إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



خطاب السيد ياسر عرفات، رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1974، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 10، ط 1، ص 438 - 446"

خطاب السيد ياسر عرفات، رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة
التحرير الفلطسينية والقائد العام لقوات الثورة الفلسطينية،
امام الجمعية العامة للامم المتحدة.

نيويورك، 13/11/1974

 

(فلسطين الثورة، العدد 118، بيروت، 17/11/1974، ص7)

سيدي الرئيس،
          أشكر لكم دعوتكم منظمة التحرير الفلسطينية لتشارك في هذه الدورة من دورات الجمعية العامة لهيئة الامم المتحدة. وأشكر كل الاعضاء المحترمين في هيئة الامم المتحدة الذين أسهموا في تقرير إدراج قضية فلسطين على جدول اعمال هذه الجمعية، وفي إصدار قرار بدعوتنا لعرض قضية فلسطين.

          انها لمناسبة هامة ان يعود بحث قضية فلسطين الى هيئة الامم المتحدة. واننا نعتبر هذه الخطوة انتصاراً للمنظمة الدولية، كما هي انتصار لقضية شعبنا. وان ذلك يشكل مؤشراً جديداً على ان هيئة الامم اليوم ليست هيئة الامم بالامس، ذلك لان عالم اليوم ليس هو عالم الامس.

          فقد اصبحت هيئة الامم اليوم تمثل 138 دولة، واصبحت تعكس، بصورة نسبية اوضح، إرادة المجموعة الدولية. ومن ثم، فقد اصبحت اكثر قدرة على تطبيق ميثاقها ومبادىء الاعلان العالمي لحقوق الانسان، واكثر قدرة على نصرة قضايا العدل والسلام.

          وهذا ما بدأ يلمسه وتلمسه شعوب آسيا وافريقيا واميركا اللاتينية، الامر الذي اخذ يعلي مكانة هذه المنظمة الدولية في عيون شعبنا وعيون بقية الشعوب، ويزيد من الآمال التي تعلقها شعوب العالم على مساهمة هيئة الامم المتحدة في نصرة قضايا السلم والعدل والحرية والاستقلال، وتشييد عالم خال من الاستعمار والامبريالية والاستعمار الجديد والعنصرية بكافة اشكالها، بما فيها الصهيونية.

          سيدي الرئيس،
          اننا نعيش في عالم يطمح للسلام والعدل والمساواة والحرية، يطمح الى ان يرى الامم المظلومة، الرازحة تحت الاستعمار والاضطهاد العنصري ، وهي تمارس حريتها وحقها في تقرير المصير. يطمح الى ان يرى العلاقات الدولية بين الدول كافة تقوم على اساس المساواة والتعايش السلمي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وتأمين السيادة الوطنية والاستقلال ووحدة الاراضى الاقليمية لكل دولة، واقامة علاقات اقتصادية على اساس العدل والتكافؤ والمنافع المتبادلة. يطمح لان تصب الجهود الانسانية على مكافحة الفقر والمجاعة والامراض والكوارث الطبيعية، وعلى تطوير القدرات الانتاجية والعلمية والتقنية للبشر لزيادة الثروات وتضييق الفروق بين الدول النامية والدول المتطورة. ولكن ذلك كله يصطدم بواقع عالمي ما زال يسوده الاضطراب والظلم والاضطهاد والاستغلال، وما زال مهدداً بالكوارث الاقتصادية والحروب والازمات.

          ما زالت شعوب كثيرة، منها زمبابوي وناميبيا وجنوب افريقيا وفلسطين وغيرها، ضحية للعدوان والقهر والبطش. وتشهد تلك المناطق من العالم صراعاً مسلحاً فرضته قوى الاستعمار والتمييز العنصري ظلماً وارهاباً، فاضطرت الشعوب المضطهدة الى التصدي له، وكان تصديها عادلا ومشروعاً.

          لا بد، يا حضرة الرئيس، من ان تسهم المجموعة الدولية في دعم هذه الشعوب ومساعدتها علي انتصار قضاياها العادلة ونيلها حقها في تقرير المصير.

          وما زالت شعوب الهند الصينية تتعرض للعدوان، وتواجه المؤامرات لمنعها من إحلال السلام على ارضها وتحقيق اهدافها. فاذا كانت شعوب العالم قد رحبت بالاتفاق في لاوس، وباتفاقية السلام في جنوبي فيتنام، ما زال بعيداً عن ان يكون سلاماً حقيقياً لان القوى التي شنت العدوان تصر على بقاء فيتنام في الاضطراب والحرب. وكذلك ما زال الشعب الكمبودي يواجه عدواناً عسكرياً. لا بد، حضرة الرئيس، ان تسهم المجموعة الدولية في دعم هذه الشعوب وشجب المعتدين ومعكري السلام. وما زالت القضية الكورية بعيدة عن ان تحل حلا عادلا وسلمياً، رغم الموقف الايجابي السلمي الذي عبرت عنه المقترحات المقدمة من جمهورية كوريا الديمقراطية.

          ولقد عشنا، قبل شهور، تفجر المشكلة القبرصية، وشاركنا في تحمل همومها مع شعوب العالم اجمع. ولا بد لهيئة الامم المتحدة ان تتابع جهودها للتوصل الى حل عادل للمشكل، يجنب الشعب القبرصي اهوال الحرب ويحفظ استقلاله. ولا شك في ان المشكلة القبرصية تدخل في هذا الاطار من هموم بلدان الشرق الاوسط والبحر الابيض المتوسط.

<1>