إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



( تابع ) كلمة الفريق أول محمد فوزي وزير الدفاع فى الأسرى العائدين من الضباط  

المعركة، كذا من ناحية القدرة والكفاءة القتالية تعتبر أقوى وأحسن نسبيا مما كان عليه الحال قبل المعركة. ولست مكتفيا بذلك.

         مفيش شئ غير عادي يمكن ألخصه في هذه الجلسة البسيطة غير هاتين النقطتين:

  1. من ناحية التنظيم: القيادة والسيطرة الحقيقية بمفهومها اللي انتم كنتم تتمنوه، قد تمت.
  2. دخل عنصر جديد يحقق القاعدة الصلبة الواعية في القوات المسلحة.

         إن ضريبة الدم كانت عامة بالنسبة لجميع الشبان الصالحين في مصر، ولما كان الشعب كبيرا من ناحية العدد، أكثر من مطالب التجنيد اللي مفروض دخولها الجيش سنوياً، فكان الجندي الأمي يمثل العدد الكبير المسجل للتجنيد. وعلى ذلك كانت الضريبة قاصرة على فئة الأميين فقط، ولما سألت القيادة الجديدة لماذا لا تشترك الطبقة المتعلمة؟ كان الرد أن القانون يحتم التجنيد على جميع الشبان، وتمت عملية التجنيد للأفراد المثقفين المتعلمين. ودخل الجندي الواعي المثقف المتعلم وحصل تجاوب بين هذا الجندي وبين المعدات المعقدة الحديثة.. غير الارتباط اللي تم بين المعدات والجندي الكفء، فقد قلّت أيضاً فترة إعداده، وزاد الارتباط أكثر بينه وبين قادته، لأنه لم يعد هناك تفاوت ذهني موجود وحصل تكامل بين العناصر الثلاث الرئيسية للقتال ( القائد والمعدات والجندي الفرد ) وعندما يتم هذا التكامل تصبح الفاعلية موجودة، وستلمسون عند عودتكم للعمل الفارق الشاسع والتطوير الجذري الذي تم نتيجة دخول هذا المجند الجديد.

         شوية صعوبات قابلتنا في هذا الموضوع، ولكن نتيجة لوجود القيادة والسيطرة على أعلى مستوى وارتباط القادة وتحملهم لمسئولياتهم في هذه الظروف، أمكن التغلب على بعض هذه الصعاب.

         أما من ناحية علاقة القوات المسلحة مع الشعب، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي، حصل إن العدو بعد المعركة غطى الأفق العالمي بدعايات جعلت الدول كلها تؤيده، وقد تم هذا بعد المعركة في بداية يوليه وأغسطس، واستمرت الأيام ومن سبتمبر وأكتوبر، وتمكن شعب الأمة العربية من أن يتحرك سياسياً ويظهر إرادته ووحدته التي تجعل من القوة السياسية تبين لمعظم دول العالم أن الجو والأفق الذي كانت تسير فيه كان مبالغاً، وأن إسرائيل دولة معتدية فعلاً، وأنها أكتسبت بعض المظاهر وراء المعركة لدرجة أن هذه الدول - أكثر من نصف العالم - أصبحوا مقتنعين بوجهة نظرنا. وبدأ التحرك السياسي ضد إسرائيل، الأمر الذي خلق من اللقاء الدولي الذي تم أخيرا اتجاهات فى صف العرب. وجاء قرار مجلس الأمن فى صف العرب بموضوع انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي العربية، وموضوع آخر هو قضية فلسطين، وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، واصبح موقف الدول العربية بما فيها مصر أفضل بكثير جداً عن التوقيتات المقدرة لها بعد المعركة. وأصبح على إسرائيل أن تعمل حركة سلبية للخلف اليوم إزاء تنفيذ هذا القرار.

<4>