إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



( تابع ) كلمة الفريق أول محمد فوزي وزير الدفاع فى الأسرى العائدين من الضباط

لدى الجندي الإسرائيلي، مثلما هي متوفرة لديكم، ومثل هذه الدعايات إن كانت قد تأتي لهم بفرصة يشككوا فيها فأنتم أعلم وأقدر بظروفهم وقدراتهم الثقة الموجودة فينا جميعا على أنكم جزء متمم لقواتنا المسلحة تجعل عودتكم اليوم إلى هذه القوات أمرا محتما تمارسون فيه واجبكم ومهامكم القتالية مرة أخرى.

          انتهت المعركة، وتم إيقاف النار كما تعلمون، وكانت أسباب هذه المعركة كلها من النواحي الاستراتيجية، سببت خسارتنا، ولا توجد أي أسباب تكتيكية أدت إلى فشلها، وأنتم تعلمون كمحاربين أن مسئوليتكم قاصرة على الأعمال التكتيكية فى الميدان فقط وعليكم تنفيذ المهام الموكلة إليكم، لم يتصرف أحد في الجيش تصرف غير لائق، إنما أمر الانسحاب جاء من القائد، وتم تنفيذه في زمنه ومكانه، وكانت الأوضاع العسكرية التعبوية على المستوى الأكبر تبين من أول الخطة أن المعركة ليست في صالحنا، مثل هذا لا يعود عليكم كقادة وضباط، بأي مسئولية، وأنا من ناحيتي ونتيجة لتقاليد جديدة ومبادئ جديدة نسير عليها من ناحية الأسلوب، ننشر الدروس المستفادة من المعركة، كانت خسرانة ولكن المجابهة والصراحة ونشر الحقائق أصبحت أسلوباً جديداً يجعلنا نستفيد من هذه المعركة.

          أقول لكم شئ عن الحركة التى تمت بعد وقف إطلاق النار، من وجهة نظر القوات المسلحة، كانت الإرادة الشعبية التي سجلت في التاريخ الشعبي يوم 9 و10 يونيه نقطة تحول، حقيقة جعلت من القوات المسلحة أن تعيد تنظيمها وتبنى نفسها مرة أخرى، كانت هذه نقطة بداية، والفضل في ذلك يعود إلى الإرادة الشعبية القوية التي ظهرت في 9 و10 يونيه. بدأت القوات المسلحة تبني نفسها من جديد، وتعيد تنظيمها على مبادئ وأساليب جديدة هدفها الحقيقة والمصارحة والمواجهة والتماسك القوي بين قاعدة القوات المسلحة وبين قادتها، تغيرت القيادة العسكرية وبدأت قيادة جديدة تمارس عملها مستمدة إرادتها من إرادة الشعب، وخلال 4 شهور تمكنت القوات المسلحة من أن تقف على قدميها وتواجه العدو فى ظروف استمرار التراشق بالنيران، وتمت بالفعل مواجهة بين وحدة قتالية صغيرة ومثيلتها من العدو في 14 و15 يوليه تمكنت فيها من أن تقاتل 6 ساعات كاملة.

          كانت نقطة تحول أخرى ظهرت للشعب وهي أن صلابة القوات للقتال شئ موجود وحقيقي واندلعت الإرادة بعد ذلك إلى إعادة البناء، حيث تمت مواجهات كثيرة، تراشق بالنيران بيننا وبين العدو، وكان المكسب دائما، وظهرت خلال هذه التصادمات بالنيران، معرفتنا لحقيقة الجندي الإسرائيلي بعد تقوية القوات المسلحة بهذا الشكل، وسوف يسجل التاريخ للمرة الثانية أن الزمن الذي أستغرقته القوات المسلحة في بناء نفسها زمن مثالى.. ليس فقط بالنسبة للحجم، وإنما أيضا بالنسبة للقدرة القتالية. لم تروا هذا المقياس إطلاقا قبل ذلك في حياتكم العسكرية لأنكم تعلمون جميعا أن أكثر من 80 فى المائة راحت خسائر. وكان من العسير لولا هذه الإرادة القوية ولولا مواجهة الشعب بحقيقة ملموسة، ما كانت القوات المسلحة في هذا الزمن القصير استطاعت أن تعيد بناء نفسها في هذه الفترة. اليوم قواتنا المسلحة من ناحية الحجم قياسا لما كان قبل

<3>