إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) خطاب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية (الشقيري) في اجتماع لجنة الممثلين الشخصيين للملوك والرؤساء العرب
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 الى 1969، وزارة الارشاد القومى، ج 2، ص 1443- 1474"

ولا أقول كلها- لمنظمة التحرير الفلسطينية لتمارس نشاطها فى الأردن، فماذا كانت النتيجة؟ لم ينفذ من هذا الاتفاق شيء، بل منع الاردن تنفيذ أى شيء..

          واضرب لكم بعض الأمثلة على بعض المخالفات.. وقد تبدو بعض هذه الأمثلة سخيفة، كما قد تبدو مضحكة، ولكنها تدل على الانهيار الذى وصل اليه الوضع فى الاردن بالنسبة لمنظمة التحرير الفلسطينية.

          لقد عملت المنظمة فيلما سينمائيا مدته عشرون دقيقة اسمه "طلائع العودة" وقد تضمن هذا الفيلم نشاطات منظمة التحرير الفلسطينية على الصعيد السياسى والاعلامى والعسكرى وعن جيش التحرير وثكناته واستعراضاته أى صور عن الجيش والاتفاق الذى تم بيننا وبين الاردن يقول بأنه يجب ان تتمكن المنظمة من عرض أفلام قومية عن نشاطات الحكومة فى الاردن- ولجأنا للاردن لعرض هذا الفيلم فمنعت الحكومة الاردنية عرضه كما لو كان فيلما اسرائيليا.

          ماذا فى هذا الفيلم؟ ليس فيه الا نشاط منظمة التحرير الفلسطينية ونشاط جيش التحرير.. فهل حرام على الشعب الأردنى أن يرى نشاط المنظمة ونشاط جيش التحرير؟ كيف يمكن للحكومة الاردنية ان يكون هذا موقفها وتمنع عرض هذا الفيلم كما لو كان فيلما فيه فجور أو فساد أو مناف للحياء أو للآداب العامة، أو فيه دعاية لاسرائيل، وهل مكاتب المقاطعة فى الجامعة العربية منعت عرضه؟ أننى أسأل السيد الأمين العام عما اذا كانت هناك تعليمات لمكاتب المقاطعة لمنع عرض هذا الفيلم؟

          هذا يبين لنا الى أى مدى يفهم دور منظمة التحرير الفلسطينية ونشاط هذه المنظمة.

          عندما وقع الخلاف وجهت ثلاث رسائل الى جلالة الملك حسين .. الرسالة الاولى تتعلق بالمعتقلين.. فقد حدث بعد أن تم الاتفاق بين منظمة التحرير الفلسطينية والاردن، ان بدأت الحكومة الاردنية تعتقل الفلسطينيين بالعشرات، وقد حدث وأنا فى حفل تأبين المرحوم عبد السلام عارف ان ذكر لى بعض الاخوة الفلسطينيين اخبارا مفزعة خلاصتها ان الحكومة الاردنية تلقى القبض على الفلسطينيين بالعشرات، وعندما ذهبت الى بيروت سمعت نفس هذا الكلام من أبناء فلسطين، وكذلك فى سورية، وعندما حضرت الى القاهرة وجهت رسالة لطيفة وشيقة لجلالة الملك حسين أود أن اقرأها على حضراتكم، قلت فيها:

          "جلالة الملك حسين المعظم- عمان

          فى زيارتى الاخيرة لبغداد وبيروت وغزة، تحدث الى عدد كبير من أبناء فلسطين عن الاعتقالات التى جرت فى الاردن، وحين عودتى للقاهرة وجدت عددا من الرسائل فى هذا الموضوع بالاضافة الى ما قرأته فى قصاصات الصحف التى نشرت تفاصيله، ثم بلغنى بعد ذلك ان الاعتقالات امتدت الى عدد أكبر من المواطنين، وقد استمعت خلال الايام الاربعة الماضية الى تعليقات الاذاعة الاردنية وفيها عبارات تدين المعتقلين وهم لا يزالون رهن التحقيق قبل ان يدينهم القضاء.

          وقد رأيت أزاء ذلك كله، وخاصة ان الاعتقالات جاءت عقب الاتفاق الذى تم بين الاردن والمنظمة، أن أرجو جلالتكم أن تصدروا أمركم بالمبادرة الى اطلاق سراح أولئك الذين لا تتوافر عليهم الدلائل الصادقة فى جو من التحقيق الأمين النزيه.

<20>