إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) تكملة خطاب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية في الجلسة الثانية للجنة الممثلين الشخصيين لملوك ورؤساء العرب
"ملف وثائق فلسطين عام 1950 الى 1969، وزارة الارشاد القومي، ج 2، ص 1477- 1495"

          لا يوجد أى فلسطينى أو عربى يعارض تأييدا يصدر من الشعوب الاسلامية أو العربية أو غيرهما لقضية فلسطين، بل يجب أن نسعى اليه وتعمل له الدول العربية، ان منظمة التحرير تذهب فى أفريقيا الى ساحل العاج وهذه الدولة ليست بيننا وبينها روابط قومية أو دينية، ومع ذلك فاننا نسعى اليها لكسب نصرتها، فاذا أمكن ان نكسب نصرة العالم الاسلامى فهذا واجبنا جميعا، ولكنى أقول أنه لا توجد هنا ماركسية ولا لينينية فى قضية فلسطين ولا يوجد الحاد فى منظمة التحرير كما أراد أن يتهمنا الملك حسين.

          نحن نعتقد أن فى قضية فلسطين جانبا اسلاميا، فلسطين أولى القبلتين. وصلة الاسلام بفلسطين معروفة قبل صلاح الدين وبعده، فواجب المنظمة والملوك والرؤساء أن يستنصروا بالعالم الاسلامى، ولكن كيف هذا الطريق؟ هذا الطريق ليس بالأحلاف، وانما له وسائل وخطط متعددة، وكنت أتمنى أن يعرضها الملك حسين على مؤتمر القمة اما فى الدار البيضاء واما فى مؤتمر الجزائر بحيث يتم تشاور بين الأخوة الملوك والرؤساء على خطة تجعل العالم الاسلامى يساند قضية فلسطين. هذا هو الطريق الأمثل ولكن الملك حسين انفرد بوضع خطة وسار فى معزل عن الملوك والرؤساء. فكل خطة تتعلق بتحرير فلسطين يجب أن تنبثق من مؤتمرات القمة، وهذا ما تعاهدنا عليه.

          ولكن الملك حسين نادى فى خطابه الذى ألقاه فى عجلون، نادى بهذه الدعوة وهذه الخطة، بانفراد تام، وكان بهذا بعيدا عن الشورى التى هى أساس الاسلام. والملك حسين يتحدث فى خطابه كثيرا عن الاسلام فكان أولى بروح الشورى أن تسود فيما بيننا فى هذا الموضوع ولكن الذى أريد أن أقوله أن المنظمة قررت فعلا معارضة الحلف الاسلامى بعد أن خطب الملك حسين لأننا لم نكن على وضوح تام بهذه الدعوة، ولا بأهدافها ولا بمنهاجها، الى أن قرأنا هذا الخطاب الذى ألقى فى عجلون فانكشف المستور وبان كل شيء. انها عملية حلف سياسى عسكرى لربط الأمة العربية والعالم الاسلامى بالسياسة الغربية.

          ان السياسة الغربية منذ القرن التاسع عشر تريد أن تسخر الاسلام والمسلمين وفى الحرب العالمية الأولى كانت المنشورات تصدر من الحلفاء ركيزتها الاسلام والمسلمين.

          وأخيرا فى عهد "دالاس" وقبله وبعده أردوا أن يسخروا العالم الاسلامى فى حرب ضد الاتحاد السوفييتى، فاذا أرادوا أن يحاربوا فليحاربوا بشعوبهم وموانيهم ومطاراتهم وقواتهم البشرية. انهم يريدون أن يشنوا حربا على الاتحاد السوفييتى بنا، وبشعوبنا، وبثروتنا وبترولنا وبمطاراتنا.. ولكن ما مصلحتنا فى هذه الحرب؟ أبدا ليست لنا مصلحة بالعكس نحن سنكون فى أتون هذه الحرب، وسنهلك. فيها مع استقلالنا وما بنيناه، وكل مصائرنا تكون فى خطر كبير.

          سيدى الرئيس. أن الطريق أمام العالم الاسلامى مفتوح لنصرة قضية فلسطين وليس في حاجة لا الى حلف، ولا حتى الى مؤتمر، ولا حتى الى اجتماع، فالقضية الفلسطينية ليست فى حاجة الى عبقرية كبيرة لفهمها وتأييدها.

          ان كل حكومة اسلامية تستطيع أن تعتبر الطريق مفتوحا أمامها لنصرة قضية فلسطين فيمكن لها أن تمد منظمة التحرير بالمال والسلاح، هذا بالنسبة للحكومات

<5>