إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) تقرير عن الاحتياجات الإنسانية في الكويت
مقدم من بعثة أوفدت إلى المنطقة
"الأمم المتحدة، سلسلة الكتب الزرقاء، مج 9، ص 206 - 209"

وأنجزوها. وبتعاون ممتاز مع السيد أبي فرح وفريقه استطعت، وبعثتي، الاستفادة مما توصلت إليه بعثته من نتائج تقنية اعتمدنا عليها في أجزاء معينة من هذا التقرير. وقد تلقيت معلومات من الدكتور دانيال ترانتولا من بعثة لمنظمة الصحة العالمية كانت حكومة الكويت قد وجهت إليها الدعوة لزيارة البلد لتقييم الأحوال والاحتياجات الصحية.

        7 -   وقد تعاونت السلطات الكويتية مع البعثة تعاونا كاملا.

ثانيا - موجز الاستنتاجات والتوصيات المتعلقة بالكويت

        8 -   يرد أدناه موجز لاستنتاجات واستخلاصات البعثة. ويستند هذا الموجز إلى عدد من ورقات العمل الداخلية والمرفقات التقنية وزيارات المواقع والتقارير الشفوية التي أدلى بها أعضاء البعثة وغيرهم من أخصائيي الأمم المتحدة الذين كانوا موجودين في ذلك الحين في الكويت.

ألف - ملاحظات عامة
         9 -   حل بالكويت أذى بالغ من جراء الخراب الناجم عن الاحتلال غير المشروع، وبصفة أقل عن الحرب. وما لا يقل عن ثلثي السكان الذين كانوا موجودين في 2 آب/ أغسطس 1990 مشتتون الآن في سائر أرجاء العالم. والذين بقوا لديهم ذكريات حاضرة عن احتلال وحشي وسلب ونهب لبيوتهم ومواردهم وبيئتهم. ويصف الكثيرون بوضوح شديد المعاملة اللاإنسانية، أو المهينة، التي تعرضوا لها هم أو أفراد أسرهم. وقد رأيت وبعثتي بأنفسنا أدلة وفيرة على أعمال الإحراق العمد والنهب والتدمير اللئيم للمنازل والأعمال التجارية والأسواق والمتاحف والمكتبات وكل ما تحرص عليه دولة ما. وقد شُوهِّ ساحل الكويت بمنظر المباني المتهدمة ولفات الأسلاك الشائكة؛ وأصبحت شواطئه مميتة بفعل مئات الآلاف من الألغام. وتعلو الكويت سحابة كثيفة من الدخان النفطي المظلم الذي يحول ظهيرة بعض الأيام إلى غسق بارد فضلا عما يسببه من مخاطر للصحة لم تحدد بعد. ولا يعرف أحد بالضبط عدد آبار النفط التي تشتعل فيها النيران: ولكن نصفها على الأقل، وهو عدد قد يتراوح بين 600 و 700 بئر تقذف باللهب والدخان. ومن الجو لا يتألف الأفق إلا من سحب سوداء وأعمدة نيران أشعلتها القوات المتقهقرة في هجمة متعمدة أخيرة. ولا يمكن حتى الآن تقييم الخراب البيئي بشكل موثوق به، ولكن عواقبه تشعر بها البلدان المجاورة وقد تؤثر على بلدان أخرى تبعد عنها كثيرا. فالأنهار والبرك. وحتى بحيرات النفط المسكوب، تمتد على الرمال وتزحف نحو الوديان والطرق والبحر. وقد دمرت الحرب محطات توليد الطاقة ومعامل تكرير النفط ومرافق الاتصالات ومنشآت تحلية المياه، أو خربتها، بطريقة يتعذر معها إصلاحها. والموانئ مغلقة والسفن مغرقة والرافعات قد أطيح بها. والمعدات الطبية لحفظ الحياة، وحتى سيارك الإسعاف، قد نقلت؛ ونزعت أجهزة الحاسوب الكبيرة من المباني الحكومية ونهبت.

        10 -   ومشهد الخراب هذا، وبعضه عن وعي وكثير منه غشوم، كان أسوأ من ذلك منذ أربعة أسابيع عندما بدأ الكويتيون في العودة إلى بلدهم المحرر لأنه قد جرى بالفعل القيام بالعمل الكثير كما سيتضح من الفقرات التالية لإعادة وضع الكويت على طريق التعمير. ويجري إحضار إمدادات الأغذية، وتوزيعها، على الرغم من أن المسؤولين والمراقبين، على السواء، يقولون إن التوزيع كان غير منتظم إلى حد ما في بعض الأحيان. وقد استعيدت بعض المياه والطاقة. ويتاح النفط مجانا حتى للسيارات الخاصة. وأعيدت الاتصالات الهاتفية جزئيا وسيتبع ذلك قريبا الاتصالات الدولية. ويجري تقييم الأضرار التي لحقت بالمنازل والأعمال التجارية والمرافق والموارد الاقتصادية، وجرى إنجاز قدر كبير من التعاقد على التعمير. وبدأت وسائل النقل الداخلية والخارجية في العمل بطريقة محدودة، على الرغم من أنه لا يزال هناك قدر محدود من الإمكانيات الجوية والبحرية، وقد سرقت، أو دمرت سيارات كثيرة. وتشرع أفرقة من الأخصائيين في تقييم، وعلاج، الكوارث التي لحقت بحقول النفط. وتوجد حكومة كويتية قائمة (وإن كانت حكومة انتقالية حاليا). وعلى الرغم من وجود مشاكل سوقية ضخمة وجميع ضروب المشاكل العملية الأخرى فإن الحكومة تضع خططا للتعمير. وتعمل الحكومة، عن كثب، مع فرقة العمل الكويتية المشتركة التي تضم عناصر من القوات المسلحة المتحالفة مع الكويت في النزاع الأخير والتي أنشئت في شهر كانون الأول/ ديسمبر 1990 للتخطيط لوقت التحرير. ويضم العنصر المتحالف من فرقة العمل المشتركة عناصر شؤون مدنية من القوات المسلحة للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وكندا والمملكة العربية السعودية وأخصائيين وأفرقة عن هذه الحكومات في مجالات الطب والاتصالات والشرطة والنقل والاستخبارات والطيران والمالية والهندسة والمرافق الصحية. وفي جلسة إحاطة إعلامية عقدت في 25 آذار/ مارس 1991، وصف الجنرال موني، من جيش الولايات المتحدة، وبعض موظفيه الأقدم عمل فرقة العمل المشتركة فيما يتعلق بإمدادات المياه والأغذية والإمدادات الطبية والمرافق الصحية والطاقة والاتصالات السلكية واللاسلكية والنقل فضلا عما يتعلق بتقييم الأضرار والدراسات الاستقصائية أثناء الفترة من شهر كانون الأول/ ديسمبر 1990 حتى تاريخه. وقال الجنرال موني إنه قد جرى التوقيع فعلا على عقود تبلغ قيمتها ما يربو على 550 مليونا من دولارات الولايات المتحدة للأعمال في مختلف المجالات. وأعربت فرقة العمل المشتركة عن اعتقادها بأن البلد قد تغلب الآن، إلى حد كبير، على مرحلة الطوارئ وأنه يتوقع إعادة الطاقة والاتصالات على نحو فعال بحلول منتصف نيسان/ أبريل في مدينة الكويت، وأن يعود تشغيل معظم الخدمات في سائر أرجاء البلد في فترة تتراوح بين ثلاثة وستة أشهر. غير أن صناعة النفط ستستغرق فترة أطول كي

<2>