إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) تكملة خطاب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية في الجلسة الثانية للجنة الممتلين الشخصيين لملوك ورؤساء العرب
"ملف وثائق فلسطين عام 1950 الى 1969، وزارة الارشاد القومي، ج 2، ص 1477- 1495"

وبلوناها ولا تنتقص من اجماع الأمه العربية كلها. لقد تلقينا عن الشعب الفلسطينى برقيات وعرائض لاستنكار هذا الخطاب، واذا أرادت الحكومة الاردنية المزيد منها قدمناها لتعلم اذا كان الشعب فى الأردن موافقا على خطاب الملك، واننى أناشد السيد الأمين العام رغما من متاعبه الكثيرة أن يقوم بزيارة الاردن بضفتيه فى البوادى والحواضر ويجلس معهم جلسة أخوية خفية ويعود الى مجلس الجامعة والى لجنة المتابعة ويقدم تقريره عن هذه الزيارة لنرى هل الشعب فى الاردن مع هذا الخطاب أو ضده، وهل الشعب فى الاردن مع الملك فى هذا الموقف أو أنه مع منظمة التحرير الفلسطينية.

          والذى أريد أن اؤكده لكم أن الشعب كله مع المنظمة، وجيش الأردن كذلك مع المنظمة فى هذا الموقف، وأن الملك وحده وقليل من الناس هم الذين مع هذا الخطاب .. ان ما قرأته لكم من فقرات فى خطاب الملك أمس واليوم تنبئ بأنه لا يمكن أن يرضى مواطن عربى أو فلسطينى بما رسمه هذا الخطاب أو بما ورد فيه من مفاهيم جديدة بالنسبة لقضيه فلسطين أو مؤتمرات القمة العربية واذا لم يكن لدى الحكومة الأردنية مانع فنحن حاضرون للاستفتاء، والاستفتاء قائم فى القانون الدولى والقانون الخاص وهو يعرض لمثل هذه الحالات عندما تتعرض أمة لأزمة فى سياستها تلجأ الى الشعب وتستفتيه، هل هو فى هذا الطريق أو فى طريق آخر، ويصبح الموضوع فى حاجة الى استفتاء.

          ان الملك حسين تناول الأمور فعرضها باطلا فى أصولها وجذورها وقلبها رأسا على عقب واقتلع القضية العربية من جذورها. وجعل عاليها سافلها .. فاذا كان لدى الحكومة الأردنية أى شك فى هذا الموضوع فالمنظمة مستعدة لقبول أى استفتاء حر نزيه فى الأردن بضفتيه.

          يبقى بعد ذلك الموقف الأخير الذى وقفه الملك حسين، ونحن نتركه للشعب وللأمة العربية ليحاسبوه أو لمؤتمر القمة اذا انعقد فى الجزائر أن يحاسب الملك حسين. هل هذا الخطاب هو طريق الأمة العربية وهل هذا طريق التحرير وطريق القومية العربية أو أن هذا تدمير للقضية الفلسطينية وتدمير للقومية العربية وتدمير للعمل الموحد، وتدمير للقمة العربية؟

          المهم أن نتساءل ما الموقف النهائى الذى وقفه الملك حسين وهو يعلن وقف التعامل مع المنظمة؟ وأنا تحدثت فى هذا الموضوع بالأمس، ولا أريد أن أكرر ما قلته وأحب أن أعلن اليكم أن هذا القرار الذى صدر عن الملك حسين لا يضير المنظمة لأن الشعب مع المنظمة فى الاردن وخارج الاردن، ولأن الجيش الاردنى الباسل مع المنظمة فى هذا الموضوع وفى هذا الموقف. هذا أولا.

          وثانيا أن القرار بوقف التعامل ليس خطيرا فى نظري لأن الملك لم يكن بيننا وبينه تعامل حتى يعلن وقفه. نحن فى العام الثالث ولم نتعامل مع الملك فى شيء نعم تجاملنا ولكن ما تعاملنا، ولم يقم أى عمل للمنظمة فى الأردن من قريب أو من بعيد مما تمارسه المنظمة فى قطاع غزة أو غير قطاع غزة لذلك فان هذا القرار موهوم بوقف التعامل، لأن التعامل لم يبدأ، وهو واقف، ومعناه انه قد أوقف الموقوف، ولكن هناك شيئا واحدا أجرى فيه تعامل بين المنظمة والأردن يتعلق بتخصيص ساعة فى الاذاعة الاردنية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ولكن نتيجة هذه المشاركة أيضا مع الأسف الشديد تنعكس على الملك، لم يكن هناك تعاون حقيقى فما الذى جرى؟ يوم

<16>