إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) تقرير إلى الأمين العام من بعثة الأمم المتحدة لتقييم مدى وطبيعة
الأضرار التي لحقت بالهياكل الأساسية للكويت أثناء الاحتلال العراقي (مقتطف)
"الأمم المتحدة، سلسلة الكتب الزرقاء، مج 9، ص 227-245"

ترتيب وسيلة مناسبة للتخلص منه. ولم يتم التيقن بعد من طريقة المعالجة الإصلاحية للمناطق المتبقية المنقوعة بالنفط. ومن بين المقترحات قيد النظر الحرث أو التثليم لمزج طبقة النفط مع التربة والرمال دون السطحية. ولا يعرف مدى ما يمكن أن تحققه هذه التدابير من نجاح وسيكون مستقبل هذه الأراضي المنقوعة بالنفط إحدى مشاكل الكويت البيئية البارزة والناشئة عن الاحتلال.

        154 -   وهناك مشكلة رئيسية أخرى يتحتم مواجهتها على وجه الاستعجال وهي قياس ثاني أكسيد الكبريت، وكبريتيد الهيدروجين، وأول أكسيد الكربون، وأكسيدات النيتروجين، والأوزون، وثاني أكسيد الكربون، وبعض المركبات المتطايرة المحددة مثل البنزين والفينول والتولوين والفورمالدهايد، علاوة على الجسيمات الناجمة عن الانبعاثات الغازية والجسيمية. كذلك سيتعين إجراء دراسات محددة للآثار الصحية، إذ إن مجموعة المواد الملوثة في الغلاف الجوي للكويت يمكن أن تسبب أمراضا خطيرة في الجهاز التنفسي أو تنجم عنها آثار طويلة الأجل تسبب السرطان وتحدث الطفرات الجينية.

باء - النفط والبيئة البحرية

1 -   الأحوال في الخليج الفارسي

        155 -   في أواخر كانون الثاني/ يناير 1991، أبلغ عن وجود كمية هائلة من النفط في الخليج الفارسي بالقرب من ساحل الكويت. ولا يزال تحديد منشأ هذا النفط الذي أطلق في البحر وحجمه مسألة تثير بعض الخلاف. وقد قامت بعثة خاصة تابعة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة تم إيفادها إلى المملكة العربية السعودية بالتحليق فوق بقعة النفط في 7 شباط/ فبراير، وقدرت حجمها بمليون برميل أو أقل. وخلصت البعثة إلى أن بقعة النفط الممتدة على طول ساحل المملكة العربية السعودية كانت على الأرجح هي البقعة النفطية الرئيسية الناجمة عن إطلاق النفط في كانون الثاني/ يناير، وإن كانت لم تستبعد إمكانية وجود بقع نفطية أخرى في المياه الشمالية للخليج الفارسي. ولم يكن بمقدورها، لأسباب أمنية، التحليق فوق هذا الجزء من الخليج الفارسي للبت في هذا الأمر.

        156 -   وعليه، فقد كان من الأهداف الرئيسية لهذه البعثة تحديد ما إذا كانت هناك بقع نفط كبيرة موجودة في المناطق المجاورة للكويت في الخليج الفارسي. ولم تجد البعثة أي إشارة إلى وجود بقعة نفط كبيرة في أي مكان على طول الساحل الكويتي أو قبالة الشاطئ حتى مسافة تقرب من 30 كيلومترا باتجاه البحر. إلا أنه لوحظ وجود عدة بقع نفطية رقيقة لماعة محدودة الحجم في مواقع مختلفة بالقرب من الساحل، في مجال يتراوح بين كيلومترين وثلاثة كيلومترات. وفي مكان واحد فقط، لوحظ وجود بقعة صغيرة من النفط الذي يبدو ثقيلا في حدود كيلومتر واحد من الساحل، ممتدة بين الفحاحيل ورأس المنقف، أي لمسافة تقرب من ثلاثة كيلومترات على طول الساحل. والكمية الوحيدة الكبيرة نسبيا من النفط الأسود الثقيل وجدت محصورة في الميناء التجاري لشركة مصائد الأسماك الكويتية في ميناء الشعيبة.

