إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) خطاب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية (الشقيري) في اجتماع لجنة الممثلين الشخصيين للملوك والرؤساء العرب
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 إلى 1969، وزارة الارشاد القومي، ج 2، ص 1443- 1474"

وربما نابيا جدا ولكنى لن أفعل.. وكل الذى اقوله أن هذا الكلام ليس فيه ذرة من صدق ولا ذرة من الحق.

          فهل أصبح القائمون على منظمة التحرير الفلسطينية مهرجين ودجالين ومخربين وفي عمالة للشيوعية؟ لا، أننا نربأ بمنظمة التحرير الفلسطينية أن تلصق بها هذه التهم الباطلة،- فمنظمة التحرير الفلسطينية منظمة عربية متمسكة بعروبتها وفلسطينيتها وبدينها، وليست تابعة.. وليست عميلة شيوعية، وما عندها مخربون أو مهرجون، ولو سلك الشعب الفلسطينى سياسة التهريج لترك القضية الفلسطينية من زمن بعيد.

          ولكن النكبة التى حلت بالأمة العربية وبشعب فلسطين فى سنة 1948 كان سببها التهريج وكان سببها التدجيل من بعض الذين دخلوا معركة التحرير ولم يكن فى قلوبهم ذرة من التحرير، أولئك هم المهرجون الدجالون الذين كانوا سببا فى النكبة والأمة العربية تعرفهم.

          أما منظمة التحرير الفلسطينية، فليس فيها دجال أو مهرج أو عميل شيوعى.. وأنا لا أريد أن أتحدث عن نفسى، بل أقول أنه على مدى خمس عشرة سنة فى الامم المتحدة، يعرف اخوانى فى الجزائر والمغرب وتونس اذا كان رئيس المنظمة، عميلا شيوعيا أو مهرجا أو دجالا.. أم أنه كان يدافع عن القضايا العربية، كقضايا عربية اصيلة، بكل جوارحه وطاقاته.

          ومرة ثانية نمضى فى خطاب الملك حسين لنجد أنه وصل ليس فقط الى الاتهام بالباطل، بل أتخذ قرارا خطيرا جدا، وأعنى به وقف التعامل مع منظمة التحرير الفلسطينية، اذ ورد فى خطابه وأنا اقرأ عليكم هذه الفقرة منه، فهو يقول بعد ان يستعرض أمور المنظمة وأنها معول هدم ما يأتى:

          "وانه ليحز فى نفسى ويؤلمنى أشد الألم أن أصرح بأن كل أمل حرصت على ابقائه ولو كان بصيصا خافتا قد خاب وزال حول امكان التعامل مع هذه المنظمة بمضمونها الحالى جملة وتفصيلا".

          أن الملك حسين فى خطابه فى عجلون أعلن عدم التعامل مع منظمة التحرير الفلسطينية، كما لو كانت المنظمة هى اسرائيل، فلا يقيم علاقات عمل لا سياسية ولا دبلوماسية مع المنظمة.. لماذا؟

          ان منظمة التحرير الفلسطينية أولا تمثل الشعب الفلسطينى وتمثل كفاحه وهى رمز نضاله.

          ان منظمة التحرير الفلسطينية قامت بناء على قرار صدر في مؤتمر القمة بالاسكندرية اشترك فيه الملك حسين جاء فيه ما يأتى:

          "الترحيب بقيام منظمة التحرير الفلسطينية، واعتمادها ممثلة للشعب الفلسطينى فى تحمل مسئولية العمل لقضية فلسطين، والنهوض بواجبها على الصعيدين العربى والدولى".

          ويعلن البيان الذى صدر من مؤتمر الملوك والرؤساء بالاسكندرية ما يأتى:

          "رحب المجلس بقيام منظمة التحرير الفلسطينية دعما للكيان الفلسطينى وطليعته.."

<16>