إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) خطاب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية (الشقيري) في اجتماع لجنة الممثلين الشخصيين للملوك والرؤساء العرب
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 إلى 1969، وزارة الارشاد القومي، ج 2، ص 1443- 1474"

أو لمحاربة الصين الشعبية، وان الصهيونية أقل خطرا من الشيوعية؟ بالعكس فان كل قرارات الملوك والرؤساء متجهة الى أن الخطر الاكبر الذى يهدد الأمة العربية وسلامتها هو خطر الاستعمار والصهيونية المتمثل في اسرائيل.. فمن أين هذه النافذة الجديدة التى تطل علينا منها هذه المفاهيم الجديدة بالنسبة لقضية فلسطين؟ أنه يتعين علينا اذا كان هذا المنطق من الملك حسين صحيحا ان نقلب فى مؤتمر القمة بالجزائر خططنا وان تصدر للقيادة العربية تعليمات بأن تهيئ جيشا لمحاربة الاتحاد السوفييتى، والشيوعية واللينينية والماركسية.

          لقد ورد كلام كثير فى خطاب الملك حسين يدعو الى الهجوم على الشيوعية.. ونحن لسنا شيوعيين ولا نريد أن نكون شيوعيين، ولكن ماذا عدا مما بدا؟

          ان قرارات الملوك والرؤساء واضحة كل الوضوح.. ونحن أمامنا خطر مباشر فعلا الآن هو اسرائيل ومن ورائها الاستعمار. فاذا كانت الشيوعية خطرا، فهى ليست خطرا داهما، واذا كانت الشيوعية خطرا فليس ماثلا أمامنا الآن. وميدان القتال هو فى فلسطين وليس فى الاتحاد السوفييتى لأن الاتحاد السوفييتى بعيد عنا، والسبيل اليه فوق طاقتنا.

          ثم مالنا نحن وهذه المعركة بين الاتحاد السوفييتى والصين والولايات المتحدة حتى نتصدى لهؤلاء الناس لنعلن عليهم الحرب المقدسة؟ هذا صراع كبير وكتلتان كبيرتان، فأين مكاننا فيه؟

          نحن لسنا طرفا فى هذه المعركة..

          ولماذا نعد جيوشا؟ ولماذا يعد الجيش الأردنى؟ هل نعدها لمعركة مع حلف وارسو، أو مع حلف الاطلنطى؟ أبدا.. بل نعدها لمعركة فلسطين.

          ان كل ضابط وجندى من الجيش الأردنى البطل يفيق كل صباح ويفتح عينيه على ميدان المعركة فى فلسطين، ولا يريد معركة على حدود الاتحاد السوفييتى.

          هناك فقرة أخرى وردت فى خطاب جلالة الملك حسين تقول:

          "وكنا نحن فى هذا البلد. قلب الوطن الكبير النابض ودرع الأمة المتين الواقى، فى مواجهة الخطر على الخط الطويل.. نشكل عقبة فى وجه أصحاب هذه المدرسة ومن يدور فى فلكهم، وسنظل نشكل عقبة لا فى وجوههم فحسب وانما فى وجوه الكثيرين من المتاجرين بالقضية والمهجرين الذين تحركهم الأيدى الخفية والمخربين الذين كفروا بعروبتهم يوم اعتنقوا كل مبدأ هدام وفكر دخيل، ووحدوا صفوفهم اليوم فى العمالة للشيوعية الدولية ليطلوا اليوم جميعا بوجوههم الكالحة وحقدهم الأسود ونواياهم الخبيثة من خلف اقنعة البطولة والحرص على القضية التى ارتدوها فى غفلة من الزمان، فأوصلتهم حتى الى منظمة التحرير ليهيمنوا عليها، حتى انكروا على أبناء هذا البلد- وهم الاكثرية الفلسطينية المطلقة- حقهم وهم الذين صمدوا على أرضهم في وجه الخطر وتصدوا يواجهون التحدى أسرة واحدة، وانكروا عليهم حقهم- حق الاكثرية- فى منظمتهم منظمة التحرير، وحاولوا أن ينصبوا من أنفسهم أوصياء علينا وعلى فلسطين وشعب فلسطين".

          ولو أردت ان أجيب على هذا الكلام، لكان جوابى قاسيا جدا وجارحا جدا،

<15>