إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) خطاب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية (الشقيري) في اجتماع لجنة الممثلين الشخصيين للملوك والرؤساء العرب
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 الى 1969، وزارة الارشاد القومى، ج 2، ص 1443- 1474"

          والمنظمة وهى تدرك تماما أنه ليس لها أن تتدخل فى الشئون الداخلية لأية دولة عربية، ألا أنها ترى من واجبها الأخوي وخاصة بالنسبة للاردن بالذات ان تعرب عن حرصها على تكامل كل أسباب الطمأنينة العامة والاستقرار لما فى ذلك من كفالة راسخة لتعبئة جميع الطاقات الشعبية والقوى الوطنية فى معركة التحرير. وهذه هى الروح التى أملت أن أكتب لجلالتكم فى الأمر.

          سدد الله خطاكم وجعل التوفيق حليفكم"

 

 

أحمد الشقيرى
رئيس منظمة التحرير الفلسطينية

          لقد أردت بهذه الرسالة أن تتدخل المنظمة فى هذا الموضوع مع حرصى أن أؤكد اننا لا نتدخل فى الشئون الداخلية لأردن، لأن اعتقالات بالعشرات والمئات بعد الاتفاق الذى تم بين المنظمة والاردن تحدث جوا من عدم الطمأنينة.

          فالسجون فى الاردن مملوءة بالفلسطينيين ولا أدرى من المسئول.. من الملك فنازلا.. ان السجون تغص بالشباب والزعماء الوطنيين وأعضاء منظمة التحرير الفلسلطينية، وقد تناولت الاعتقالات فى الأيام الاخيرة بعض موظفى المنظمة، ولهذا دعوت الملك حسين أن ينتهى الأمر فى جو من التحقيق النزيه والقضاء العادل، وقد مرت عدة اسابيع ولم يحل هؤلاء المعتقلون الى القضاء ولا زالوا فى السجون.

          أقول أنه لو وقع ذلك- لا سمح الله- فى المغرب أو الجزائر، فان أثره لا ينعكس مباشرة على القضية الفلسطينية.. ولكن اذا كان الاردن فى قلق وفزع، فلا أدرى كيف تتجه أذهان المسئولين الى التحرير، أو الى اسرائيل، وعندهم ما يشدهم ليل نهار الى اقتناص الفلسطينيين وزجهم فى السجون.

          وقد جاءنى جواب سلبى على هذه الرسالة، فاضطررت ردا على هذا الجواب السلبى أن أبعث الى الملك حسين بالرسالة الثانية التى سأتلو على حضراتكم نصها الآن.

          وقد حمل السيد سعد جمعه بنفسه هذه الرسالة الى الملك، فقد زرته فى السفارة يوم جاء لحضور اجتماع اللجنة الماضى، وتكلمت معه فى الموضوع ورجوته أن يحمل هذه الرسالة الى الملك، فكان مشكورا فى حملها، وهذا دليل آخر على أن المنظمة تعتبر السيد سعد جمعه وكل المواطنين أعضاء فيها ولهم أن يؤمنوا بالمنظمة أو يكفروا بها، والواقع أننى لم اسلم هذه الرسالة اليه كوزير أو سفير، بل كمواطن يحمل هذه الرسالة الى الملك حسين.

          واليكم نص الرسالة الثانية:

          "جلالة الحسين المعظم

          ملك المملكة الأردنية الهاشمية- عمان

          تحية العروبة والتحرير وبعد:

          وصلنى جواب جلالتكم بشأن المواطنين الذين اعتقلوا أخيرا فى الأردن، وقد رأيت أن اكتب لجلالتكم مرة ثانية لايضاح نقطة أساسية توليها المنظمة أهمية خاصة.

<21>