إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



(تابع) تقريرعن الاحتياجات الإنسانية في الكويت
مقدم من بعثة أوفدت إلى المنطقة
"الأمم المتحدة، سلسلة الكتب الزرقاء، مج 9، ص 206 - 209"

تستعيد نشاطها. ووصف وزير التخطيط إحراق آبارالنفط بأنه "أبشع جريمة على مر العصور" بسبب عواقبها السلبية المتنوعة: الصحية والبيئية والاقتصادية على الأجلين القصير والطويل بالنسبة للكويت وغيرها من البلدان أيضا. وقال الجنرال موني إن كمية الألغام غير المتفجرة والمعدات الأخرى هائلة. وأضاف أنه يوجد برنامج عسكري جيد لتطهير الألغام، ولكنه قال إنه لم يسبق له مطلقا مشاهدة مثل هذا الكم من الخطر. وشاهد كثير من أعضاء البعثة أسلحة غير متفجرة أثناء العمل في الكويت. وقالت فرقة العمل إن إزالة المخلفات يتجاوز قدرات القوات المتحالفة.

        11 -   وأخبرني الوزراء بحكومة الكويت أنهم ينتهزون الفرصة لاستعراض مسألتي التكوين السكاني ومستقبل قوة العمل. وقبل 2 آب/ أغسطس 1990 كان عدد سكان الكويت 2,3 مليون نسمة منهم حوالي 700000 من مواطني الكويت (حوالي 30 في المائة). وقد رحل معظم سكان البلد أثناء فترة الاحتلال والنزاع. وفي وقت زيارة بعثتي للكويت، تراوحت تقديرات عدد السكان المتبقين بين 600000 و 700000 نسمة، منهم حوالي الثلث من الكويتيين. وأوصت السلطات المواطنين في المنفى بعدم العودة للكويت لمدة ثلاثة أشهر لإتاحة الفرصة لإصلاح الخدمات الأساسية، وتحدثت السلطات عن إمكانية تحديد عدد السكان الدائمين مستقبلا على أن يستقدم الآخرون إلى البلد لفترات قصيرة الأجل. وتقضي الخطة التي وضعتها السلطات بأن تتمشى العودة من المنفى مع الاستئناف التدريجي للنشاط الاقتصادي وإعادة إنشاء المرافق الاجتماعية الأساسية والحد من المخاطر الصحية البيئية. ولم تكن هذه السياسة قد وضعت بعد في صيغتها النهائية أثناء وجود البعثة في الكويت.

        12 -   وقد انصب اهتمامنا الأساسي، كما حدث في أثناء بعثتنا السابقة الموفدة إلى العراق، على المجالات الأساسية للشواغل الإنسانية: الحاجة إلى المأوى وإمدادات الأغذية والمياه النظيفة والمرافق الصحية والدعم الصحي المناسب فضلا عن القدرة السوقية على تحقيق الفعالية في هذه المجالات للسكان ككل. وقد تنشأ مخاطر إضافية عن الظروف المحلية بصفة خاصة. والبيان التالي عن الحالة في مختلف مجالات الاهتمامات الأساسية يتأثر، بشكل أو بآخر، بالعوامل العامة التي أوجزتها أعلاه. وتضطلع الكويت على نحو مطرد، وبمساعدة الحكومات التي تتعاون معها في فرقة العمل المشتركة، بتقييم الاحتياجات، وتلتمس التغلب عليها في إطار البارامترات التي وضعتها. وقد جرت صياغة توصياتي انطلاقا من روح التعاون الذي لقيته بعثتي، ورحبت به، وفي سياق المساعدة التي أعتقد أن المجتمع الدولي قادر على تقديمها.

زاي - ملاحظات
         41 -   لا يمكن أن يكون هناك شك في أنه قد جرت محاولة متعمدة لتحطيم الكويت، وهويتها الوطنية، واعتداد شعبها بتاريخها وإنجازاتها. وتترك طريقة التدمير، مع ما اقترن به من تخريب ونهب جماعي، صورة يتعذر محوها. وقد كان بمثابة امتياز لي ولأعضاء فريقي أن نشهد بعث أمة، رغم الظروف المؤلمة. وقد حقق البلد بالفعل، بالتعاون مع أصدقائه وحلفائه، تقدما ملحوظا في الوفاء بالاحتياجات الإنسانية العاجلة، وهو يتحرك الآن بسرعة نحو الوفاء بالمهام الكبرى للتعمير. وبناء على ذلك فإن المطلوب على الفور من المعونة الإنسانية التقليدية من المجتمع الدولي بأسره يعتبر ضئيلا. بيد أن هناك حاجة عاجلة إلى بعض المساعدات الحيوية، على نحو ما هي موصوفة أعلاه، حتى لا يمتد أجل معاناة الشعب الكويتي أكثر من ذلك، وحتى يمكن له ولجيرانه أن يعيشوا مرة أخرى في ازدهار وسلم.

        42 -   وختاما، أود تسجيل تقديري للرؤساء التنفيذيين لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ولمنظمة الأمم المتحدة للطفولة، ولمكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، ولمكتب الأمم المتحدة لتنسيق عمليات الإغاثة في حالات الكوارث، ولبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، ولبرنامج الأغذية العالمي، ولمنظمة الأغذية والزراعة، ولمنظمة الصحة العالمية للتعاون الذي أتاح تكوين بعثة تضم مجموعة كبيرة جدا من التخصصات والخبرات لكي تعمل معي في العراق والكويت. وأعتقد أنه من الأهم أن تقيم أسرة منظمات الأمم المتحدة تعاونا أوثق، وتوفر المسائل المتعلقة بالمساعدة الإنسانية الطارئة مجالا ممتازا يمكن فيه لهذا التنسيق أن يتطور بدرجة أكبر. وقد كنت محظوظا جدا فيما يتعلق بالأعضاء المنتدبين في البعثة. وقد ذكرتني موضوعيتهم وخبرتهم ومهارتهم المهنية، عادة في ظل ظروف شاقة، وروح التعاون الممتازة، مرة أخرى، بالاحتياطي الكبير من الخبرة والتفاني المتوافر لدى الأمم المتحدة.


<3>