إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



كلمة المشير أحمد إسماعيل وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة المصرية، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الأولى لحرب أكتوبر

كلمة المشير أحمد إسماعيل وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة المصرية، في
الاحتفال الذي أقيم في الذكرى الأولى لحرب أكتوبر

القاهرة: 6 أكتوبر 1974

الأهرام، القاهرة، 7 أكتوبر 1974

          السيد الرئيس محمد أنور السادات رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة، السادة الضيوف الأعزاء، الأخوة أبناء شعبنا العظيم، أبنائي الضباط والجنود.

          باسم القوات المسلحة أتحدث إليكم اليوم ونحن نحتفل بالذكرى الأولى ليوم من أكثر أيامنا مجداً وخلوداً، يوم السادس من أكتوبر. ففي مثل هذا اليوم من العام الماضي انطلقت قواتكم المسلحة في تنفيذ أسمى وأشرف مهمة، وهي تحرير الأرض المغتصبة وقتال العدو وجهاً لوجه، والدخول معه في أول اختبار حقيقي متكافئ منذ أكثر من ربع قرن. وكان أن انتزعت قواتكم المسلحة النصر بكل ثقة وعزم، وحققت مهامها التي أمرها بها قائدها الأعلى كاملة.

          إن الحديث عن يوم 6 أكتوبر العظيم يستلزم منى أن أتحدث باختصار عن ثلاث فترات مترابطة: الفترة السابقة على القتال، وأيام القتال ذاتها، ثم الفترة التي تلت وقف إطلاق النار.

         إن الفترة السابقة على حرب أكتوبر كانت بغير شك قاسية على أبناء شعبنا جميعاً.. كان شبح نكسة 67 لا يبرح خاطر أي واحد منا جميعاً.. وكانت الحرب النفسية تنقض على أبناء شعبنا من موجات الأثير وصفحات الصحف ولكن هذه الفترة كانت بالنسبة لإخوانكم في القوات المسلحة أكثر قسوة ومرارة لأنهم كانوا هم الذين صدموا أكثر من غيرهم بنكسة 67.

         لقد عاش أخوتكم في القوات في المسلحة تلك السنوات الطويلة تحت أقصى الظروف التي يمتحن فيها الإنسان في كل صفاته، عرفوا البقاء في الصحراء سنوات، عاشوا برودة الصحراء شتاءً وحرها اللافح في الصيف، وعاشوا قادةً وضباطاً وجنوداً - مسؤولية إعادة بناء القوات المسلحة، واستيعاب أحدث الأسلحة، ومن تلك الأيام التي أخذت فيها الجبهة يشتد ساعدها ويصلب عودها، إلى حرب الاستنزاف التي خاضوها وحملوا عبئها شهوراً بعد شهور فإن رجال القوات المسلحة ظلوا صامدين لكل ما لدي لعدو من قوة نيران من البر والجو، وهم يردّون له الصاع صاعين، ولا يتركون له فرصة للراحة.

         وقد كنتم معنا يا سيادة الرئيس في كل هذا الذي مرت به قواتكم المسلحة وتابعتم تطورها واستعدادها وتعاظم قواتها ونظامها، وما إن تأكدتم من كفاءتها وقدرتها على انتزاع النصر، وبعد دراسة وافيه لكل

<1>