إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) خطاب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية (الشقيري) في اجتماع لجنة الممثلين الشخصيين للملوك والرؤساء العرب
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 إلى 1969، وزارة الارشاد القومي، ج 2، ص 1443- 1474"

من أصل فلسطينى، أو فنزويلى من أصل فلسطينى الى آخره.. فاسرائيل وأمريكا لا تريدان أكثر من هذا الكلام، أى أن هؤلاء الفلسطينيين انتهوا ولم يعودوا فلسطينيين، وأصبحوا أردنيين ينتمون الى دولة هى عضو فى الأمم المتحدة.

          وهذا ينقلنى الى جانب خطير آخر بالنسبة الى الشخصية الفلسطينية وأنا لا أريد أن أتكلم عن الماضى بالنسبة للأردن، فنحن أصلا منذ ان قامت منظمة التحرير الفلسطينية كنا نريد أن نسدل ستارا على الماضى، وماذا جرى من ضم الضفة الغربية الى الضفة الشرقية، وما هى أحداث سنة 1948. كل هذه أمور أسدلنا الستار عليها، وهى ماض أليم ينز بالعفن، واذا كان خطاب الملك حسين عن العفن صحيحا فهو من هذه الناحية، فهذه هى القروح التى تنزعفنا بالنسبة لتاريخ القضية الفلسطينية.

          لقد أردنا منذ قيام المنظمة أن نسدل الستار على الماضى، ولكن الشخصية الفلسطينية يجب أن نحافظ عليها دائما وأن نصونها، وقيام منظمة التحرير الفلسطينية أصلا كان على هذا الأساس، والا فلماذا وافق الملوك والرؤساء على قيام منظمة التحرير الفلسطينية؟

          هل لكى تنقل الطائرات رئيس المنظمة من عاصمة الى عاصمة، ولكى يذهب الى الأمم المتحدة ويخطب فيها؟ كلا.. لقد أدرك الملوك والرؤساء ان قضية فلسطين تضعف، وان الشخصية الفلسطينية قد أخذت تنكمش على الصعيد الفلسطينى، وعلى الصعيد العربى، وعلى الصعيد الدولى.. فعلى الصعيد الدولى كنا دائما فى الوفود العربية، وكنت أنا شخصيا في الوفد السورى وفى الوفد السعودى، وكان التساؤل يوجه دائما للوفود العربية عن شعب فلسطين، أين شعب فلسطين؟ لم يكن الشعب الفلسطينى موجودا على الصعيد الدولى.. وعلى الصعيد العربى كان الشعب الفلسطينى غائبا عن كل الاجتماعات التى تعقد.. وعلى الصعيد الفلسطينى الفلسطينيون مشردون لا قيادة ولا تنظيم ينظمهم.

          واذن لم يرد الملوك والرؤساء اللعب أو العبث عندما أقاموا منظمة التحرير الفلسطينية، والذين أرادوا تحميلها عبء المسئولية الفلسطينية أرادوا ذلك فى جد وجد عميق.

          ما معنى منظمة التحرير الفلسطينية؟ المعنى الكبير هو تثبيت الشخصية الفلسطينية.. اذن فكل اذابة للشخصية الفلسطينية تجرح قضية التحرير الفلسطينية.. والا فلماذا تحررون فلسطين؟

          ان الشعب الفلسطينى لا بد أن يكون شعبا منظما وأن تكون شخصيته قائمة، ولقد أدخل الملك حسين فى هذه الفقرة التى سأقرأها اليكم مفهوما جديدا على قضية فلسطين بالنسبة للشخصية الفلسطينية، فهو يقول بعد أن تحدث عن فلسطين سنة 1948 ما يأتى:

          "ولكن القضية قد زالت عنها صفتها الفلسطينية المطلقة منذ اللحظة التى دخلت فيها الجيوش العربية أرض فلسطين".

          وانى أتساءل: من قال ان تحرير فلسطين هو مسئولية الشعب الفلسطينى وحده؟ أبدا.. لقد قال مؤتمر القمة وميثاق المنظمة ان تبعة تحرير فلسطين تقع على

<12>