إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



خطاب بلفور في مجلس اللوردات
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الإرشاد القومي، ج ا، ص 331 - 332"

خطاب - بلفور في مجلس اللوردات
(يونيو سنة 1922)

         "أني لأعتقد من وجهة نظر مادية خالصة أن السياسة التي اتبعناها ستثبت كسياسة ناجحة. ولكننا لم ندع مطلقا، وفي وسعي أن أقول إنني لم أدع ذلك قط، إن تصريح الثاني من نوفمبر من عام 1917 قد صدر نتيجة هذه الاعتبارات المادية وحدها، وأنا لا أعتبر هذا التصريح حلا، وإنما مجرد حل جزئي للمشاكل اليهودية الكبيرة والمستمرة.
         "وقد تحدث صديقنا النبيل، وأنا أصدقه تمام التصديق، فقال إنه لا يحمل أية حزازات ضد اليهود. وإني لعلى ثقة بدوري، من أنني غير متحيز إلى جانبهم ولكنني أقول إنهم ينفردون في أوضاعهم وتاريخهم وعلاقتهم بالديانات والسياسات العالمية فليس لهم نظير في ذلك، بل ليس ثمة ما يشابههم في ذلك فى أي فرع آخر من فروع التاريخ الإنساني. فهناك جنس بشري صغير العدد، كان يعيش في البداية فى بلاد صغيرة لا تزيد في مساحتها على مساحة ويلز أو بلجيكا، بل إنها تضاهيهما في المساحة، ولم تكن لهذا الشعب في أي وقت من تاريخه قوة مادية وإنما كان يسحق دائما بين ممالك شرقية عظيمة، وكان أبناؤه يبعدون ويشردون ثم يطردون من البلاد ليتبددوا في سائر أرجاء العالم، محتفظين رغم ذلك بدينهم وتقاليدهم العنصرية التي لا مثيل لها في أي مكان آخر. ولا ريب في أن هذا وحده في غاية الأهمية، وعلينا أن نفكر، ولعل هذا التفكير لا يطيب لنا، وإن كنا لا نستطيع النسيان، بما عومل به هذا الشعب طيلة قرون طويلة في أرجاء مختلفة من العالم، بل إن هذه المعاملة التي أتحدث عنها ما زالت ماثلة حتى هذه اللحظة التي أتحدث إليكم فيها. أجل فكروا، كيف تعرض هذا الشعب للطغيان والاضطهاد، وكيف أن حضارة أوروبا كلها، بل نظامها الديني كله، كانا مسئولين عن الجرائم الفظيعة التي لحقت بهذا الشعب. وأنا لا أنكر أن بعض أفراد هذا الشعب قد سببوا بتصرفاتهم السيئة مثل هذه المعاملة، إذ لا أدري سببا آخر لذلك، ولكن لو أكدنا هذه الناحية فإن علينا أن لا ننسى في الوقت نفسه ما قدمه هذا الشعب من إسهام فكري وفني وفلسفي وعلمي في تطوير العالم".

         "وقد تمنى سياستنا بالفشل. فأنا لا أنكر أن ما نحن مقدمون عليه مغامرة. ولكن ألا يخطر في بالنا أن نقوم بمغامرات؟ أو ليس من حقنا أن نقوم بتجارب جديدة؟ إن ما آمله أن لا يهبط سادتى اللوردات إلى ذلك المستوى من الافتقار إلى الخيال، وأن يجدوا للتجربة والمغامرة كل ما يبررهما، اذا كان لابد من وجود قضية للتبرير، ولا ريب في أن علينا أن نوجه رسالة إلى كل بلاد توزع فيها الشعب اليهودي -

<1>