إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) خطاب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية (الشقيري) في اجتماع لجنة الممثلين الشخصيين للملوك والرؤساء العرب
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 الى 1969، وزارة الارشاد القومى، ج 2، ص 1443- 1474"

الأول قيل لى ان الملك مريض، وانه يريد أن يدخل المستشفى العسكرى ليجرى فحصا عاما، فتمنيت له الشفاء. وفي اليوم الثانى قرأت فى الصحف ان الملك قابل عددا من الناس من بينهم فريق " البولو" الايرانى. وهذا معناه انه يرفض مقابلة رئيس منظمة التحرير الفلسطينية بعد اخطار سابق عن طريق السفارة الاردنية بالقاهرة.

          كيف يجوز للملك حسين أو لأى ملك أو رئيس، فى شأن من شئون منظمة التحرير الفلسطينية ان يقفل الباب فى وجه رئيس المنظمة؟

          الملك فى خطابه يقول، أنه حرص كثيرا على تصحيح الأوضاع بالنسبة للمنظمة، ولا أعلم يوما ما خلال الأعوام الثلاثة أنه قال أن هذا خطأ يجب أن يصحح، أو قدم ملاحظة الى منظمة التحرير الفلسطينية وطلب تصحيح أمر من الأمور، أو أرشد أو نصح بتصحيح شيء.. أبدا.. وتكون النتيجة أن يذهب رئيس المنظمة الى عمان ويرفض الملك أن يستقبله، حتى لو كان الزعم القائل بأن رئيس المنظمة تدخل فى الشئون الداخلية صحيحا، ولكن هذا لا ينفى ان هناك واجبا قوميا- وأنا لا أتكلم عن الواجب الأدبى- مفروضا على كل ملك ورئيس انه عندما يأتى اليه رئيس المنظمة، ان يفتح له الباب، لأن الأمر يتصل بقضية فلسطين وتحرير فلسطين، فأنا لست غاويا مقابلات أو مآدب بل اننى أعمل فى سبيل قضية فلسطين وتحرير فلسطين، واعتبر أن هذا الموقف من الملك حسين لا يتفق اطلاقا مع قدسية قضية فلسطين وكرامة الشعب الفلسطينى. لذلك خرجت من عمان، لأنه كان على أن أعد نفسى للمجلس الوطنى فى غزة حيث يعقد فى 20 مايو، وحضرت المجلس الوطنى ولم أذكر فى المجلس ان الملك حسين رفض مقابلتى لأنى كنت حريصا على تجنب الخلاف أمام المجلس الوطنى وخاصة ان فيه كثيرا من أخواننا من الاردن.

          واتخذ المجلس الوطنى قراراته- والحمد لله- بالاجماع أى ان كل الفلسطينيين من الاردن الذين حضروا المجلس الوطنى من النواب والأعيان وغيرهم، مع باقى الاخوان الذين حضروا من قطاع عزة ومن سورية ولبنان وباقى الوطن العربى، اتخذوا بالاجماع قرارات سياسية ومالية وتنظيمية وعسكرية ومن جملة القرارات التى وافق عليها نواب الحكومة الاردنية، قرار بالموافقة على التجنيد الاجبارى فى الاردن وانشاء كتائب جيش التحرير فى الاردن، كما وافقوا على عدة قرارات أخرى وانصرفنا من غزة، وكان الاجتماع ناجحا نجاحا كبيرا اشارت اليه وكالات الأنباء والصحافة فى العالم العربى. ففي الجمهورية العربية المتحدة انفتح صدر الصحافة واشارت الى جدية أعمال المنظمة وأنها انتقلت الى مرحلة فيها كل الجدية حقيقة. ومن الطبيعى أنه كانت بيننا مجادلات في اللجان الفرعية ولكن انتهى المؤتمر الى نجاح كبير وكانت اذاعة اسرائيل من ورائنا تقول ان الفلسطينيين سيضرب بعضهم بعضا فى غزة، وأن المجلس الوطنى سينهار، وان الوحدة الفلسطينية ستتصدع.

          واؤكد لكم، وبعض دولكم عقدت مجالس وطنية، أن المجلس الوطنى الذى عقد فى غزة لم يكن يقل مستوى عن أى مجلس وطنى يعقد فى أى بلد عربى.

          وبعد انتهاء المجلس الوطنى، كان على أن اتصل بملوك ورؤساء الدول العربية لأبلغهم القرارات وأطالب كل دولة بالتنفيذ. وكان على أن أوجه الرسالة الثالثة الى جلالة الملك حسين اطالبه بالتنفيذ.

<23>