(تابع) خطاب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية (الشقيري) في اجتماع لجنة الممثلين الشخصيين للملوك والرؤساء العرب
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 الى 1969، وزارة الارشاد القومى، ج 2، ص 1443- 1474"

أى ملك أو رئيس- اذا وجد فينا انحرافا شيوعيا أو الحادا ان يفتح بابه لرئيس المنظمة ويحدثه فى الامر- والذى اؤكده ان هذا الخطر لن يتسلل الى المنظمة كما يدعى- فاما ان نثبت ديننا وقوميتنا وعروبتنا ويكون هو على خطأ، أو ان نرتد عن الدين والقومية ويكون على حق. ولكن الملك حسين ينتهز مناسبة الخريجين فى عجلون ويتهم المنظمة بالشيوعية وبالصينية وبالماركسية ثم تأتى جريدة التايمز اللندنية وتقول هذا الكلام وهذا الحديث.

          ولقد اشرت كما لاحظتم فى رسالتى الثالثة بالنسبة لموضوع التجنيد الاجبارى الى توجيهات القيادة العربية الموحدة وهذا رأى الفريق على على عامر.

          ان التجنيد الاجبارى مفروض ايها الاخوة فى الجمهورية العربية المتحدة ولها جبهة كبرى مع اسرائيل. أى ان التجنيد الاجبارى مفروض على 30 مليون فى مصر فى خدمة التحرير، وفى قطاع غزة تجنيد اجبارى وفى سورية الشعب السورى كله تحت التجنيد الاجبارى من أجل قضية فلسطين و 65 % من موارد سورية، وهى ليست بلدا متخما باليسار، من أجل الجيش اذن على ميمنة وميسرة اسرائيل يوجد تجنيد اجبارى. والشعب الفلسطينى تحت التجنيد الاجبارى.. اسرائيل التى تواجه الاردن مباشرة على طول 650 كيلو مترا فيها تجنيد اجبارى 26 شهرا للرجل و20 شهرا للفتاة ان الملك حسين يخطب عن التحرير، وأنا مؤمن بان التحرير منطلق من الاردن أرضا وشعبا.. فكيف يجوز ألا يكون فى الاردن تجنيد اجبارى؟

          لقد قرأت اخيرا انهم فى المغرب اخذوا بنظام التجنيد الاجبارى فاذا كانت دولة عربية تطل على المحيط الاطلنطى وليست واقعة على خط الهدنة تطبق نظام التجنيد الاجبارى، فكيف لا تطبق التجنيد الاجبارى دولة تمتد على خطوط الهدنة 650 كيلو مترا؟

          لا توجد أمة هدفها التحرير ولا تطبق نظام التجنيد الاجبارى. يوم ان طالبت بالتجنيد الاجبارى فزع الاخ السيد هوارى بومدين ربما لانه لا يعرف ان نظام التجنيد الاجبارى غير مطبق فى الاردن. اننا لا نطالب بالتجنيد الاجبارى لشعب فلسطين فقط، بل لكل اخواننا المواطنين فى الاردن. وهذه ليست نظرة عاطفية بل نظرة قومية من الضرورى الاخذ بها. ان الملك حسين يقول دائما نحن الخط الاول فى الدفاع عن دنيا العرب ونحن منطلق التحرير. أن هذا الكلام يجب ان يترجم الى حقيقة، وترجمته الى حقيقته هى بالتجنيد الاجبارى، بحيث يكون كل مواطن تحت السلاح حتي يكون الشعب كله فى المعركة. ولو ان التجنيد الاجبارى كان مطبقا فى الاردن منذ ثمانى عشرة سنة لكان لدينا الآن نصف مليون مجند. ان اسرائيل تستطيع خلال 48 ساعة أن تجمع 250 ألف جندى.. فلو كان التجنيد الاجبارى مطبقا فى الأردن لأمكن تكوين احتياطى كبير فيها، ولو أننا نبنى فى كل سنة احتياطيا لأصبح الشعب كله فى المعركة. لقد اخترقت اسرائيل خطوط الهدنة، الجبهة الاسرائيلية الأردنية 10860 مرة وهذا هو كلام المسئولين عن خطوط الهدنة الأردنية فى عمان. فقد ذكر لى ضابط كبير ذلك من شهرين، كم من قرية ضربت، وكم من مرة دخل الإسرائيليون وتعمقوا فى الأراضى الأردنية 2 و 3 و 4 كيلو مترات.. لقد فعلوا ذلك عشرات المرات والشعب ليس مدربا ولا مسلحا.

          اننى لا ادعى أن امكانيات الاردن المالية كبيرة ولكن امكاناته الروحية ضخمة،

<26>