        157 -   وفي أثناء عمليات المسح الجوي التي قامت بها البعثة للساحل (20 و 22 آذار/ مارس 1991)، لوحظ وجود خطوط ضيقة من جزيئات الكربون السوداء ممتدة على مسافات مختلفة، نجمت كما هو واضح عن الترسبات الجوية للكربون المنبعث مع السخام من آبار النفط المشتعلة.

        158 -   ولم يكن هناك ما يشير إلى حدوث أي تلويث كبير للشواطئ. ولم توجد آثار وترسبات نفطية إلا في بضعة مواقع متباعدة زارتها البعثة على طول الساحل الكويتي. على سبيل المثال، لوحظ وجود نفط أسود متراكم على الشاطئ داخل الخلجان الساحلية الصغيرة التي يمكن أن ينحصر النفط فيها (في الفحاحيل، مثلا). وفي الجزء الجنوبي من الساحل، بالقرب من أم قصبة، وجد نفط على الشاطئ تحت طبقة من الرمل سمكها 10 سنتيمترات. كذلك لوحظ، في أثناء المسح الجوي الذي قامت به البعثة في 20 آذار/ مارس 1991، بعض النفط الأسود على الشاطئ في بقعتين صغيرتين على امتداد الشريط الساحلي بالقرب من المرافق الترويحية في منطقة الخيران.

        159 -   وقد ذكر موظفو شركة نفط الكويت، في جلسة الإحاطة الإعلامية التي عقدوها مع البعثة في مقر الشركة في الأحمدي، أن سلطات الاحتلال كانت قد بدأت بتخزين كميات النفط لإطلاقها في الخليج. ووفقا لسجلات شركة نفط الكويت، كان هناك 10.7 مليون برميل مخزونة في 22 كانون الثاني/ يناير 1991. وبعد ذلك التاريخ بفترة وجيزة، أطلق العراقيون النفط، كما تذكر التقارير، من حظائر الصهاريج إلى البحرعبر خطوط الأنابيب المؤدية إلى الجزيرة البحرية التابعة لشركة نفط الكويت. وبعد ذلك بأيام قليلة، أدت هجمات القصف الجوي الدقيق التي قام بها الحلفاء إلى تدمير مشعبي التحميل في نهاية خطوط الأنابيب الممتدة من حظائر الصهاريج، وكذلك الجزيرة البحرية التابعة للشركة، الأمر الذي أدى بصورة فعالة إلى وقف تدفق النفط الخام إلى الخليج الفارسي. ولم يتبق في حظائر الصهاريج سوى 1.5 مليون برميل. ويقدر أن ستة ملايين برميل على الأقل قد أطلقت. أما الباقي (3.2 مليون برميل)، فيمكن أن يكون قد نقل جزء منه لملء الخنادق الدفاعية على طول الحدود الكويتية العراقية وما تبقى يمكن أن يكون قد حرق.

        160 -   ويتعلق بيان موظفي شركة نفط الكويت أعلاه بمصير ستة ملايين برميل من النفط الخام أطلقت في البحر. وقد أكدوا أيضا أنه كان هناك ثلاث ناقلات نفط عراقية راسية على البعد من الرصيف الشمالي، سعة كل منها 000 300 طن من النفط الخام، بحيث يبلغ مجموع حمولتها القصوى 000 600 طن، أو 4.2 مليون برميل. وقيل إن هذه السفن أفرغت حمولتها من النفط الخام عمدا في الخليج الفارسي، إذ شوهدت هذه السفن ترتفع تدريجيا وقت إفراغها لمحتوياتها من النفط. وقد أصيبت إحدى هذه السفن بأضرار نتيجة الغارة الجوية ذاتها التي ورد وصفها أعلاه، مما أدى إلى وقف إفراغ النفط منها.

        161 -   وتبين صورة أخذت بالساتل (القمر الاصطناعي) في 25 كانون الثاني/ يناير 1991، سحابة طويلة من الدخان تنطلق من مصدرين قريبين من بعضهما البعض على بعد 16 كيلومترا من الشاطئ داخل البحر: وهما الجزيرة البحرية وناقلة

<12>