المنظمة، الأردن كله وطن المنظمة، ونحن فى المنظمة اذا كنا نتحمل مسئوليات، نتحملها لأننا نعتبر أن الأردن وطننا وفى الأردن شعبنا وليست هناك أية نية للتفريق ولكن القضية تفرض عدم اذابة الشعب وتوطينه وما ينتج عن ذلك بالنسبة لتصفية القضية الفلسطينية.

          وأود أن ألفت أنظاركم الى انه أفزعنى جدا أن يصدر من الحكومة الأردنية فى بلاغ رسمى يصف به الفلسطينيين بالأردنيين من أصل فلسطينى.. وهذا تماما هو منطق اسرائيل.. فاسرائيل لا تريد من العرب أكثر من هذا الكلام، أى أن يفقد الفلسطينيون فى الأردن صفتهم الفلسطينية وهم يمثلون المليون وربع مليون فلسطينى.

          اننى أعتبر أن الأردنى فلسطينى، وان الفلسطينى أردنى، فهؤلاء اخواننا وكلنا فى طريق الكفاح، والجيش الأردنى جيش باسل نحييه ونمجده وان الشعب الأردنى فى الضفتين الغربية والشرقية هو شعب المنظمة، ولكن أن تشير الحكومة الأردنية فى بلاغ رسمى الى الفلسطينيين فتقول الأردنيين من أصل فلسطينى، فهذا القول يقال تماما للفلسطينيين الذين هاجروا الى أمريكا اللاتينية، ويقال لأحدهم مثلا مكسيكى

<11>