(تابع) خطاب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية (الشقيري) في اجتماع لجنة الممثلين الشخصيين للملوك والرؤساء العرب
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 الى 1969، وزارة الارشاد القومى، ج 2، ص 1443- 1474"

فلو ان الاردن فى أى يوم يقول انه يريد تطبيق نظام التجنيد الاجبارى، لو انه تقدم بكل هذا الأمر للأمة العربية على أساس جدى، لما بخلت عليه الأمة العربية. هذه الدعوى بان الاردن خط الدفاع الاول عن دنيا العرب لا تقوم على حقائق صحيحة لانه اذا كانت اسرائيل قد اخترقت خط الدفاع الاول عن دنيا العرب 10860 مرة فلا يكون هذا خط دفاع.

          لو ان التجنيد الاجبارى لم يكن موجودا قبل قيام مؤتمرات القمة، لاصبح واجبا بعد قيامها. ان الاردن يأخذ أموالا من صندوق القيادة العربية الموحدة، لكى يبنى جيشا، وهذا الجيش لا يمكن بناؤه الا بالتجنيد الاجبارى.

          ولقد كتبت فى هذا الموضوع الى القيادة العربية الموحدة بعد اتفاقية الاردن والمنظمة التى تناولت موضوع الكتائب والتدريبات، وقد رد السيد الفريق على على عامر برأيه فى الموضوع وسأقرأ خطابه لحضراتكم نظرا لقيمته العسكرية ولان تعليماته يجب أن تنفذ، لان مؤتمر القمة الذى عقد بالقاهرة عندما انشأ القيادة العربية الموحدة نص فى قرار انشائها على اختصاصاتها فاذا لم تنفذها احدى الدول العربية تكون عندئذ قد خالفت قرارات مؤتمر القمة، لقد تحدث جلالة الملك حسين فى عجلون فقال ان مؤتمر القمة فى خطر، وان هناك محاولات لنسفه، ولكن اذا كانت هذه الشكوى صحيحة وجدية وصادقة، فلماذا لا يحترم قرارات مؤتمر القمة التى تفرض عليه ان يحترم وينفذ تواصى القائد العام والا لا يكون الفريق على على عامر قائدا عاما ولا حتى مستشارا.

          لقد قيل ان حرب سنة 1948 كانت فيها قيادة. وقد اثبتت النكبة انه لم تكن هناك قيادة بل كانت مهزلة. لقد قلنا بعد مؤتمرات القمة بأن ننشئ قيادة عربية لا نسميها مشتركة كما كان فى الماضى، اذ رأى ان هذا لا يليق فى تحرير فلسطين بل يجب أن تكون موحدة وتنفيذ تعليماتها. فعندما يأتى ملك ولا ينفذ تعليماتها، فنكون قد رجعنا إلى مأساة سنة 1948 وأصبح على على عامر ضابطا صغيرا لا قيمة لرأيه، بل لا يكون رأيه حتى رأيا استشاريا وبهذا تصبح القيادة العربية فاشلة.

          وماذا يقول الفريق على على عامر فى كتابه الى المنظمة؟ انه يقول ما ياتى:

          السيد/ القائد العام لجيش التحرير الفلسطينى

          تحية عربية وبعد،

          ردا على كتابكم رقم ق- م- 1- 66- 341 بتاريخ 28 / 3/ 66 والخاص بالاتفاقية المبرمة بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة المملكة الاردنية الهاشمية، أود أن أوضح الآتى:

<27>