إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) خطاب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية (الشقيري) في اجتماع لجنة الممثلين الشخصيين للملوك والرؤساء العرب
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 الى 1969، وزارة الارشاد القومى، ج 2، ص 1443- 1474"

          خلال السبعة عشر عاما التى اعقبت الكارثة، انخرط عدد وافر من شبابنا وطلابنا فى منظمات متعددة، حزبية أو عقائدية، وكان ذلك أمرا طبيعيا فان الفراغ الذى عاشته فلسطين فى تلك الفترة قد دفع بالعديد من أبناء فلسطين الى سلوك هذا الطريق ايمانا منهم بأنه هو الطريق لتحرير فلسطين.

          ولما قامت منظمة التحرير الفلسطينية، طرحت شعار الوحدة الوطنية وعملت على تحقيقه بكل ما استطاعت من جهد، وفى المرحلة الأخيرة، قطعت شوطا حسنا فى دعوة المنظمات الفلسطينية الى التجمع على العمل الواحد ضمن اطار منظمة التحرير الفلسطينية وعلى هدى من ميثاقها.

          والواقع أنه ما لم تكن هنالك جريمة عادية، فان الحزبية بهذه الصفة لا تعالج بالاعتقال، بل تعالج بالتوجيه القومى فى ميادين النشاط العامة وهنا يبدأ دور منظمة التحرير الفلسطينية. هذا هو الأسلوب البناء الايجابى فى توحيد الطاقات القومية لشعب فلسطين ولا أعرف له بديلا، وأنى اذ أشكر لجلالتكم تفضلكم بالاجابة على كتابى الاول فانى أتطلع الآن أن تتفضلوا باعادة النظر فى الموضوع من هذه الزاوية التى وضعتها أمام جلالتكم.

          سدد الله خطاكم وألهمكم التوفيق

 

 

أحمد الشقيرى
رئيس منظمة التحرير الفلسطينية

          وطبيعى أنه لم يأتنى الرد على هذه الرسالة من الملك حسين. وقد ضمنت هذه الرسالة ما ضمنتها لأن اذاعة عمان كانت لأسابيع تقول: القينا القبض على الحزبيين والمخربين العقائديين، ومن هذا المنطلق أرادت منظمة التحرير الفلسطينية ان تضع أمام الملك حسين ما هو مفهوما لهؤلاء الذين يسمون بالحزبيين أو المخربين أو العقائديين، ولذلك قلت أنه فى خلال السبع عشرة سنة الماضية دخل بعض شبابنا وطلابنا الى هذه المنظمات، وكان ذلك أمرا طبيعيا لأن الفراغ الذى عاشته قضية فلسطين فى تلك الفترة دفعهم الى ذلك، ولقد كان من واجب منظمة التحرير الفلسطينية ان تمتصهم جميعا فى اطارها، ولقد كنت فى طوافي بالعواصم العربية يقال لى فى بعض الاحيان ان الشعب مفرق ولكن الحقيقة ان الشعب كله مع المنظمة. وأنا من واجبى القومى أن اجمع كل هذه القوى تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية اذ كيف تتصور شعبا يكون طليعة للكفاح فيه أحزاب ومنظمات، واذن فقد كان من واجب منظمة التحرير الفلسطينية أن توحد الجميع، وقطعنا شوطا كبيرا فى هذا، وجمعنا عددا من الأخوة المنتمين الى هذه المنظمات فى بيروت فى أوائل هذا العام، وأعلنوا انهم مع المنظمة. ففى هذه الفترة التى نبنى فيها، الوحدة الوطنية يأتى المسئولون فى الاردن ويعتقلون هؤلاء الذين يسمونهم الحزبيين والمخربين. والحقيقة أنه اذا كان هناك تخريب، فهو تخريب لمحاولات المنظمة الصادقة لجمع هؤلاء الاخوان.. أى أن المسئولين فى الاردن قطعوا علينا محاولة تجميع كل القوى الوطنية.

          ولما لم يأتى جواب على هذه الرسالة الثانية، ذهبت الى عمان واتصلت قبل سفرى اليها بالسفارة الأردنية وقابلت السيد السفير ورجوته أن يحدد لى موعدا مع الملك اتحدث فى هذا الموضوع، وفى شئون المنظمة. ذهبت الى عمان، وفى اليوم

<22>